خاطبوا العالم بحياد ومصداقية فأوصلوا رسالتهم بفاعليّة
تاريخ النشر : 2014-08-25 19:50
العدوان على غزة

غزة-نوى-شيرين العُكة

استطاع مجموعة من النشطاء الشباب مخاطبة العالم الخارجي الكترونياً خلال العدوان المستمر على القطاع، لإيصال صور معاناة غزة التي يرتكب بحقها جرائم حرب من قبل الآلة العسكرية الصهيونية، وكانت لغة التواصل تتم على ساحة وسائل التواصل والإعلام الجديد، من خلال نشر صور ومقاطع فيديو وتدوينات بلغات مختلفة على هاشتاجات أعدّت خصيصاً منذ بداية العدوان.

وعن تجربتها قالت الفتاة الفلسطينية فرح باكير 16 عاماً، "حاولت عمل شيء يختلف عن الأخبار التي نشاهدها على التلفاز، فكتبت عن الأحداث في منطقتي والتي أعيشها، وسجلت أصوات القصف وصور السماء بألوان النيران فيها، رغم خوفي وأنا أفعل ذلك".

ورغم عفوية وبساطة التغريدات التي كانت تنشرها إلا أن كثيراً من الناس أخبروها بأنهم بدلاً من متابعة التلفاز لمعرفة الأخبار أصبحوا يتابعون تدويناتها، مما زاد عدد متابعوها إلى (200 ألف) وشجعها ذلك على الاستمرار، وأضافت "مع هذا العدد من المتابعين حاولت أن أجعلهم هم الحكم، فلا أحكي لهم أنني الضحية، بل أنقل لهم الصورة والأخبار كما هي، وأجعلهم يعيشون هذه المعاناة معي".

وكانت الفتاة باكير تغرد باللغة الإنجليزية لأنها الأكثر انتشاراً، ولأن العالم العربي يعلم حقيقة معاناة الشعب الفلسطيني، بينما هي تريد إيصال الرسالة إلى العالم الغربي الذي يضلله الإعلام الغربي، بحسب فرح.

أما الشاب العشريني ياسر عاشور والذي كان يدوّن عن العدوان من قلب مستشفى الشفاء بغزة، وذلك لتواجد الكهرباء فيها بشكل مستمر، حيث انقطع العديد من المدونين عن الكتابة في منتصف العدوان بسبب تفاقم مشكلة الكهرباء، قال "دوّنت بكل بساطة عما كنت أراه أمام عيني، من نزوح لسكان حي الشجاعية ولجوئهم إلى مستشفى الشفا وكيف بدءوا بنصب الخيام ليناموا فيها".

وعن أسلوبه المتبع في تغطية الحرب، أفاد بأنه كان يعتمد الأسلوب الخبري والأسلوب الإنساني، ويقوم بتلقائية بتصوير حياة وهموم النازحين في المستشفى، وكان عاشور يواجه العديد من الانتقادات والاستفسارات من العالم الخارجي ومن الإعلام الإسرائيلي أيضاً، فكان يرد بالدلائل والفيديوهات لدحض الرواية الصهيونية الكاذبة عن غزة، لذا فقد حصد على عدد كبير من المتابعين في العالم الخارجي، مما ساعده على إعادة نشر كل ما يكتب.

بالحياد والإنسانية

"يمكن للمدونين أن يقوموا بدور فاعل ومهم من خلال نقل رسالة مؤثرة للعالم حول ما يتعرض له شعبنا، على أن يخاطبوا الجمهور بذكاء ومصداقية وحيادية أيضاً ليكون فعّال".

هكذا أفاد الخبير في الاعلام الاجتماعي خالد الشرقاوي في معرض سؤالنا له عن الكيفية التي يجب أن يكون المدون عليها، ليوصل رسالة تؤثر في الرأي العام، قال لنوى  "يمكن القول أن الشباب نجحوا في نقل صور المعاناة الفلسطينية، وسر نجاحهم تراكم التجربة منذ عام 2008 و2012، حين أظهرنا للعالم من هو المعتدي من خلال رصد الخراب والدمار وحالات القتل المروعة، ورصد حاجات الناس اليومية ومشاعرهم وفرحهم وحزنهم، كل هذا لم تكن كاميرات التلفاز قادرة على نقله، بينما استطاعه المدونون الشباب بكل جدارة".

وأكدّ الشرقاوي على أهمية  التركيز على الجوانب الإنسانية التي تظهر للعالم مدى حرصنا على العيش بحياة كريمة متساوية مع باقي البشر، مشيداً بالتنسيق المستمر ما بين المغردين في الأوقات التي ينقطع فيها التيار الكهرباي، كي يبقى التغريد متواصلاً دون انقطاع، وكان هذا التنسيق من أهم نقاط القوة بينهم كمدونين.

وبحسب رصد المدونون المختصون فإن الأرقام التي كانت تحصدها الهاشتاج الخاصة بالقضية الفلسطينية سواء بالعربية أو بالانجليزية #غزة تحت القصف، و #Gaza under attack ، أو تلك الخاصة بالرواية الإسرائيلية إسرائيل تحت الضرب، فإن إسرائيل حققت خلال أيام الحرب 660 ألف تغريدة، بينما الأرقام الخاصة بالقضية الفلسطينية حققت 7مليون و700 ألف تغريدة تقول أن غزة تتعرض للقصف وبهذا فإن العالم كله يتضامن مع فلسطين.