البحر يضيق على صيادي غزة وتسهيلات الاحتلال أكاذيب
تاريخ النشر : 2019-07-11 14:54

غزة:

"لا عارفين نصيد ولا نشتغل مين قال في تسهيلات!!"، بهذه الكلمات الاستنكارية استهل الصياد مروان الصعيدي حديثه لنوى لدى شكواه من تحكّم قوات الاحتلال الإسرائيلي بمساحة نزول الصيادين إلى البحر في قطاع غزة.

تحكّم طرف في المساحة البحرية المسموحة للصيادين لا يفعلها إلا الاحتلال الإسرائيلي بحق الصيادين في قطاع غزة، فمنذ انتفاضة الأقصى عام 2000 بدأ استهداف هذا القطاع المهم بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين، وصولاً إلى الحصار البحري المفروض منذ عام 2006 حتى الآن والسماح للصيادين بمناطق محدودة فقط.

"كوني من مدينة غزة أستطيع النزول حتى 12 ميلاً بحرياً وهذا غير كافٍ للصيد لم يعد الأمر مجدياً وكثيراً ما تراجعت عن نزول البحر لهذا السبب"، يكمل الصياد الصعيدي الذي ما زال يتحسر على نجله المصاب من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ويحتاج إلى علاج في عينيه.

مؤخراً تسلّم الصعيدي حسكتين كانت تحتجزهما قوات الاحتلال إحداهما منذ عام 2017 والثانية بداية هذا العام 2019، لكن تسلّمهما بلا محركات أي لا يستطيع العمل عليهما، فحتى مساحة الصيد المحدودة لن يستفيد منها، ولكن همّه الأكبر أنه عندما صادر الاحتلال مركبه الثاني في فبراير من العام الحالي أصاب الاحتلال الإسرائيلي نجله خضر برصاص مطاطي في عينيه ما جعله يفقد البصر.

ويضيف:"ناشدت الجميع سرعة إنقاذ عيون ابني الذي اعتقله الاحتلال في وقت سابق مدة عام ونصف بعدما أخذوه من مركبه في عرض البحر، وهذا هو الاعتداء الثاني عليه وأنا الآن بحاجة لإنقاذه".

وتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر إلى الاعتداء على الصيادين في عرض بحر قطاع غزة الذي لا يتجاوز طول شاطئه 36 كيلو متراً، وتتلاعب بشكل دائم بمساحات الصيد ما بين 3 أميال و12 ميلاً وادعاءات متواصلة بوجود تسهيلات على الأرض الواقع هي غير موجودة.

يقول رئيس لجان الصيادين زكريا بكر لنوى إن ادعاءات الاحتلال بوجود تسهيلات مجرد كذبة، والصيادون يشتكون قلة الصيد وقلة المدود المالي ويشتكون حتى الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة عليهم، مضيفاً:"نحن محاصرون بحرياً منذ 14 عاماً، هل يوجد صيادون في العالم تعرضوا لكل هذه الفترة من الحصار!!!".

ويضيف بكر إن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ شهر يونيو ادعت وجود تسهيلات لكن في الحقيقة لم يستفد الصيادون سوى من 19 يوماً فقط، فمساحة الصيد تختلف على طول الحدود البحرية لقطاع غزة بدءاً من 3 أميال شمالاً و12 قرب مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة وصولاً إلى 15 ميلاً جنوب قطاع غزة.

وقال بكر إنه فقط 13 مركب جر تستطيع دخول المنطقة التي تصل إلى 15 ميلاً أما باقي المراكب والحسكات فلن تتمكن من ذلك، كما أن الصيد يكون عادة في المنطقة الصحراوية بالنسبة للصيادين أي التي لا يتواجد فيها سمك بشكل مناسب ما يعني أن غالبية الصيد يكون لبذرة السمك وهي من ناحية تهدد الثورة السمكية كما أنها عند البيع رخيصة الثمن وغير مجدية اقتصادياً.

وأضاف بكر:"الاحتلال يواصل استهداف الصيادين وممارسة الانتهاك بحقهم من خلال إطلاق النار عليهم والاعتداءات المستمرة وصولاً حتى إلى القتل، كما أنه عمل على حرمانهم من موسم الأسماك الحالي الذي يعتمد عليه الصيادون بشكل كبير، إذ يشهد وفرة في الأسماك عادة وزيادة كبيرة في دخل الصيادين يعتمدون عليه في إتمام أمورهم الحياتية المهمة مثل توفير رسوم جامعات أبنائهم أو إكمال بناء بيوتهم أو تزويج أبنائهم، ولكن كل هذا باتوا محرومين منه الآن بسبب سياسات الاحتلال بحقهم".

وفقاً للمواثيق الدولية فإنه يُسمح لكل صيادي العالم بنزول البحر حتى 200 ميلاً بحرياً كما يؤكد بكر، في فلسطين التي يتحكّم الاحتلال بمعابرها وحدودها البحرية فإنه يٌسمح للصيادين بالنزول إلى 20 ميلاً وفقاً لاتفاقية أوسلو.

وأضاف أن ضعف الوضع الاقتصادي للصيادين أدى إلى تراجع مساهمة قطاع الصيد في الدخل المحلي، فقد كان يسهم هذا القطاع في 5% من الدخل ويشغّل الآلاف كأيدي عاملة، والآن انخفضت هذه المساهمة إلى نحو 2% فقط بل ويشتكون ضعف أوضاعهم الاقتصادية.

وفقاً لتوثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت منذ بداية العام الحالي 2019 145 انتهاكاً بحق الصيادين الفلسطينيين في عرض بحر قطاع غزة، أطلقت خلالها النار صوبهم وأصابت 13 صياداً بينما اعتقلت 18 آخرين واستولت على 8 قوارب صيد كما واصلت حظر دخول معدات ضرورة للصيد في إطار حصارها المشدد على قطاع غزة منذ عام 2006 حتى الآن.