رمضان للغزيين: "فرصة دينية واجتماعية واقتصادية"
تاريخ النشر : 2014-07-09 18:35

 غزه -نوى:

يحل شهر رمضان الفضيل على الغزيين مصطحبًا معه طقوسه المميزة، فتتزين الشوارع والبيوت بالفوانيس الملونة فرحةً وبهجة بقدوم هذا الضيف الذي لا يأتي في العام سوى مرة، كما تزدهر بعض الأكلات والحلويات الموسمية ويكثر مرتادوا المساجد تقربًا لله، فيما يعتبره البعض فرصة لزيادة الروابط الاجتماعية.
"رمضان فرصة طيبة للاجتماع بالعائلة، لذا فأنا أحرص على تناول طعام الإفطار كل يوم مع أنبائي وزوجتي"، هذه هي العادة الأولى لعائلة أبو حسن شعبان والذي يغيب بحسب عمله ساعات طويلة عن بيته.
وقال لـ "نوى" "بعد تناول الإفطار أجلس إلى أولادي نتابع البرامج الرمضانية ثم أصطحبهم لصلاة التراويح جماعة، وبعد الصلاة أعطي الوقت لزيارة الرحم والأصدقاء".
أما شيرين حامد وعلى غير الأيام العادية فإن أفراد أسرتها يتفرغون من ارتباطاتهم التي تشغلهم عن العائلة طول العام، ليجتمعوا كل يوم وقت الإفطار، كما أوضحت أنهم يتشاركون في تحديد أطباق المائدة ليكون الجميع على رضا، وقالت"نبدأ سفرتنا في أول يوم من رمضان بطبق فتة الحمص فهذه عادة مقدسة لدينا".
فيما تنشغل سهير رائد وهي طالبة جامعية بالعمل في المنزل، فهي لا ترغب بتسجيل الفصل الصيفي كي تستمع بالشهر الفضيل وتنتظر قدوم العيد أيضًا.
وقالت "أشارك في تزيين المنزل وإعداد الطعام والحلويات كالكنافة والقطايف، وأشاهد التلفاز مع أهلي كما أصطحب إخوتي الصغار للمسجد، وأعود بعدها للبيت سريعًا لاستقبال الضيوف".
فيما يخالفها الشاب طلعت منصور فهو بعد أدائه لصلاة التراويح يلتقي أصدقائه ويسهر معهم لوقت متأخر، وأوضح قائلاً "في البيت أشعر بالملل، ورمضان بطبعه أجواءه احتفالية لذا أبقى مع أصدقائي ليلاً".
أيام زمان
فيما ترى أم محمد سالم 67 عامًا أن اليوم يختلف عن سابقه، قائلة "الاجتماعيات قلّت بين الناس، فكانت العزائم والولائم كل يوم في بيوتنا، حتى أفراد العائلة المقيمين خارج البيت كانوا يأتون لبيت العائلة لتناول الإفطار معهم" مبينةً أن اليوم تقتصر المائدة على المقيمين في البيت مع وجود عزائم قليلة جدًا.
فيما يوافقها في رأيها أبو محسن الرّش 58 عامًا مستذكرًا عندما كان صغيرًا عادات أهل بيته، حيث كانوا يجمعون طعامهم ويذهبون للمبيت عند أقاربهم، مستمتعين بالفطور معًا، وأضاف "كان الرجال يقصدون الديوان ليلاً للسهر فيه حتى وقت السحور". 
ويرى كل من سالم والرّش أن الاختلاف اليوم يعود لتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية وأعوام الانقسام الماضية، بالإضافة لانشغال أبنائهم وأحفادهم بالأجهزة الإلكترونية الحديثة التي تلازمهم طوال اليوم، والتي أثرت على تواصلهم مع العائلة، وقالا "ساق الله على أيام زمان".
انتعاش للتجارة
على صعيد آخر تنتعش التجارة في شهر رمضان على خلاف الأيام العادية، لزيادة الطلب على بعض الأكلات كالمخللات والحمص والتوابل والعصائر والمكسرات والفلافل، بالإضافة إلى الحلويات الخاصة بالشهر كالقطايف والحلاوة.
فيما تتهيأ المحلات التجارية بعد مرور النصف من رمضان، لعرض الملابس الجديدة ومستلزمات الزينة والضيافة لاستقبال عيد الفطر السعيد.