شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 28 ابريل 2025م11:14 بتوقيت القدس

مجلة "أدبية" ولدت قبل الإبادة..

أسيل أبو حطب.. ومعزوفة "ثبات" على "وتر الأبجدية"

25 مارس 2025 - 12:40

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

بعد توقفٍ جبري بفعل الظروف القهرية التي مرت بها أسيل أبو حطب نتيجة تداعيات الحرب الإسرائيلية، من نزوحٍ وأزماتٍ تتعلق بالكهرباء والإنترنت، قررت أن تنتفض على هذا الواقع وتستعيد حياتها من جديد، بالعودة إلى مشروعها الأدبي الإلكتروني "مجلة وتر الأبجدية".

في العام 2022م، دشنت أسيل (23 عامًا) حسابًا للمجلة على منصة "انستغرام"، واختارت لها اسما يمزج بين الموسيقى والأدب، تقول لـ "نوى": إن الموسيقى هي لغة الشعوب، ولكل لغة موسيقى تميزها عن غيرها، والنصوص الأدبية هي مزيج إبداعي فني يطرب القلوب والعقول".

أسيل (23 عامًا) تحمل شهادة جامعية في اللغة الإنجليزية وأساليب التدريس من جامعة الأقصى بمدينة غزة، بيد أنها تصف نفسها بـ "عاشقة الفنون والآداب"، وبينما تتلمس خطواتها الأولى يسبقها نظرها نحو المستقبل الذي تحلم فيه أن تنجح في تحويل "وتر الأبجدية" لدار كبيرة متخصصة بالطباعة والنشر.

بضعة شهور مرت على افتتاح أسيل للمجلة الإلكترونية حتى اندلعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام 2023م، فوجدت نفسها غارقة في بحر من الآلام، يصبح معه التفكير في الأدب حالة من الترف، وقد تبدلت أولوياتها بالنجاة بالنفس في رحلة نزوح متكررة بحثًا عن أمان مفقود.

"طول عمري لم أشعر بالرضا عن منزلنا المتواضع، لكنني أدركت قيمة مساحته الضيقة وجدرانه القديمة بعدما ذقت مرارة العيش في خيمة، بلا خصوصية، لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء".

في واحدةٍ من محطات النزوح المريرة عاشت أسيل وأسرتها (5 أفراد) في خيمة بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وتقول أسيل عن تجربة الحياة في الخيمة التي امتدت لنحو 350 يومًا: "طول عمري لم أشعر بالرضا عن منزلنا المتواضع، لكنني أدركت قيمة مساحته الضيقة وجدرانه القديمة بعدما ذقت مرارة العيش في خيمة، بلا خصوصية، لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء".

هذا المنزل المتواضع أصبح كومةً من الركام جراء غارة جوية إسرائيلية، في حين تقيم أسيل وأسرتها حاليًا في منزل لأقاربها، وتقول: "التفكير السليم والعمل الجيد والإبداع بحاجة إلى استقرار".

تشعر أسيل نسبيًا بالاستقرار الذي ساعدها على استعادة توازنها ونشاطها، وإلى جانب تطوعها في مركز تعليمي للمرحلة الأساسية، عادت لتهتم بمشروعها الأدبي، وللتغلب على عدم توفر الكهرباء والإنترنت باستمرار، أُسوةً بمليونين و400 ألف نسمة في القطاع الصغير، قررت الاستعانة بأصدقاء لها في الخارج تتشارك معهم في حب الأدب والإبداع، من أجل مشاركتها في إدارة المجلة والإشراف على عمليات تدقيق النصوص ونشرها.

وتقول: "المجلة باتت أكثر انضباطًا من حيث التواصل مع الكتاب والمبدعين، واختيار النصوص وتدقيقها ونشرها، مع وجود مشرفين على أقسامها من داخل فلسطين وخارجها"، ووفقًا لها فإن اختيار النص الأدبي للنشر،  تقع مسؤوليته على عاتق قسم التقييم، الذي يدرسه من حيث جودته وصلاحيته للنشر، ومدى مواءمته مع السياسة التحريرية والأدبية للمجلة.

ولا تتقيد "وتر الأبجدية" بنوع دون غيره من الفنون الأدبية، وتوضح أسيل أن أي نص أدبي مرشح للنشر ما لم يحمل في طياته إثارة للجدل دينيًا أو سياسيًا أو طائفيًا أو مجتمعيًا، وتقدر عدد النصوص التي نشرتها المجلة خلال الحرب بنحو 100 نص أدبي، لأدباء من دول عربية وإسلامية.

ورغم الظروف القاسية التي عرقلت مسيرة المجلة بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلا أن أسيل تشعر بالرضا عما تحققه من نجاحات، وتشير إلى إنها تتلقى اتصالات ورسائل دعم وتشجيع من كتاب وأدباء يقيمون في دول عربية وغربية، "ولتمييز المتفاعلين مع المجلة وأنشطتها منحت أكثر من 60 عضوية شرفية لمبدعين حول العالم".

بثقة من يقف على أرض صلبة ويبصر طريقه جيدًا، تتحدث أسيل عن حلمها بإصدار مجلة أدبية متخصصة مطبوعة تصدر عن "دار وتر الأبجدية للطباعة والنشر والتوزيع" ومقرها مدينة غزة، تقول: "هم يخططون لتهجيرنا، وكلها مخططات واهمة وفاشلة، ونحن نضع حجرًا فوق حجر لنصل إلى أحلامنا التي تلامس قمم الجبال وتحلق في الفضاء".

كاريكاتـــــير