شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاحد 18 مايو 2025م03:50 بتوقيت القدس

إصابات بسبب الركام والانهيارات المفاجئة..

لفظوا "الخيمة" فوجدوا "الموت" مختبئًا.. في بقايا "البيوت"!

03 فبراير 2025 - 15:42

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

"إلى ما تبقى من منزلي المهدم، وبين ركام المدينة المنكوبة سأعود برفقة زوجي وأطفالي" هذا ما قالته الثلاثينية أمل قشطة ابنة مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة لـ"نوى".

تلملم السيدة بقايا أمتعتها من الخيمة، التي عاشت فيها عذابات ثمانية أشهر من النزوح، وتقرر أخيرًا العودة. "أعلم أن السكن في بيتي الآيل للسقوط سيكون بمثابة موت مؤجل، لكننا لم نعد نطيق البقاء بالخيمة ليومٍ واحدٍ آخر" تضيف.

"أعلم أن السكن في بيتي الآيل للسقوط سيكون بمثابة موت مؤجل، لكننا لم نعد نطيق البقاء بالخيمة ليومٍ واحدٍ آخر".

أجّلت قشطة عودتها للبيت، بعدما أخبرها أشقاؤها بأن الخطر هناك قائم، حتى في الغرفة التي يمكن استصلاحها، يتربع خطر الموت بانهيارٍ مفاجئ، لكنها اليوم لم تعد قادرة على المكوث في الخيمة، التي تعدُّها "مكانًا لا يليق بالحياة الإنسانية" تعقب.

ولا تعطي أمل بالًا لتحذيرات وزارة الداخلية في غزة، بشأن العودة للمنازل المقصوفة والحياة فيها، تقول: "الرب واحد والعمر واحد، ولا مناص أمامنا سوى العودة، لا سيما أن أصحاب الأرض التي نقيم خيمتنا عليها طالبونا بالرحيل بما أن الهدنة تمّت".

ولا تخفي أمل خشيتها من أن يلحق أذىً بأحد أطفالها، خصوصًا وأن شقتها تقع في طابق علوي، والمنزل بأكمله قد تعرض للقصف، حتى أن الدرج المؤدي لما تبقى من الشقة تضرر بفعل القصف، كما أن بيتها أصلًا تم بناؤه بدون أعمدة، فأصبح السقف اليوم معلقًا في الهواء.

وكانت داخلية غزة، دعت المواطنين العائدين لمنازلهم بجميع محافظات غزة إلى الحذر من المنازل الآيلة للسقوط، أو التي أصاب أجزاءً منها ضرر شديد، وقد تُشكل خطرًا على حياتهم.

ودعت الوزارة في بيان لها، إلى ضرورة عدم العبث بأي مخلفات حربية خطيرة بين ركام وأنقاض المنازل والمباني، والإبلاغ عنها.

"لا تضحكوا على أنفسكم وتظنوا أن الحياة في بيت مقصوف يمكن أن تكون آمنة، عودوا إلى الخيمة، ولا تغامروا بحياتكم".

ونشَرَ الصحفي محمد أبو شحمة على صفحته في فيسبوك، صورة لطفلته الصغيرة على سرير المستشفى وقد تعرضت لإصابة في رأسها، وألحق الصورة بمنشور حذر فيه المواطنين العائدين إلى ما تبقى من منازلهم من البقاء فيها، وقال: "لا تضحكوا على أنفسكم وتظنوا أن الحياة في بيت مقصوف يمكن أن تكون آمنة، عودوا إلى الخيمة، ولا تغامروا بحياتكم".

وكتب أبو شحمة الذي عاد ليسكن في غرفة ظنها صالحة للسكن على صفحته على فيسبوك: “دفعت مقابل هذا القرار دماء أطفالي، قبل شهر وقعت ابنتي سوار وحدث معها نزيف داخلي وتسبب سقوطها بـ جرح في الطحال، واليوم سقطت ابنتي الثانية وتسبب سقوطها ب 20 غرزة في رأسها وفوق عينها".

 وقد لجأت كثير من العائلات لبقايا منازلها المُدمّرة، واستصلاح ما يمكن إصلاحه للعيش فيها، دون الاكتراث بأنها بالأصل لا تصلح للسكن، فهذا منزل بلا جدران، ولا درج، لكن أصحابه قد وضعوا بعض الشوادر لإغلاق الجدار، وستر من بداخله، متجاهلين كل التحذيرات بشأن السكن في بيوت مقصوفة، قد تكون آيلة للسقوط.

يقول عطية اللحام، الذي استصلح غرفة من بقايا شقته المقصوفة: "أي حياة وأي مخاطر يمكن أن تهون مقابل ذل الحياة في خيمة، يكفي أن تكون فوق أرضك وفي منزلك، حتى وإن كان فوق الركام".

ويصف الحياة في الخيمة بأنها موت في كل لحظة، لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، يدخل المطر إليها دون استئذان، وتكون عبارة عن كومة من لهب في الصيف، "وهو ما جعلني أسارع لمنزلي، وإزالة الركام وإصلاح ما يمكن إصلاحه والعيش فيه".

"صنعنا درجًا خشبيًا يمكننا من الصعود والنزول للشقة، وهو الحل الوحيد الذي كان ممكنًا، ويمكن من خلاله خلق حياة للمنزل الذي لا يصلح للحياة".

كما لجأ اللحام لصناعة درج خشبي يمكنه من الحياة في شقته التي تقع في دور علوي من عمارة قد قصف الدرج الخاص بها بالكامل.

وقال: "صنعنا درجًا خشبيًا يمكننا من الصعود والنزول للشقة، وهو الحل الوحيد الذي كان ممكنًا، ويمكن من خلاله خلق حياة للمنزل الذي لا يصلح للحياة".

لا ينكر اللحام أنه يشعر في كثير من الأحيان بأن السقف سوف يسقط عليه، فهو قد تقوس ولم يعد على حاله، وهو ما يجعل زوجته وأطفاله في حالة خوف دائمة، "لكن لا مناص من البقاء طالما لا يوجد بديل سوى الخيمة" يستدرك.

كاريكاتـــــير