كاميرات وثّقت حق العودة تصعد لمنصة التتويج
تاريخ النشر : 2020-01-06 14:44

غزة:

"آخر مشهد"، و"آخر لقطة"، و"رزان"، أفلام فازت بالمراكز الثلاث الأولى في ختام مهرجان العودة للأفلام الوثائقية، الذي نظم فعالياته مساء أمس منتدى الإعلاميين/ات الفلسطينيين/ات بمدينة غزة، إضافة إلى 12 جائزة أخرى عن فئات أفلام الموبايل والكرتون والدراما.

وتوثّق الأفلام الثلاث الفائزة (وهي من إنتاج شركة سكرين- شركة الوطنية- ومجموعة منظمات دولية بالتوالي) انتهاكات ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين والمتظاهرات في مسيرات العودة التي انطلقت منذ 30 مارس/آذار 2018 في يوم الجمعة من كل أسبوع على الحدود الشرقية لقطاع غزة، بهدف المطالبة بحق العودة إلى المدن والقرى الفلسطينية المحتلة عام 1948م.

رئيس منتدى الإعلاميين/ات ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر د.خضر الجمالي قال إن الاحتلال الاحتلال يحاول طمس الرواية الفلسطينية بقدراته وإمكاناته العالية؛ مسخّرًا آلته العسكرية من خلال استهداف الإعلاميين والصحفيين، متوهمًا أنه بذلك يطمس صوت عدالة القضية الفلسطينية.

ويضيف الجمالي إن المهرجان هو تأكيد على أن حقنا الثابت في العودة لا يقبل التنازل، وأن الأجيال الفلسطينية تتمسك بحق العودة إلى كل ربوع فلسطين، والمهرجان الحالي الذي يتحدث عن حق العودة هو لفتة جديدة لتوثيق تاريخ شعبنا من أجل الحرية والكرامة، وتوثيق جرائم الاحتلال وفضح ممارساته بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ولتصل رسالته وصوته إلى كل أحرار العالم.

وشارك في المهرجان الذي يعكف المنتدى على الإعداد له منذ عدة أشهر، 214 مشاركة تم ترشيح 100 فيلم منها ومن ثم اختيار 70، ووصلت في المرحلة النهائية إلى 30 عملاً موزّعة على فئات مختلفة، عبر لجنة تحكيم مهنية.

"بلياشتو الحدود"، واحد من الأفلام الفائزة بالمسابقة وهو من إعداد مؤسسة الرسالة، تقول الصحفية أمل حبيب وهي مخرجة العمل، "القلم والعدسة كان لهم الدور الدائم والحاضر في توثيق الرواية الفلسطينية في هذه التجربة المهمة من نضال شعبنا، والمتمثلة في مسيرات العودة".

قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة في يوم الجمعة من كل أسبوع، وعلى بعد نحو 500 مترًا فقط من آليات الاحتلال المدججة بالسلاح، أبدع الفلسطينيون/ات في تنويع طرق النضال السلمي، فالخيام التي توثّق حياة اللجوء كانت حاضرة، وكذلك الدبكة الشعبية الفلسطينية والزي التراثي، والمأكولات الشعبية، والفن.

"علّوش"، بطل الفيلم الحائز على الجائزة، ذلك الشاب الذي انتشرت صوره بينما كان ينشر الضحك بين المشاركين/ات، والأطفال خاصة.

"اعتدنا رؤية البلياتشو" كما تقول حبيب في المسارح والمهرجانات، ولكن في فلسطين حيث قضية شعب يريد تثبيت حقه التاريخي، البلياتشو هنا في موقع التماس مع الاحتلال ينشر الضحك رغم مرارة الوضع المحيط.

