د.عاطف سلامة يحاكي هموم المجتمع بالكاريكاتير والمسرح
تاريخ النشر : 2019-08-31 13:59

تأثر كما غيره من فناني الكاريكاتير بناجي العلى، وعلى قناعة تامة بأن كل من يطرق فن الكاريكاتير لا بد وأن يتأثر برحلته التي لم تخلو من المخاطر، معتبراً إنه امتلك قدرة عالية على التحدي واستشراف المستقبل، ودفع ثمن ذلك غالياً.

 يقول الكاتب المسرحي وفنان الكاريكاتير د. عاطف سلامة " كثير من رسومات العلي  لا زالت تحاكي واقعنا اليوم، كما امتلك قدرة خارقة  أن يصل برسالته للجميع من خلال بساطة الرسم، ولم يعرف الخطوط الحمراء، إذ تجاوز التابوهات ورسم بماء النار".

عانى سلامة كثيراً أثناء بحثه ضمن رسالة الماجستير في فن الكاريكاتير، ولذا قام بعمل كتاب علمي حمل بين طياته الإجابة على أي سؤال حول هذا الفن، كما قام بطباعة مجموعة من رسوماته في كتاب حمل اسم" حنظلة يعود من جديد"، وآخر بعنوان " المقص".

يرسم سلامة باللون الأبيض والأسود، مستخدماً أنامله ولا يلجأ مطلقاً للكمبيوتر، لكن سلامة الذي له باع طويل في هذا الفن نظرياً وعمليا يرفض أن يطرح نفسه فنان كاريكاتير.

أقام سلامة عدة معارض داخل وخارج فلسطين، كما شارك في مؤتمرات خارجية حول الكاريكاتير و القضية الفلسطينية.

توجه غير مقصود نحو الكتابة المسرحية شرع به د. سلامة بعد سلسلة من القراءات للفن الرابع، باعتبار المسرح مرآة الواقع على الخشبة وتحت الأضواء، وفي مواجهة مباشرة مع الجمهور، لذلك  كان لا بد من كتابة الواقع بأسلوب ساخر أحياناً، ومبكي أحياناً أخرى" يقول سلامة.

عن العلاقة بين الكاريكاتير والكتابة المسرحية يقول لـ "نوى": "وجدت بالكاريكاتير عيناً أطلّ بها على هموم الناس، وبالكتابة المسرحية لساناً أحكي به عنهم ، وأرى نفسي بينهما كالجندي في معركة الحفاظ على الوجود والهوية".

عرض مؤخراً مسرحية "فرج المقشف" من تأليف د. عاطف سلامة، والتعاون مع المراكز الثقافية- بلدية غزة- وأسرة مسرح النجوم للمسرح والسينما معتمدين نظام التذكرة، التي يؤمن سلامة بضرورة ترسيخها، والابتعاد عن العروض المسرحية الممولة ضمن مشاريع والتي تخضع لرغبات وتطلعات الممول.

يرى سلامة أن المسرح الممول ضمن مشاريع أضر بالأعمال المسرحية أكثر مما نفع، لأنه يخرج كل محاولاتنا زرع ثقافة الذهاب للمسرح بدافع ذاتي والاستعداد للدفع مقابل الاستمتاع لساعتين متواصلتين بعرض مسرحي هادف من مضمونها، واعتمد على مسرحيات شكلية كل ما يهم القائمين عليها جلب جمهور من المعارف والأصدقاء والتقاط بعض الصور من أجل توثيقها للممول " وهذا لا يصنع مسرح ولا جمهور أو يغير ثقافة" كما يقول سلامة.

يعتقد سلامة أن واقع العمل المسرحي  تأثر بالحصار والانقسام، كما أن افتقار قطاع غزة  لمسارح حقيقية لعب دوراً في تراجع هذا الفن، ناهيك عن تجاهل وعدم اهتمام المؤسسة الرسمية بهذا الفن سواء بغزة او الضفة ، وعدم تفاهم المسرحيين أنفسهم ومحاربتهم لبعضهم البعض.

أكثر ما يؤلم حسب سلامة أن النصوص والاعمال المسرحية تقع تحت مقص الرقيب (وزارة الثقافة) وعدم السماح بوجود مساحة حرة لإبداع الكاتب، مما يضطره للاقتصاص من رسالته ومحاولة توصيلها بطرق غير مباشرة للتحايل والاستمرار.

قال" هناك خطوط حمراء ممنوع تجاوزها، كما أن العادات والتقاليد تقف في كثير من الأحيان في وجه الابداع ولا تسمح بمعالجة الشخصيات لأدوارها كما يجب.

يتحدث سلامة أيضاً عن الفصل بين الجمهور داخل المسرح، " لا مكان مشترك لتواجد الأسر والعائلات وهو ما حدث معي شخصياً تم فصلي عن زوجتي وبناتي، وكان في ذلك الحين رجل الأمن وصي عليهم أكثر مني".

لكن سلامة يرى أن الاستمرار بالعمل في ظل تلك الظروف أفضل من عدمه فالتغيير لا بد قادم، ولو تدريجياً، كما أن النصوص يمكن أن يتم الاتفاق على تنفيذها خارج الوطن وبالتالي تأخذ المنحى الطبيعي لها وفق رؤية الكاتب والمخرج.

يسترسل: "المسرح فن ينقل متناقضات الحياة كلها في مربع زمني معلوم، ومحدّد، والكتابة هنا معقدة وعميقة لأن كلماتها ستمشي أمام الناس، وتفجر مشاعرهم وتحرك فيهم العقول" يقول د. سلامة.

لا يستهين د. سلامة بما أنجز لكنه يؤكد أن ما في جعبته أكثر بكثير مما حقق  معتبرا أنه لا زال طالب يمتلك موهبة في بحر الكاريكاتير طامحا ان يصبح في يوم من الأيام مثل الفنان ناجي العلي، كما يتوق لأن يكتب مسرحية تحرير فلسطين وأن يكون عرضها الأول في القدس.