صحفيّو غزة: "نحن حكايات ولسنا أرقام وسنواصل نقل الحقيقة"
تاريخ النشر : 2014-07-12 17:20

غزة_خاص نوى:

يواصل الصحافييون عملهم منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، ووسط كل ما يحدق بهم من مخاطر قد تقطف أرواحهم، لا يتورعون عن إثبات حضورهم في الأماكن المنكوبة بفعل الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل بحق قطاع غزة الأعزل.

 وخلال اليوم الثاني من العدوان على غزة الموافق 9_7_2014 قصفت طائرات الاحتلال السيارة التي يتنقل بها صحافيو وكالة "ميديا 24"  لأداء عملهم، فاستشهد السائق حامد شهاب على الفور.

الحكاية

"كان ينقل المصورين والصحافيين في الوكالة إلى المستشفيات والمنازل المقصوفة بصواريخ الاحتلال، ويعود بهم إلى المكتب بهدوء ودون شكوى، فقد كان يقدر ضغط العمل الصحافي وصعوبته خلال العدوان" هكذا كتبت الصحافية أسماء الغول في مقالتها "بالمونيتور"، واصفةً بأسى ظروف العمل التي جمعتها بالشهيد شهاب.

وبحسبها فإن شهاب استقل سيارة الوكالة ليعود بأحد المصورين إلى منزله، ومن ثم يذهب هو الأخر لرؤية عائلته والعودة للعمل مجددًا حاملاً معه أغطية ومراتب لينام الجميع في المكتب، وكتبت "على الرغم من أن سيارته طبع عليها باللون الأحمرTV ، إلا أن طائرات الاحتلال قصفتها بصاروخ حول جسده إلى أشلاء اختلطت بالمراتب وأغطية النوم التي وعد بإحضارها".

وتضيف الغول في مقالتها موضحتًا حالة الخوف التي أصابت صحفيو الوكالة، "إسرائيل تتعمد استهداف الصحافة؛ لكن هناك إصرار غريب ينمو داخلنا على التغطية وكشف الحقائق"، (..)"القصف أصبح مرعبًا وأنا لا أبرح مكان عملي رغم قرب منزلي منه، فأصدقائي يصرون عليّ لا تغادري.. لا نريد فقدانًا جديدًا، وأنا أصمت وأفتقد ابني وابنتي، واستسلم لوهج الكتابة ونقل القصص، فنحن حكايات ولسنا أرقام".

ربما تكون الأخيرة

  المصور الصحفي إبراهيم دهمان والذي بدى الإعياء واضحًا على صوته ووجهه، يقول لمراسلة "نوى" "منذ بدأت الحرب على غزة وأنا لا أغادر عملي، أنام في اليوم ساعتين على الأكثر، فمهمتي نقل الحقيقة و لا وقت للنوم".

والمصور دهمان يعمل مع قنوات أجنبية، ويجوب كل يوم مناطق القصف المتفرقة في أنحاء قطاع غزة، بحثًا عن البيوت المدمرة والقصص الإنسانية.

ومع أنه شهد الحربين السابقتين، إلا أنه في كل مرة يخرج فيها للعمل يقول محادثًا نفسه "ربما تكون المرة الأخيرة لي"، ويشتاق دهمان إلى عائلته وطفلة فهو لم يرهما منذ بداية العدوان، كما تتلاقى مخاوفه مع مخاوف زوجته، التي يطمئن عليها كل حين من خلال الاتصال بها، فتحادثه قلقة "أنا خايفة ما أشوفك".

الصحافية التلفزيونية غالية حمد تقول لـ "نوى" معلقًة على ظروف عملها في الحرب "الظروف صعبة ولا تخلو من خطر التعرض للإصابة بمكروه، كذلك الأشلاء وبكاء النساء والأطفال والبيوت المدمرة، مشاهد قاسية عليّ كامرأة، لكنني مضطرة لتحملها كالرجل تمامًا".

ورغم قلقها على أهلها وأقاربها، فإنها لا تغادر مكان عملها، فهي تسكن شمال قطاع غزة، و المنطقة خطيرة وقريبة من ضربات الاحتلال.

وتقول حمد وقد خالط وهن عينيها بريقًا يَشي بالتحدي "ظروف العمل طوارئ، والضربات الإسرائيلية قوية ولا تستثني أحدًا، لكنها فرصًة أقدم فيها من منبري ما أستطيعه لأجل الوطن".

 وتستمر الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، وقد راح ضحيتها حتى اللحظة 128 شهيد و 926 جريح، والعدد قابل للزيادة ما دام العدوان فاتحًا فكيه لإلتهام المزيد من الأبرياء والضحايا.