هل يوقف قرار "الزراعة" مخاطر تغذية البط بأحشاء الدجاج؟
تاريخ النشر : 2019-07-10 15:21

إسلام الأسطل

تشكو المواطنة يسرا المجايدة 50 عاماً من الروائح النتنة التي تنبعث بشكل يومي من إحدى مزارع البط القريبة من مسكنها، لكنها لم تكن تدرك أن صاحب المزرعة يغذي مزرعته بأحشاء الدواجن إلى أن تم ضبط المزرعة خلال حملة تفتيش نفذتها لجنة الرقابة المكونة من بلدية خانيونس والطب الوقائي ومباحث التموين ووزارة الزراعة.

 ليست المجايدة فقط من تشكو من انبعاث الروائح الكريهة فمنذ بدء فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، بدأ الكثير من الجيران يتذمرون من هذه الروائح التي تنبعث من داخل المزرعة المنزوية خلف الأسوار، والتي تم ضبطها في مخالفات مماثلة لأكثر من مرة.

ولم يتجرأ أحد من الجيران على تقديم شكوى رسمية بشأن هذه الروائح ظناً منهم أن الأمر يتعلق بسوء اهتمام بالمزرعة ليس إلا.

تقول المجايدة لـ "نوى" "كنا نظن أن الأمر مرتبط بقلة اهتمام وعناية بالطيور داخل المزرعة مما تسبب في تلك الروائح لكن مع التفتيش بدأت تتضح الصورة بأن صاحب المزرعة يغذيها على مخلفات وأحشاء الدواجن"، وتوقعت المواطنة أن يتم إعدام المزرعة وحبس صاحبها إلا أن شيئاً لم يتغير.

وتنتشر في مقابل مزارع الدجاج الرسمية والعشوائية العشرات من مزارع تربية البط، ما بين مرخصة وغير مرخصة، يعتمد بعض أصحابها على استخدام أحشاء ومخلفات الدجاج بعد ذبحه كغذاء للبط، وهو الأمر الذي أكده أحد أصحاب محلات الدجاج لـ " نوى": "اعتدت ان أقوم بتجميع أحشاء الدواجن التي أبيعها في كيس كبير ثم ألقي بها في الحاوية القريبة من المتجر الخاص بي، وهذه هي الطريقة التي أتخلص بها من هذه الأحشاء في كل نهاية يوم عمل، إلى أن أصبح جاري الذي يمتلك مزرعة بط يأتي ويأخذها ليطعمها للبط". 

علمت "نوى" أن لجنة الرقابة على الأغذية ودائرة البيطرة في وزارة الزراعة وأثناء حملة تفتيش ضبطت مؤخراً مزرعة بط يتم تغذيتها بشكل كامل على الأحشاء التي يتم طحنها في ذات المكان.

ورغم أن هذه ليست السابقة الأولى لصاحب المزرعة في استخدام أحشاء الدجاج لتغذية البط، وقد ضبط أكثر من مرة وجرى تحذيره، إلا أن دائرة البيطرة اكتفت بالحجر على المزرعة ومنع البيع لمدة أربعون يوماً، وذلك حتى يستطيع أن يتخلص البط من المخلفات التي تغذى عليها، وفقاً لمعلومات حصلت عليها "نوى" من أكثر من مصدر.

لكن مصدر في وزارة الزراعة أكد لـ نوى" أن موضوع الحجر لا يمكن ضمان السيطرة عليه ويحتاج لرقابة صارمة لا تتوفر الإمكانيات لدى الوزارة لمتابعته، وإن كان صاحب المزرعة يوقع على تعهد بعدم البيع لحين مرور المدة المحددة، لكن الأمر يبقى غير مضمون، الأمر الذي حذا بالوزارة لاتخاذ قرار يقضي بإعدام أي مزرعة بط يتم ضبطها تتغذى على مخلفات وأحشاء الدواجن نظرا لما تشكله من خطر على صحة المواطن.

ووفقا لما ذكر المهندس أدهم البسيوني الناطق باسم وزارة الزراعة، وفإن الوزارة اتخذت القرار الآنف نظراً لما تسببه تلك الطريقة في التغذية من أضرا تنعكس على صحة المواطن.

وذكر البسيوني أن مزارع البط تتركز في شمال قطاع غزة إذ تسجل ضمن سجلات وزارة الزراعة ما يقارب 12 مزرعة بط، فيما تنتشر بالمقابل الكثير من المزارع الغير مسجلة والتي تعتبر حظائر منزلية.

وقال: "توجد 5000 آلاف أم تنتج بيض التفقيس".   

ووفقاً للقرار الجديد قال البسيوني "لن يكون هناك تهاون مع أي مزارع يتم ضبطه يغذي مزارع البط على أحشاء الدواجن وسيتم التعامل معه كمرتكب لمخالفة قانونية قد تصل للحبس".

ووفقاً للإجراءات المتبعة فإنه يقوم أحد أفراد فريق التفتيش بصفته يمثل الحق العام بتقديم شكوى للنيابة بذات القضية ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المزارع الذي يتهاون في اتباع الإجراءات السليمة في تربية وتغذية البط.