لسنا نكرة
تاريخ النشر : 2017-02-10 13:50

التشجيع و التهليل وصيحات المنافسة مشهد بات مألوفا في ملاعب كرة القدم والألعاب الرياضية الأخرى، ومن الطبيعي ان يكون أمرا عاديا، الا ان هذا المشهد اختلف كليا اليوم فجماهير من النواعم احتشدت على مدرجات الصالة المغلقة للنادي الاهي بغزة يشجعن زميلاتهن المشاركات في البطولة النسوية الأولى لكرة القدم التي أقامها مركز العمل التنموي معا.

وسط تصفيق حار وتفاعل كبير وتشجيع للاعبات بأسمائهن، فصورة جمالية مثلتها هؤلاء المشجعات ، انطلقت لاعبات الفرق المشاركة تركل الكرة ليدون أحلامهن وطموحهن وشغفهن في هذا الاتجاه، فخمس فرق مشاركة من الأندية الفلسطينية في قطاع غزة ولأول مرة  حملت طابعا تنافسيا كبيرا، انطلقن نحو المستقبل وركضن خلف الكرة وكأنهن يسابقن الزمن للحاق بكل لحظة وتدوينها بقوة كي لا يتم طمسها،

حالة الفرح التي لمستها اليوم في كل زاوية من زوايا الصالة الرياضية المغلقة تكاد تجعل المدرجات والشباك والارضية ترقص طربا، انه الشعور بالحرية والتحليق بالسماء،

هذه هي حالة اللاعبات والمشجعات في أجواء كرة القدم كانت بصورة غير متوقعة،

وعلى الرغم من ان قطاع غزة لديه التاريخ الكبير الذي سجل للمرأة الفلسطينية حضورها بقوة في المحافل العربية والدولية ورفع علم فلسطين كنجوى ترزي وحاتمة أبو سلطان ونهى المدبك واخريات الا ان الظروف المتغيرة والمتواصلة تحد من امتداد هذا النشاط واقتصر فقط على الذكور التي تقول للمرأة لا في كل الأحوال،

 وحتى لا نتجنى على أي جهود بذلت وتبذل فانه كانت هناك بعض الجهود الخجولة التي مازالت تدعم باتجاه رياضة المرأة فربما نادي غزة الرياضي أحدهم، وكانت لجنة رياضة المرأة باللجنة الأولمبية الفلسطينية التي  اقامت العديد من البطولات النسوية ليتوقف نشاطها دون سبب معروف,

ولن ننسى فريق كرة القدم النسوي الذي تأسس عام 2003 في قطاع غزة من طالبات كلية التربية الرياضية بجامعة الاقصى امتداد للبنة الأولى لتشكيل الفريق في محافظة بيت لحم ومن ثم  في محافظات فلسطين وتمثيله لفلسطين في بطولة العرب الأولى في الإسكندرية لكنه توقف الفريق واندثرت الفكرة بغزة بعد عام 2006 وما حصل من احداث سياسية لتنال من كافة الأنشطة الرياضية

وعودة الى البطولة النسوية لكرة القدم بغزة وخلال لقائي بالفتيات ومدرباتهم جميعهم اكدن انهن يشعرن بسعادة لا تضاهيها سعادة ويتحدثن مبتسمات ملامح وجوههن البريئة كساها الاحمرار الناتج عن الحماس والاقبال بحب على هذا العالم الكبير الذي حرمن منه،

جميع الفتيات اتين بموافقة ذويهن دون تردد وهذا ما جعل حافز المنافسة يطغى ويكون سيد الموقف خلال المباريات بغض النظر عن الأداء المتواضع لهن كونهن لأول مرة يركلن كرة القدم

بعد هذا الاقبال الكبير والفرحة العامة والمطالبة باستمرار الأنشطة الرياضية وكون المشروع من اجل التنمية

فلماذا تحرم الفتاة من ممارسة الرياضة، ولماذا لا تقام أنشطة رياضية نسوية الا اذا وجد مشروع اجنبي ممول، لماذا لا يتم دعم المرأة نفسيا واجتماعيا من خلال الرياضة،

تساؤلات كثيرة كانت بعيونهن التي كانت تجوب أروقة الصالة الرياضية يبحثن عن إجابات علهن حظين بوقت اكبر وفرصة افضل في ممارسة الرياضة

من حق الفتاة ان تجد لها مكانا متنفسا تمارس هوايتها فهي لا تختلف عن الرجل ولا تقل أهمية عنه يجب ان يعترف المجتمع بالمرأة الرياضية كمان كان تاريخنا حافل في ستينات القرن الماضي

اتينا الى ملعب كرة القدم ليؤكدن  نحن لسنا نكرة.