أفلام بعيون شابات تعرض آمال وآلام نساء فلسطينيات
تاريخ النشر : 2019-07-19 16:31

 غزة:

بعيون شابات فلسطينيات، وبعدسة كاميرا هواتفهن المحمولة "الموبايل" أنتجن أفلاماً قصيرة تسلّط الضوء على معاناة وقصص نجاح لنساء فلسطينيات في قطاع غزة، يشبهن نساء العالم في طموحاتهن وأحلامهن إلا من حصار وحياة معقّدة أطبقت بفكيها على حياتهن وحوّلتها إلى كومة من الصعوبات.

15 شابة فلسطينية، درّبهن برنامج الفيديو في مركز شؤون المرأة بمدينة غزة على إنتاج أفلام من خلال الموبايل، وكان لكل واحدة منهن فيلماً تم عرضها جميعاً في مهرجان المرأة لأفلام الموبايل بالتعاون مع المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية.

"بسمة أمل"، هو فيلم قصير للصحفيتين رغدة ماضي وهبة الشريف طرحتا من خلاله قصة شابة اكتشفت إصابتها بمرض السرطان، ولكنها أصرّت على أن تكون مصدر سادة وابتهاج للأطفال خاصة من ذوي الإعاقة، فقامت بنشاطات ترفيهية لهم.

وما لفت انتباه الصحفيتين كما تقول رغدة لنوى :"رغم ظروفها المادية السيئة إلا أنها أصرت على هذا العمل، هي عصامية صنعت نفسها بنفسها وتمكنت من خلال التهريج والغناء أن تمارس هوايتها ليكون لاحقاً مصدر دخل لها تعالج نفسها من مرض السرطان".

وحول تجربة إنتاج الأفلام بواسطة الموبايل تؤكد رغدة إنها المرة الأولى لها، وكانت مفيدة جداً تلّمت من خلالها كيف تستثمر هاتفها المحمول في العمل، صحيح أنها سبق وشاركت في أفلام قصيرة بإنتاج كاميرا عادية، لكن المختلف هنا أن بإمكان الصحفية إنتاج فيلم في أي وقت وأي زمان دون الحاجة للانتظار لجلب معدات التصوير، أفلام الموبايل وفّرت كل هذا العنا.

أما الصحفية أمل بريكة والتي تعدّ تجربة إنتاج الأفلام الأولى لها على الإطلاق، فكيف إذا كانت من خلال "الموبايل"، فقد جربت برفقة زميلتها الصحفية هبة المسحال كل المراحل بدءاً من الفكرة وكتابة السيناريو والتنسيق والتصوير والإخراج.

"بابل" هو اسم الفيلم الذي أنتجته الصحفيتان، ويحكي قصة شابة تدعى بابل قديح من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تركت بابل المهن التقليدية وانطلقت نحو تصليح وصيانة الهواتف الذكية، واجهت بعض المعوقات في البداية لكن سرعان ما تقبلها الناس وأصبح التوجه لها أكبر خاصة من طرف الفتيات.

تقول أمل :"بعد تلقي التدريب حاولنا أنا وزميلتي الابتعاد عن الصور النمطية للمرأة فاتجهنا إلى قصة نجاح للشابة بابل، هي فتاة قيد التخرج لا تتعدى عشرون عاماً، لكنها رفضت الانضمام إلى طابور البطالة،،،فإبراز هذا النوع من قصص النجاح مهم".

وأبدت بريكة سعادتها بتجربة إنتاج فيلم من خلال الهاتف الذي يتواجد مع كل صحفية إذ تحول إلى استثمار حقيقي، مؤكدة أن مركز شؤون المرأة سعى على الدوام إلى إبراز دور المرأة الفلسطينية وقضاياها من خلال مهرجانات الأفلام ليتسنى معالجتها، وهذه المرة ناقشت أفلام الموبايل عناوين مهمة ذات علاقة بالمرأة.

في كلمة الافتتاح قالت آمال صيام، مديرة مركز شؤون المرأة  إن الأفلام التي تم تقف وراءها 25 مبدعة، نتاج تدريب قام به المركز حول كيفية صناعة أفلام الموبايل؛ لتخدم قضايا المرأة، فكان لنا (22) فيلم يطرح (22) قصة تسلط الضوء على معاناة النساء، كما تسلط الضوء على نجاحاتها، (15) فيلم اليوم من أصل (22) فيلماً توافقت مع معايير إنتاج أفلام باستخدام الموبايل وحازت على إعجاب وتقدير المركز اللجنة الاستشارية.

وأضافت صيام: "هذه الأفلام تتناول قضايا عديدة وتطرح عدداً من المبدعات وصانعات الأفلام وتضعهن على أولى درجات السلم على طريق الإبداع، وهو ما يسعي مركز شؤون المرأة؛ لتحقيقه من خلال اقتحام النساء في ميادين جديدة ظلت حكراً على الرجال كسنوات طويلة"، منوهة إلى أن المركز اعتاد على تنظيم المهرجانات والكرنفالات سنوياً؛ لعرض أفلام من إنتاج محلي ودولي من إخراج مبدعين/ات فلسطينيين/ات ومن أنحاء مختلفة من العالم".