غزة - نوى - باسمة ابو شليح :
ام مصطفى الكفارنة شاهد على كل الحروب التي مرت على الشعب الفلسطيني، رحلت من مكان لمكان عاصرت نكبه 48 ومرت بنكسة 67 ولنزحت في حرب الرصاص المسكوب عام 2009 الى مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا" تروي لنا من نفس المدرسة اليوم قصه رحيلها الدائم من بيتها في المحاصر في"بورة جميل الشوا" القريبة من الحدود في بيت حانون عاشت الموت والحياة معا فكتب الله النجاة لتكون شاهدا علي وحشية والهمجية (الإسرائيلية) على المواطنين العزل.
أم مصطفي الكفارنة البالغة من العمر " 80" عاما ام وجده لأكثر من" 70" فرد تتحدث بصوت مخنوق يعبر عن مرارة معاناتها ووجعها الدائم "تعبنا يا بنتي من (الشحططة) التنقل من مكان لمكان وبيت لبيت لمتى سنظل متشردين هيك هكذا ما بكفيهم إلي اخدوه كل بلدنا صادروها واخدوهاا وين نروح ما ضل النا مكان نتهجر عليه".
تقول الجدة ام مصطفى كنا نسكن امنين في منزلنا في بيت حانون سمعنا في الأخبار خبر استشهاد محمد ابو خضير والتمثيل في جسده وحرقة وهو حي من قبل المستوطنين المتطرفين، "شعرت ان شيئا كبيرا سوف يحدث. حضرت بعض الملابس وعلاجي الخاص بالسكر والضغط والقلب فأنا مريضة".
وتضيف ام مصطفى :"سمعنا صوت الصواريخ في أماكن قريبه من منزلنا، فنزل أبنائي السبعة وأولادهم من الطوابق العلوية إلي الطابق السفلي وتجمعنا، وأصبح القصف يقترب من منزلنا بشكل كبير ومباشر والقذائف تتساقط نحونا، قصف الاحتلال (الاسرائيلي) منزل جارنا الساعة 11 ليلاً وتتالت الضربات بعدها بكثافة، ومن شدة القصف إحدى الشظايا سقط في غرفة ابن ابني الصغير النائم وأصابته بشظايا خفيفةلم نستطع وقتها فعل أي شي الا انتظار الموت فنادي ابني الكبير علي جميع العائلة وتجمعنا في المطبخ كونه أكثر مكان امن في المنزل. لكن شده القصف، لم تسمح لنا البقاء انطلقنا جميعا مسرعين والقصف يتصاعد والشظايا تتناثر هنا وهناك حتى وصلنا مستشفى كمال عدوان، ومن ثم جئنا إلي مدرسه ذكور الرمال الإعدادية التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين .
تواصل الجدة ام مصطفى :" تقدمت الدبابات لتدمر منازل المواطنين العزل حتى وصلت منزلنا الذي يأوي العائلة، أصبحنا في الشارع بلا مأوى" وتسألت ام مصطفى الى متى سنبقي في المدرسة "ستهدأ يوما الحرب وتعود الحياة الي طبيعتها ونحن نبقي مشردين مثل كل مرة صبرا جميل والله المستعان".
تقول الجدة دائما اسرد لأحفادي تاريخ القضية الفلسطينية كيف تقسمت فلسطين وما حدث مع أبائنا وإخوانا في نكبة1948 وكيف تحمل شعبنا الآسى المجبول بالحسرة وهواجس الاقتلاع والسلب والتشريد والترهيب كما يحدث الآن وسابقا، "سمعنا عن المذابح التي ارتكبوها بحق الفلسطينيين والهروب إلي بعض الدول المجاورة أملا بالعودة بعد تستقر الأوضاع ففر العديد وأجبرهم على مغادره قراهم، اما اليهود وجيش الاحتلال (الاسرائيلي)لم يختلفوا عن السابق. ازدادت شراستهم ونزعت الرحمة من قلوبهم".
تنظر الجدة إلي وجه أحفادها الذين يلتفون حولها طول فتره حديثنا معها وتبتسم "غزة التي تنتزع الحياة بعد كل حرب دامية ستزال باقية شامخة صامدة بقوه أبنائنا وصمود أحفادنا وبأمل أطفالنا سنزرع ونفلح من جديد الأمل والحرية وسنعيش رغم انف (الإسرائيلية) سنثبت للجميع أن أطفالنا قدر المسؤولية فيهم نحيا، وفيهم نقوى وسننتصر بإذن الله وسنعمر الحياة ونبقي علي أرضنا مهما عانينا".
