نوى تحاور أول فلسطينية تحصد جائزة عالمية في مجال المرأة
تاريخ النشر : 2019-03-01 15:23

القدس المحتلة:

حصدت الشابة د.أميرة شاهين جائزة مؤسسة  OWSD-Elsevier  العالمية للعلماء النساء في الدول النامية، كأول فلسطينية في هذا المجال برفقة أربع باحثات أخريات من أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية.

وشاهين المولودة في منطقة جبل المكبر بمدينة القدس المحتلة، حاصلة على شهادة الدكتوراه في علم الأوبئة والصحة السكانية من كلية لندن للصحة والطب عام 2009، وهي محاضرة في جامعة النجاح الوطنية منذ عام 2011.

تقول شاهين في حديثها لنوى إن هذه الجائزة تقدم سنويًا للنساء الباحثات من الدول النامية شريطة أن تكون في السنوات العشر الأولى من الحصول على الدكتوراه ويؤخذ بالاعتبار حجم الإنتاج البحثي للمرشحة داخل بلدها وقدرة بحثها المرشح على تحقيق التعاون بين جهات محلية وعالمية، بالإضافة لأن يكون لديها إنتاج منشور في هذا المجال.

المشروع الفائز هو استكمال لبحث حول "العنف المبني على النوع الاجتماعي، وتعزيز استجابة نظام الرعاية الصحية للعنف القائم على نوع الجنس/ النوع الاجتماعي في فلسطين، والتحقيق في مدى جاهزية النظام الصحي لاكتشاف ضحايا العنف من النساء، وإحالتهن إلى الجهات المعنية".

ويأتي هذا المشروع كتتويج لسلسلة أبحاث سابقة في ذات المجال ركزت على العنف المبني على النوع الاجتماعي وتأثيره على المرأة والطفل، وهو في إطار الصحة العامة، تم تنفيذها بالشراكة مع وزارة الصحة الفلسطينية، وترشحت شاهين من قِبل زميلة لها مطّلعة على حجم إنتاجها البحثي وفقًا لشروط الترشح للجائزة.

وتعلّق شاهين :"لدي أبحاث تنصبّ على صحة المرأة والطفل والصحة البيئية أنجزتها على مدار السنوات العشر، وكان لدي أبحاث حول العنف المبني على النوع الاجتماعي، ونظرًا لأهمية هذه المشكلة للعالم ككل وليس لفلسطين فقط؛ حاز على الجائزة".

يعتقد الناس كما ترجح شاهين أن الوضع الصحي ليس له علاقة بالعنف، ولكن العكس صحيح، فالكثير من النساء المعنفات يعانين من مشاكل صحية ونفسية، بالتالي فإن القطاع الصحي له دور كبير ومهم في معالجة المشكلة، القطاع الذي تعمل عليه شاهين هو الصحة العامة ولكنها ترى أنه لا يجب تهميش باقي القطاعات فكلها مهمة وتعمل معًا من أجل صحة المرأة في فلسطين.

وتوضح شاهين إن هذا الأمر حقق نجاحًا إذ شعرت النساء أن هناك من يستمع إليهن ويهتم بتقديم المساعدة لهن، فوزارة الصحة تعمل على هذا الأمر منذ فترة لما فيه من تعزيز للوضع الصحي للمرأة الفلسطينية.

وقدّرت شاهين أن مستوى إنجاز الأبحاث المتعلقة بالمرأة ما زال غير واسع على مستوى العالم وليس فلسطين فقط، فهو بحاجة إلى المزيد، أما في فلسطين فهناك قلّة في إشراك النساء في النشاط البحثي، وهناك الكثير من الباحثات اللواتي لم يأخذن حظهن في البروز بينما لا يعاني الباحثون الرجال من ذات المشكلة، وهذا يتضح أكثر في مستوى الترقيات لدرجة أستاذ دكتور، فبين كل 10 رجال بالكاد تترقى سيدة واحدة، وهذا الأمر بحاجة إلى معالجة خاصة في ظل وجود الكثير من الباحثات المتميزات.

ترغب د.شاهين ان تتوجه بالشكر لوزارة الصحة ممثلة بدائرة صحة المرأة وعلى رأسها السيدة مها عوّاد لدورهم المهم في دعم البحث من اجل تحسين صحة النساء. البحث قائم على ايجاد نقطة مركزية في العيادات المستهدفة بحيث يقوم مقدمي الخدمات الصحية بتحويل السيدة المعنفة لها. هذه النقطة المركزية تقوم بدورها بالاستماع الى السيدة ومناقشة الخيارات المتاحة معها وتحويل من ترغب في ذلك الى الجهات المعنية.

وتطمح أن تصل بحدود العام 2030 إلى تحقيق أحد أهداف ال SDG بأن يكون العنف المبني على النوع الاجتماعي قد انعدم وأن نصل في فلسطين إلى سن قوانين أكثر إنصافًا للنساء فالقوانين الفلسطينية قديمة وغير منصفة، وأن تتواصل الأبحاث في مجال التدخل النفسي للنساء، أما على المستوى الشخصي فتطمح شاهين إلى الحصول على درجة أستاذ دكتور في علم الأوبئة وهو أحد تخصصات الصحة العامة.