شغب الملاعب هجمة على الروح الرياضية
تاريخ النشر : 2020-01-19 21:15

غزة:

لم تنتهِ مباراة كرم القدم التي جمعت فريقي اتحاد الشجاعية واتحاد خانيونس في الخامس من الشهر الجاري على خير بالنسبة إلى الحكم المساعد الكابتن محمد خطاب، والذي أصيب بقنبلة صوت تم نقله بعدها مباشرة إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة بحالة حرجة.

وفي التفاصيل فإن اللقاء الذي جمع الفريقين توقّف عند الدقيقة 70 بعد تعرّض خطاب للإصابة بحروق في وجهه إثر إلقاء قنابل صوت وألعاب نارية من قبل جمهور الشجاعية، وبعد مشاورات في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم؛ تقرر تخسير فريق الشجاعية إداريًا بثلاث نقاط لصفر وغرامة مالية وفقًا للعقوبات الواردة في لوائح الاتحاد.

لكن ظاهرة شغب الملاعب مستمرة منذ سنوات، وعلى الرغم من اتخاذ الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لقرارات بحق الأندية التي يرتكب جمهورها المخالفات إلا أنها ما زالت تتواصل بل وتطال الإعلاميين والإعلاميات كما تؤكد الصحافية الرياضية نيللي المصري.

وتقول المصري إن شغب الملاعب هو مشكلة قديمة حديثة، يختلف نسبيًا بين مباراة وأخرى ولكن يظهر بشكل أكبر في المباريات الجماهيرية، أي التي تخص الأندية ذات الجمهور العريض، وهي نتاج للتعصب المنتشر في الملاعب الفلسطينية.

ورغم أن الأصل في كرة القدم أن تسود الروح الرياضية، لكن الشائع هو التعدّي على الحكّام واللاعبين والصحافيين/ات بالألفاظ النابية والشتائم التي تطال الأعراض وإلقاء قنابل الصوت والألعاب النارية ونزول الجمهور إلى أرض الملعب، وليس فقط التعصب وحده السبب، فأحيانًا يلجأ لاعبون لإثارة الجمهور عند الاعتراض، كما أن بعض الإعلاميين الذين يشجعون أندية يكتبون عناوين تستفز مشاعر الجمهور، تقول المصري.

الصحافية نيللي المصر ينفها تعرّضت في أكثر من مرة لإصابات داخل الملعب بسبب شغب الملاعب، لكنها ما زالت تؤمن أن هناك خطوات يمكن اتخاذها تسهم في التخفيف من حدة الظاهرة عبر تضافر جهود الأندية والإعلام من أجل التوعية، فكل طرف عليه دور وواجب.

هنا في غزة المخنوقة بالحصار الإسرائيلي منذ 14 عامً حيث يتكدّس 2 مليون من البشر في مساحة لا تزيد عن 630 كيلومترًا، تجد الجماهير ضالتها من تفريغ الضغط في المباريات ومتابعتها، ويستعدون لهتافات الفوز حتى قبل المباراة، لهذا، من الصعب تقبّل الخسارة، فكيف إذا اختلف الاجتهاد حول قرارات الحكّام أو دور الصحافيين/ات.

وائل الحطّاب رئيس رابطة مشجعي/ات اتحاد الشجاعية الذي تعرّض مؤخرّا للعقوبة، وهي الخامة له هذا الموسم، يرى أن قرارات التحكيم تؤثر بشكل رئيسي في استمرار الظاهرة، فالجمهور يريد الفوز كي يحتفل ويغني ولا يتقبل أي أخطاء.

الظاهرة منتشرة ولا ينفيها الحطّاب، لكنه يجزم أن روابط الأندية عملت على مدار سنوات للتخفيف منها وقد نجحت في ذلك، وهي ليست كما في السابق، لكنه بكل تأكيد يعترض على طريقة فرض العقوبات على الأندية التي يرتكب جمهورها أعمال شغب.

ويوضح :"الجمهور ليس متشابهًا، هناك المثقف وهناك غير ذلك، إن عقاب الأندية بنقل المباريات خارج ملعبها وفرض الغرامات المالية يرهق الأندية التي تضطر لتوفير باصات لنقل الجمهور، لكن لا يحقق أي نتيجة على الجمهور".

ويرى أن عقوبة إجراء مباريات بلا جمهور تكون رادعة أكثر بالنسبة إلى الجماهير التي تنتظر حضور المباريات، لكنه كما المصري يرى أن كل طرف يتحمل مسؤولية دور التوعية، إلا أنه يرى ضرورة أن يسهم الإعلاميين/ في إثبات التجاوزات إنصافًا للحقيقة.

 لكن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والذي يأسف لاستمرار الظاهرة في كل المباريات تقريبًا، فإن نائب رئيس الاتحاد ابراهيم أبو سليم يرى أن وجود الشرطة الفلسطينية في الملاعب كان له أثر إيجابي، إضافة إلى محاولتهم المستمرة لجمع أسماء مثيري الشغب والتعهدات بألا يكرروا ذلك.

إلا أنه يوضح أن العقوبات التي يتم فرضها على الأندية ليست اجتهاد؛ إنما هي منصوص عليها ضمن اللوائح حسب نوع المخالفة وحجمها، فهناك مخالفات تتطل بعقوبات بسيطة وأخرى عقوبات شديدة كما حدث مع اتحاد الشجاعية الذي تم تخسيره وتغريمه.

ويتفق أبو سليم مع الحطّاب بأن العقوبة تؤذي الأندية عند ارتكاب الجمهور لأعمال شغب، وهو يبدي تعاطفه مع إدارات الأندية، ويؤكد ان هناك تفكير جدّي لإقامة مباريات بلا جماهير كعقوبة للجمهور الذي يرتكب مخالفات، كي يشعر أن سلوكه ينعكس سلبًا على فريه، لكن يرى أن مسؤولية توعية الجماهير تقع بالدرجة الأولى على إدارات الأندية وروابط المشجعين.

الحكم المساعد محمد الخطّاب