مرضى الثيلاسيميا في قلب العاصفة مرة أخرى
تاريخ النشر : 2020-01-28 22:46

غزة:

رغم مرور شهر على انتكاستها الصحية، ما تزال الشابة سماهر جندية ترقد في غرفة العناية المكثفة بمستشفى الشفاء في مدينة غزة، منذ تدهور وضعها الصحي نتيجة انقطاع أدوية التلاسيميا منذ ثمانية أشهر ونافدها من مخازن وزارة الصحة بغزة.

ومنذ بداية الشهر الحالي أيضًا ومرضى الثلاسيميا في قطاع غزة والذي يتواجدون في مستشفى الشفاء بشكل دائم إلى جانب زميلتهم سماهر يناشدون وزارة الصحة والمؤسسات الصحية بتوفير العلاج لهم، حياتهم مهددة ولا استجابة حقيقية حتى الآن.

الشاب إبراهيم عبد الله عضو المجلس الشبابي لمرضى الثيلاسيميا يبدي امتعاضه الشديد من تواصل معاناتهم رغم كل المناشدات التي أطلقوها، 309 مريضة ومريض بينهم 50 طفلًا باتت حياتهم المعلقة بتوفير الديسفيرال أو الاكسجيد مهددة تمامًا.

ويتحدث عبد الله عن حال المريضة سماهر التي حصلت على تحويلة للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية من 14 يومًا ولكن لم تستقبلها أي مستشفى حتى الآن:" بالنسبة لسماهر طرقنا كل الأبواب لم تستقبلها أي مستشفى في الضفة الغربية لأنها وصلت إلى حالة مستعصية، لديها فشل في الكبد ومشاكل في القلب، وهذا يتطلب الآن تحويلها إلى مصر لأنه لا علاج لها في مستشفيات الضفة".

ويبدي أسفه لعدم وجود رد من قبل وزارة الصحة حتى الآن، ورغم نشرها لخبر يفيد بتوجيه شاحنة أدوية لمرضى الثيلاسيميا في غزة إلا أنها لم تصل بعد ولم يتلق أي مريض علاجه، لكن ما نفهمه أن العلاج هو جزء من أدوية مرضى الضفة الغربية وليس خاص بمرضى غزة.

وكانت وزارة الصحة نشرت في 19 من يناير 2020 خبرًا على وكالة الأنباء الرسمية وفا يفيد بأن شحنة من أدوية السرطان والدم والثلاسيميا جرى تجهيزها لإرسالها من مستودعات الوزارة المركزية إلى مستودعاتها في قطاع غزة وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة إنه بتوجيهات من الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد اشيتة، عملت الوزارة على تجهيز هذه الأدوية بقيمة 1,614,680 شيقلا، وستصل قطاع غزة بعد استكمال إجراءات نقلها.

لكن ورغم هذه التصريحات لم يتلق مرضى قطاع غزة العلاج، ولم تصدر أي أخبار تفيد بوصول الشاحنة التي جرى الحديث عنها، ويؤكد عبد الله تراجع الوضع الصحي للمرضى، فكافة الأدوية التي يتلقوها مفقودة تمامًا، ورغم إرسالهم رسالة أخرى إلى وكيل وزارة الصحة في غزة د.يوسف أبو الريش دون أن يتلقوا أي رد أيضًا.

وجدد التأكيد على أن مشكلة مرضى الثيلاسيميا في قطاع غزة بحاجة إلى حل جذري وليس حلول أزمات، فتوقفهم عن تلقي الأدوية يؤثر بشدة على صحتهم، صحيح أن المؤسسات الأهلية ومؤسسات حقوق الإنسان تساندهم، ولكن مطلوب حل جذري.

أما جمعية أصدقاء مرضى الثيلاسيميا في الضفة الغربية، فما زالت تتابع القضية، وكانت عقدت قبل ثلاثة أيام اجتماعًا في مقر الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بالتعاون مع مجلس منظمات حقوق الإنسان وتم الاتفاق على تقديم ورقة حقائق حول واقع مرضى الثيلاسيميا في قطاع غزة وتقديمها لوزارة الصحة كما تؤكد جهاد أبو غوش أمين سر الجمعية.

لكن الاستجابة التي تأخرت من قبل وزارة الصحة في الضفة الغربية، ستقابلها الجمعية خلال المرحلة المقبلة بتقديم ورقة الحقائق رسميًا ومتابعة موضوع شاحنة الأدوية التي تم الإعلان عنها ولكن لم تصل قطاع غزة حتى الآن كما توضح أبو غوش.

شكّل المجتمعون لجنة ستعمل على التواصل مع وزارة الصحة بهذا الشأن وحال لم تتم الاستجابة بعد سبعة أيام من الآن سيتم الخروج بمؤتمر صحفي حول ما يجري لمرضى غزة كما تحدثت أبو غوش، التي أضافت إنه سيتم توزيع ورقة الحقائق على الوزارات والمؤسسات الأهلية باللغتين العربية والانجليزية، فالمرضى الآن تحت خطر الموت.

وناشدت أبو غوش المؤسسات الصحية ومنظمة الصحة العالمية بالعمل على توفير الأدوية، فالدواء حق لكل مريض، ونحن نتكلم عن عدد 309 يحتاجونه دون انقطاع، وبالنسبة لشحنة الأدوية التي يفترض أن تتوجه إلى غزة فما زالنا بحاجة إلى معرفة كمية هذه الأدوية والمدة التي تغطيتها، المناشدات ما زالت مستمرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والوكالات الإعلامية والمهم ألا ندخل مرحلة أصعب.