تؤكد حبيب إن مؤسسة الرسالة سعت من خلال أعمالها وكاميراتها أن تكون حاضرة لتوثيق هذه الوسيلة النضالية لشعبنا، وعلّوش كان يرفع علم فلسطين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وتوضح أنّ مؤسستها أرادت إيصال رسالة حب من خلال الفيلم مفادها أن الشعب الفلسطيني ينشد السلام والأمن بعيدًا عن أصوات الرصاص والقتل والدماء، "وفي الفيلم دمعت عين علوش، فواحد من الأطفال الذين سبق وأن أضحكهم، استشهد على الحدود أمام عيون البلياتشو" تبيّن حبيب.

"رسل الحقيقة"، فيلم آخر فاز بواحدة من الجوائز، هو من تصوير وإخراج الصحفي عطية درويش، يتحدث الفيلم ذو السبع دقائق عن الحياة الاجتماعية للصحافيين والصحافيات الذين اعتادوا تغطية مسيرات العودة واعتداءات الاحتلال المتكررة، ويسرد كيف يتعايش الصحفيون مع الأخطار المحيطة بهم.

ويشير درويش إلى أنّ أكثر ما أثر فيه خلال إعداد الفيلم هو استشهاد زميليه الصحافيين ياسر مرتجى وأحمد ألو حسين، ولكن هو ذاته صاحب قصة، فرصاص الاحتلال على الحدود أفقد المصور عينه.

يقول وهو الذي ما زال يتلقى العلاج إن الصحافيين والصحافيات تنحصر حياتهم في يوم الجمعة على الحدود بينما هو يوم عائلي، يتعرضون لإطلاق النار والإصابات ومخاطر الغاز السام ومع ذلك يواصلون نقل الرواية الفلسطينية وصوت المطالبين والمطالبات بحق العودة.

ثلاث أسئلة تركّز حولها الفيلم هي ماذا يعني لك يوم الجمعة؟ وموقف أحزنك ولا يمكنك نسيانه، وآخر مضحك حدث معك عل الحدود وسط كل هذا الحزن؟ وكان من الطبيعي أن تكون أكثر الإجابات متعلقة بمواقف محزنة حدثت أثناء نقل أخبار الشهداء، لكن رغم ذلك لم تخلُ من طرائف لمتظاهرين عايشها الصحافيون/ات.

"أهدي هذا الفوز لروح زملائي الشهداء ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين"، هكذا عقّب درويش، وتابع هذه هي رسالة الصحافي/ة الفلسطينية/ة الذي ما زال قابض على جمر الحقيقة، فرغم محاولات الاحتلال إسكاتهم لكن ما زالوا يواصلون نقل معاناة شعبهم الذي يناضل منذ أكثر من 70 عامًا من أجل العودة.

عضو اللجنة القانونية لمسيرات العودة وكسر الحصار د.صلاح عبد العاطي، أكد أن مسيرات العودة حققت وحدة ميدانية كنا نأمل أن تنجح في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على أساس الشراكة، ومنعت كذلك انهيار الأوضاع وصوبت البوصلة نحو الاحتلال، وعززت التضامن الدولي مع قضيتنا والذي توّج بقرارات مهمة تؤكد حقوقنا المشروعة، وجددت التفويض لوكالة الغوث وأدانت جرائم الاحتلال.

وزاد: "مسيرات العودة حققت لشعبنا أهداف مهمة فهي أعادت إحياء حق العودة وتصفية قضية اللاجئين، وأكدت الحفاظ عليه وأبقت القضية الفلسطينية حية في وجه كل المحاولات التصفوية الأمريكية والإسرائيلية وفي المقدمة منها صفقة القرن ".

وأكد أن المهرجان هو أداة نضالية جديدة، وكما قال غسان كنفاني، بالدم نكتب لفلسطين، ونحن كتبنا بالدم منذ بدء النضال وما زلنا، ووجه التحية لكل من حمل الراية ودفع دمه ثمنًا لنقل جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وللأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.

جانب من الحضور

لجنة التحكيم

فوز الصحافية أمل حبيب 

فوز المصور عطية درويش