شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 28 ابريل 2025م13:01 بتوقيت القدس

احترق جسده في بثٍ حي وبصورةٍ ملونة..

الصحفي أحمد منصور.. "نيران" القلب لا تنطفئ!

15 ابريل 2025 - 16:37

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

أن تكون صحفيًا/ـة في قطاع غزة، يعني أنك هدفٌ لطائرات الاحتلال الإسرائيلي أينما وُجِدْت.. في الميدان تحمل كاميرتك لتوثّق الجريمة، أو في الخيمة التي تؤويك كصحفي، فلسطيني، نازح، تجلس أمام طاولة مهترئة، وتحاول عبثًا مع الإنترنت أن ترسل مادتك التي تحمل غالبًا شهادة لضحية أو توثق مجزرة.

يعمل منصور في وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، وهو أبٌ لثلاثة أطفال.

فجأةً، تُصبحُ أنتَ الخبر، أنت الحدث، أنت الضحية التي تحترق أمام العالم كلّه، في بثٍّ حيٍ ومباشَر، بالصوت والصورة الملوّنة، وأحمد منصور نموذجًا.

في التفاصيل، ضجّت منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام عامة، بقصّة استشهاد الصحفي الفلسطيني أحمد منصور، بعد أن قضى متأثرًا بإصابته الخطرة جراء قصف إسرائيلي، استهدف خيمة للصحفيين بمدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، في ليلة الثامن من نيسان/ إبريل لعام 2025م.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، فارقَ منصور الحياة بعد ساعات قليلة من إصابته البالغة، حيث احترق حيًا داخل الخيمة بمجمع ناصر الطبي، وذاب جسده رغم محاولات إنقاذه من ألسنة النيران الهائلة.

ويعمل منصور في وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، وهو أبٌ لثلاثة أطفال، وقد نُقل إلى المستشفى بإصابات بالغة الخطورة، ودخل في غيبوبة ساعات قليلة قبل أن يفارق الحياة.

تقول زوجته: "شاهدتُ مقطع الفيديو الخاص بحرقه بعد يوم على استشهاده، وهنا كانت أكبر صدمة في حياتي".

وتضيف: "ذاب قلبي، لم أستوعب المشهد. لا يغيب عن ذهني لحظة واحدة منذ شاهدته، أتساءل بماذا كان يشعر؟ بماذا فكّر في لحظتها؟! كان دوي المقطع قاتلًا في قلبي الذي لم يعد يحتمل الألم".

لم تسعف فداء الكلمات، صمتت أكثر مما تحدثت، وصفته بأن لا أحد مثله، ليس له شبيهٌ بنقاء قلبه، بحبه للحياة وسعيه من أجل توفير حياة أفضل لأطفاله الذين فرقتهم الحرب عنه من أجل استمراره بعمله.

عن اللحظة الأولى التي علمت باستهداف خيمة للصحفيين تخبرنا: "حاولت الاتصال به كي أطمئن عليه لكنه لم يجب، أخبرني قلبي أن شيئًا ما حدث معه.. ذهبت إلى المستشفى وحدي، فقالوا لي إنه جريح، حاولوا تهدئتي، لكن الكارثة كانت عندما رأيته.. لم يكن بخير، وهنا انهرت تمامًا".

أمه واسمها زهر منصور، لم تتوقف عن الدعاء له. تبكي وتصرخ "نار تأكل قلبي في كل آن".

ترى فداء أنه باستهداف أحمد وزملائه، يسعى الاحتلال إلى الحد من فضح جرائمه بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي يعاني التدمير والتهجير والخوف والفقدان والرعب. تتساءل بحرقة: "ألا تكتفي إسرائيل بكل ما فعلته بنا؟ متى ستشبع من دمنا الذي يسيل كالنهر دون توقف منذ أكثر من عام ونصف؟".

أمّا أمه واسمها زهر منصور، فلم تتوقف عن الدعاء له. تبكي وتصرخ "نار تأكل قلبي في كل آن".

أرسلت له فور سماعها بنبأ استهداف خيمة الصحفيين بالقرب من مجمع ناصر الطبي رسالة. لم يجبها، توسّلت إليه "يمّه رد علي يمّه"، "لكنه لم يجب أيضًا" تقول.

تتابع: "قلت بيني وبين نفسي أكيد صاير مع أحمد اشي مش منيح، حتى علمت. ابني كان جميلًا، كان طيبًا، وكل همه أن ينقل الأخبار للعالم لعله يضع حدًا للإبادة"، مردفةً بقهر: "الإبادة مستمرة وابني راح يا عالم".

ومن الجدير بالذكر، أن الصحفي حلمي الفقعاوي استشهد أيضًا مع أحمد منصور والشاب يوسف الخزندار كذلك، كما أصيب تسعة صحفيين آخرين بجروح متفاوتة وصفت حالة بعضهم بالخطيرة، ما يرفع عدد الصحفيين والصحفيات الشهداء إلى 211 -بحسب المكتب الإعلامي الحكومي- منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول لعام 2023م.

كاريكاتـــــير