وداد أبو عابد : قصفوا البيت وسنعيد بناءه
تاريخ النشر : 2014-08-17 18:23

غزة_خاص نوى_(شيرين العُكة):

"غرفة غرفة وعمود عمود" هكذا تمتمت الستينية وداد أبو عابد بينما كانت تقف أمام كومة من الركام يبدو أنها كانت منزلاً في الأيام السابقة، ولما حاولت "نوى" الاستفهام أكثر حول كلمات وداد المتقطعة، أجابت "بنيته وزوجي غرفة وعشنا فيها، كل سنة كنا نضيف إليه عامودًا جديدًا أو غرفًة حتى أصبح البيت ثلاثة طوابق، زوجت فيه أبنائي وكبروا أحفادي، والآن دمروه بلحظة".

ويبدو الإعياء جليّاً على حركاتها ووجهها، فقد أوضحت أنهم اضطروا لإخلاء بيتهم فجرًا والاحتماء في "حواصل" يعود لأحد الجيران كان قد سمح للناس بالمكوث فيه وقد تجمع داخله ما يزيد عن 200 شخص، مما زاد أوضاعهم سوءً وقلص فرص الحصول على الماء الكافي، كما زادت الحالات المرضية في صفوف الأطفال، حيث أصيبوا "بالإسهال" و واضطرابات الأمعاء" كما طفحت جلودهم بالحبوب لشدة الحر وقلة النظافة في المكان.

وتتنهد أبو عابد بحسره على ما حل بها، فما حدث صعب التحمل على امرأة جاوزت الـ 60 من العمر، حيث كان لها بيتًا عامراً بالأبناء والأحفاد، بينما الآن هي محشورة مع عدد كبير من الناس داخل مكان لا يصلح للحياة أصلاً.

وبينت أن "الحواصل" الذي مكثوا فيه كان خاليًا من أية مرافق لا ماء ولا كهرباء، وكانوا يقضون حاجاتهم في "جرادل" صغيرة، ويتناولون المعلبات لصعوبة توفير الطعام وأدوات الطهي لعددهم الكبير، وقد تسبب ذلك بعسر الهضم لدى الكثير، كما كانوا يشترون المياه صباحًا وينفذ كل ما لديهم بمجرد حلول المساء، وأضافت "هربنا من منازلنا دون أخذ شيء، حتى الأغطية تركناها خلفنا، ومعظمنا ينام على الأرض".

لذا فقد ذهبت إلى بيتها لتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تحت الركام، لكنها لم تفلح في ذلك، وبينما كانت تنتظر زوجها الذي كان يصلي مع جيرانه داخل المسجد الذي دمر ولم يبقى منه سوى أعمدة آيلة للسقوط، قالت "أتمنى أن تنتهي الحرب، لا نريد المزيد من الخوف والدمار، سنصنع الخيام وننام داخلها حتى نعيد بناء بيوتنا، لكن يكفينا حرب وحصار.. يكفينا فقد تعبنا".