العام الدراسي يبدأ في فلسطين ويؤجل في غزة
تاريخ النشر : 2014-08-24 22:51

غزة-نوى-شيرين العُكة

بتراتيل من آيات القرءان الكريم قُرأت على أرواح شهداء العدوان الإسرائيلي، تبعتها تحية العلم الفلسطيني الذي رفعه الأطفال عالياً من أماكن اللجوء في المدارس، التي تلقوا فيها علومهم يوماً وها هم يسكنوها بعدما دمرت منازلهم خلال العدوان المستمر على قطاع غزة.

ويصادف اليوم بداية العام الدراسي في فلسطين، والذي سيبقى مؤجلاً في قطاع غزة بسبب تواصل العدوان وتدميره لبيوت الغزيين الذين لجئوا للمدارس للاحتماء من خطر التعرض للقصف الصهيوني المتعمد، بينما بدأت الدراسة بشكل طبيعي في مدارس الضفة الغربية وأراضي 48.

وحسب ما خططت له وكالة الأنروا في المدارس التابعة لها في القطاع، فقد صُفَّ الأطفال في طوابير صباحية و قرع الجرس مع تمام الساعة السابعة صباحاً ليتخذ كل طفل مكانه وينصت لآيات القرءان التي تبعها النشيد الوطني وكلمة مدير المدرسة، والتي أكدّ فيها على استمرار المسيرة التعليمية رغم العدوان والتضحيات المبذولة، وأن المدارس ستعود من جديد مع انقشاع العدوان عن غزة.

وتلقى الأطفال المشاركون تدريبات وألعاب مختلفة من قبل منشطون ومختصون في الدعم النفسي، فيما أظهر الأطفال تفاعلهم وفرحهم باللعب، وعبّرت الطفلة رنا سكافي 10 أعوام عن سعادتها بالألعاب والنشيد مع أقرانها من الأطفال، قائلًة "أحب أن تبدأ المدرسة وأن نلعب من جديد، اشتقت لكتبي ودفاتري وأن يكون عندي حقيبة جديدة".

ويبدو أن الطفلة تعي جيداً ما يدور حولها، فقد تساءلت عن مصير الآلاف المتواجدون داخل مدرستها وقد نزحوا إليها بعد أن دمرت بيوتهم كما حدث مع عائلتها، فقالت لـ "نوى" "أين سيذهب الناس وأن سنذهب أنا وعائلتي، اليهود قصفوا بيتنا".

بينما كان الانزعاج وعدم الاقتناع بالفكرة بادياً على الطفل أنس محمود 12 عاماً والذي امتنع عن مشاركة بقيّة الأطفال، وأوضح ذلك قائلاً "لم نأخذ إجازة، كل الإجازة قضينها في الحرب التي استشهد فيها أعمامي وأخي محمد الذي كان يرافقني إلى المدرسة"، وأضاف "لا أريد مدرسة".

بينما تدخل صديقه فادي عاشور والذي أبدى موافقته لأنس، فقال "أنا اشتقت للمدرسة لكن كما قال صديقي أنس لم نأخذ إجازة جميلة، وأين سيذهب الناس الذي ينامون فيها، والمدرسة بحاجة للنظافة والترتيب".

فيما أبدى الطفل خليل حاتم 8 أعوام دهشته الشديدة من نبأ بدء العام الدراسي حين أخبرناه به، واندفع متسائلاً "رح أسجل بكرة بالصف الثالث ؟" لكن ملامح الخيبة عادت فوراً على محيّاه فور إخبارنا له بأن الحرب لم تنتهي بعد وأن أصحاب البيوت المدمرة ما زالوا يسكنون في المدارس.

والطفل خليل لم يقصف منزله ولم يلجأ لأماكن الإيواء، لكنه كباقي الغزيين يعيش الحرب وينام ويصحو على أصوات القصف، ويخشى على مدرسته من التعرض للقصف، كما يخشى من تعرض أسرته لمكروه يلون طفولته بالسواد.

من الدراسة للإيواء في الحروب

وأفادت المنشطة الاجتماعية حنين رزق أن  تفاعل الأطفال مع الألعاب كان كبيراً على صعيد ثلاثة مدارس قامت بزيارتها صباح اليوم لتقديم المساعدة والدعم النفسي، ولم تخفي صعوبة الوضع القائم لدى الأهالي وأطفالهم، فقالت لـ "نوى" " أنا أم قبل أن أكون ناشطة وأعلم ماذا تعني المدارس للأطفال وذويهم، لكن الظروف ليست مواتية فعلاً، والأهل وأطفالهم بحاجة لدعم نفسي، كذلك المدارس بحاجة للنظافة وإعادة التأهيل كي يغير الأطفال نظرتهم تجاهها ويحبونها".

يجدر الإشارة إلى أن الناشطة رزق اصطحبت طفلتها حلا 9 أعوام إلى مدارس الإيواء لتشارك الأطفال النازحون الأجواء الرمزية في المدرسة، بينما رفض طفلها الأكبر عمر 11 عاماً حضور الفعالية لأنه يجب إيجاد بيوت للأهالي وتنظيف المدارس وتهيئتها لاستقبال الطلاب، بحسب حنين.

وقد طال القصف الإسرائيلي مدارس الإيواء أيضًا مما أسفر عن استشهاد العشرات معظمهم من الأطفال، فيما يستمر العدوان على غزة لليوم 49 ما أدى لاستشهاد 2100 منهم567  طفلاً، وإصابة 3237   طفلاً من المجموع الكلي للإصابات البالغة نحو 10550مواطناً.