عالأرض ...
تاريخ النشر : 2020-01-26 09:21

من أعم وأجمل ما يُعرف به الشعب الفلسطيني، الصمود.
نظريًا، هناك نوعان من الصمود: الصمود المقاوم والصمود السلبي. الصمود المقاوم هو باختصار استعمال كافة وسائل وأدوات المقاومة المُتاحة من أسلحة، فن، كتابة، بناء، هندسة، عمل، رياضة أو دراسة فهذه كلها أشكال للمقاومة. أما الصمود السلبي فهو اختيار البقاء على هذه الأرض ولو حتى دون توظيف أي من أدوات المقاومة، "الصمود السلبي" على أرض فلسطين، والذي يعني أن مجرد وجود الفلسطيني على أرضه وعدم مغادرته هو مقاومة بحد ذاته. إذاً ومن منطلق تعريف الصمود السلبي، لا يحق لأي منا المزاودة وطنياً على الآخر، فالشعب الفلسطيني الصامد على هذه الأرض هو أكبر مقاوم للاحتلال، ولا شك أن هذا الصمود سيتضاعف حين يكون هناك أفكار خلّاقة تصب في هذا المنحى، وهو ما تسعى مبادرة عالأرض لتحقيقه.
عالأرض: هي مبادرة فلسطينية تهدف لتعزيز قدرة المواطن الفلسطيني على الصمود فوق أرضه المُهددة بالمصادرة وبالاستيطان، حيث تفتح هذه المبادرة الأبواب لأصحاب الأفكار، للمبادرين في الابتكار والريادة وتوظيف التكنولوجيا، من داخل فلسطين او خارجها للتقدم بأفكار لمشاريع قابلة للتنفيذ في مقاومة الاستيطان على كل الأرض الفلسطينية، قطاع غزة، الضفة الغربية، القدس، كل المناطق، فلتسقط مسميات أ، ب وج، المبادرة تُعنى بكل الأرض الفلسطينية التي كفلها القانون الدولي.

أكاد أجزم أنه لا إمكانية للخروج من الوضع الفلسطيني الراهن على المستوى السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي أو الثقافي إلا عن طريق التفكير، نحن الشعب الفلسطيني لا نملك اليوم سوى التعويل على عقول شبابنا، وهذه دعوة مباشرة لكل صبايا وشباب الوطن لتقديم أفكار إبداعية خلاقة ريادية لمقاومة الاستيطان. كَوني عضو لجنة تحكيم مستقلة وغير ممولة وغير تابعة، أوضح للقارىء أن كل فكرة مشروع يُشترط تقديمها من ٣ أشخاص على الأقل وذلك لضمان الجدية والمسؤولية ولتعزيز العمل ضمن روح الفريق، وأؤكد أن اختيار أفكار المشاريع الفائزة سيتم حسب معايير واضحة عادلة ومدروسة حسب جدول بيانات متفق عليه بين أعضاء لجنة التحكيم لضمان تقييم علمي مهني وعادل مع مراعاة المساواة، الشفافية والنزاهة في رصد علامات التقييم. ستحصل الأفكار الفائزة على دعم مالي، لوجستي، تقني ومهني لضمان تنفيذها، وسيتم تنظيم المبادرة بشكل دوري ومستمر بعد انتهاء الجولة الأولى هذا العام.
عالأرض، الاسم بحد ذاته جذاب، لا أحد يختلف على هذه الحقيقة، فالاسم والحملة الدعائية التي انتشرت قبل إطلاق المبادرة أثارت الفضول، وقد لاقت المبادرة تأييداً شعبياً واسعاً، شكراً لصاحب المبادرة، وهنا دعوة لأصحاب وصاحبات الأعمال الغيوريين على مصلحة الوطن لدعم الريادة والإبداع، فما من مخرج أمامنا سوى العقول والتفكير خارج هذا الصندوق الكبير! عالأرض، فكرة رائعة عميقة استراتيجية ووطنية وبغض النظر عن الأسماء، الوجوه، التاريخ أو التخصصات لن يختلف أحد على ضرورة دعم التفكير في سبيل مقاومة الاحتلال وتحدي أبشع صور المشروع الصهيوني المُجسدة بالاستيطان.
الشعارات قد تكون جميلة وجذابة إلا أن العمل المبني على الفِكر هو ما يبقى ويدوم، لا يكفي أن نستمر بالحديث عن دعم صمود المواطن على أرضه والحفاظ على الارض دون تقديم أفكار عملية لحماية الأرض، مبادرة 'عالأرض' منصة لكل أصحاب الأفكار التي تقاوم وباء الاستيطان، تعمل المبادرة بالتنسيق مع الجهات الرسمية الوطنية السياسية والتعليمية لضمان تعميم المبادرة والفائدة. للحصول على كافة الشروط والخطوات اللازمة لاستكمال تقديم الأفكار بشكل إلكتروني يضمن مزيداً من الشفافية حتى تاريخ ٢٠٢٠/٣/١٥، يمكنكم زيارة الصفحة الإلكترونية: http://3alard.ps/

____________

نقلًا عن صحيفة القدس