متحف فلسطين الوطني في ذِكْرَى الهولوكوست
تاريخ النشر : 2020-01-12 08:50

بعد عشرة أيام، سيزور المنطقة مئات من رؤساء ومسؤولي العالم لإحياء ذِكْرَى المحرقة اليهودية. فقد أعلن رؤساء وممثلو كل من روسيا، فرنسا، المملكة المتحدة، البانيا، أرمينيا، استراليا، النمسا، بيلاروسيا، البوسنة، بلغاريا، كندا، كرواتيا، قبرص، التشيك، الدنمارك، فنلندا، النرويج، السويد، ألمانيا، جورجيا، اليونان، ايسلندا، الفاتيكان، هنغاريا، إيطاليا، لاتڤيا، لتوانيا، لكسمبورغ، مولدوڤا، موناكو، مونتينغرو، هولندا، ماسيدونيا، البرتغال، رومانيا، صربيا، سلوڤاكيا، سلوڤينيا، أوكرانيا، البرلمان الأوروبي، المجلس الاوروبي، البعثة الاوروبية.

قد يصدق أو لا يصدق الفلسطيني رواية المحرقة، لا يهدف هذا المقال لتبيان صحة حدوث المحرقة من عدمها، ولكن الهدف هو لفت انتباه الشارع الفلسطيني لأهمية قوة الرواية وتجسيدها ونقلها لكل العالم، لقد اعتمدت هيئة الأمم المتحدة السابع والعشرين مِن كانون الثاني الْيَوْمَ العالمي لذكرى الهولوكوست، كي لا ننسى!

الدول حتى أكثرها اعتدالاً ونصرة للشعب الفلسطيني تحتفي بهذه الذكرى وتردد عبارة لن ننسى ولن نسمح بتكرار المذبحة والمحرقة التي لحقت باليهود. هذا التاريخ هو يوم تحرير مخيمات التعذيب في أوسشىويتز بيكنباو، وقد اصبح يوماً عالمياً لتذكر ضحايا الهولوكوست؛ تختلف طرق العالم في تذكر الضحايا، فإلى جانب الخطابات الرسمية والتقارير والبيانات الصحفية التي تصدر عن المسؤولين في يوم الذكرى، ستجد التماثيل والمتاحف والحدائق والنصب التذكارية للاحتفاء بضحايا اليهود في بودابست وباريس وبرلين ونيوأورليانز وڤيينا وميامي ومنسك وغيرها.

أما في القدس فيحرص الإسرائيليون على أن يزور كل ضيف رسمي متحف ياد ڤاشيم الذي يعكس حياة ضحايا الهولوكوست وهناك غرفة مُصممة بشكل أسطواني ارتفاعها١٠ متر تغطي جدرانها ٦٠٠ صورة لرجال ونساء وأطفال ضحايا المحرقة.

دبلوماسياً، من الجدير بالذكر أن التمثيل سيكون على أعلى المستويات، أما رؤساء أو أمراء هذه الدول والممالك سيحيون الذكرى. بعض هؤلاء سيزور فلسطين، فقد أعلن كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتنين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والامير تشارلز نيتهم بزيارة الرئيس محمود عباس على هامش زيارتهم لإحياء ذِكرى الهولوكوست (المحرقة) في مدينة القدس في ٢٢ من الشهر الجاري.

وهنا لا بد لنا من استثمار هذه الفرصة وتحويلها لنقطة قوة من خلال تحضير رسالة دعوة لهذه الدول لحضور إحياء لذكرى النكبة ليكون مناسبة وطنية فلسطينية باستضافة دول العالم حتى تعلن عن موقفها الداعم للشعب الفلسطيني ورفض تكرار التهجير والظلم وإنهاء الاحتلال وتكريس حق الشعب في تقرير مصيره.

الرواية التي تتمكن الأمم من الترويج لها وحفرها في أذهان العالم هي ما يبقى للتاريخ، فالتاريخ يعتمد على المؤرخ، لهذا أتساءل الْيَوْمَ: ما هي الرواية التي نريد أن تبقى للتاريخ وما هي الطرق التي نعتمدها لترسيخ هذه الرسالة، كيف نروي للعالم قصتنا وكيف نجعل من روايتنا حقيقة في عيون الأمم؟

في هذه المناسبة، حان الوقت لتنفيذ فكرة متحف النكبة أو المتحف الوطني الذي يقدم الرواية الفلسطينية الكاملة تمامًا كما نريد أن ننقلها للعالم، على غرار الروعة والإبداع الموجود في متحف ياسر عرفات ومتحف محمود درويش في مدينة رام الله، وتيمناً بمتحف بانكسي العظيم في مدينة بيت لحم، حان الوقت للعمل على متحف فلسطين الوطني، ليكون عنوان كل زائر لفلسطين.

______________________

د. دلال عريقات، أستاذة حل الصراع والتخطيط الاستراتيجي، كلية الدراسات العليا، الجامعة العربية الأمريكية.

نقلًا عن صحيفة القدس