شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 28 ابريل 2025م11:47 بتوقيت القدس

جائزة حرية الصحافة الدولية للعام 2024م

شروق العيلة.. صحافية أتقنت "التحدي" ففازت بجائزة دولية

15 ديسمبر 2024 - 14:41

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

بين أربع صحافيات تم اختيارهن من قبل لجنةٍ دولية لدراسة ظروف الصحافيين/ات في مختلف أنحاء العالم، تصدّر اسم شروق العيلة، مديرة شركة "عين ميديا" للإنتاج الإعلامي.

حصلت شروق على الجائزة الدولية لحرية الصحافة للعام 2024م، فكانت بذلك الفائزة الوحيدة من العالم العربي. حصلت على الجائزة بعدما ترددت في قبولها "وحيدة"، بدون شقيق روحها وسندها الداعم، زوجها الصحافي رشدي السراج، الذي ارتقى شهيدًا في 22 تشرين الأول/ أكتوبر، من العام الماضي.

الجائزة، التي لا يحوزها أحد عن طريق التقديم، بل عبر لجنةٍ تختار صحافيين/ات مروا بظروف قاسية، كانت مفاجأة لشروق، التي ترددت كثيرًا قبل أن تقبلها.

أخبرت "نوى": "رفضتُ في البداية، ثم وقعتُ في حيرةٍ من أمري. لم أشعر بأنني حققت إنجازًا بينما آلاف الشهداء يسقطون ضحايا لآلة القتل الإسرائيلية في غزة"، مضيفةً بألم: "كنت أتمنى أن أحصل عليها في ظروفٍ ووقتٍ أفضل".

كصحافية وأم، تجد العيلة نفسها أمام تحدٍ كبير، خاصةً بعد فقدان زوجها، فهي تحمل هاجس القلق بشأن ابنتها الوحيدة التي لم تتجاوز العامين من عمرها. رغم ذلك تواصل تغطية العدوان، وتأثيره المدمر على سكان غزة، وتضيف: "كلما ذهبت للعمل في مناطق خطرة، أسأل نفسي: هل ستستطيع ابنتي العيش دون والدين في آن معًا؟".

وبرغم الصعوبات، تواصل شروق عملها الصحافي، مستلهمة قوتها من حبها لغزة وأرضها حسب تعبيرها، راويةً كيف تأثرت حياتها بشكلٍ كبير بعد اندلاع الحرب.

"بدأنا رحلتينا بعمرةٍ معًا أهديتها له يوم ميلاده، لكن بعدما اندلعت الحرب، أوقفنا كل شيء وقررنا العودة دون تفكير انطلاقًا من واجبنا الوطني والأخلاقي تجاه بلادنا التي نعشق".

وتكمل: "كان عندي عمل في السعودية، وزوجي كان في قطر عندما اندلعت الحرب. بدأنا رحلتينا بعمرةٍ معًا أهديتها له يوم ميلاده، لكن بعدما اندلعت الحرب، أوقفنا كل شيء وقررنا العودة دون تفكير انطلاقًا من واجبنا الوطني والأخلاقي تجاه بلادنا التي نعشق".

عاد رشدي وشروق، وبقيت شروق وحدها في المدينة التي أكلتها نيران المحتل، تعافر من أجل استمرار مشروع زوجها وطموحه في "عين ميديا"، وتكافح من أجل تربية طفلتها الوحيدة، لتكبر كما كان "رشدي" يحب.

ترى شروق أن الصحافة في غزة، لعبت دورًا كبيرًا في فضح جرائم المحتل وأكاذيبه، مشددةً على ضرورة الاستمرار حتى آخر نفس في تقديم الحقيقة، "فهذا واجب ومسؤولية" تضيف.

وتقول: "الدعاية الإسرائيلية التي كانت تضلل العالم لسنوات تم تدميرها بالكامل بفضل جهود الصحافيين في الميدان، الذين نقلوا الأحداث بشجاعة".

وأشارت العيلة إلى أن العمل الصحافي في غزة أصبح أكثر صعوبة في الآونة الأخيرة، مع تزايد التحديات التقنية. تردف: "من الصعب تأمين الإنترنت في ظل الظروف الحالية، وكان علينا الانتظار لساعات طويلة للحصول على الاتصال، بالإضافة إلى صعوبة توفير المعدات الصحافية بعد فقدان بعضها بسبب الحرب والنزوح".

وأعربت شروق عن أسفها على واقع الإعلام الدولي، "والتكتيم والقمع الذان تمارسهما بعض الدول حول أخبار القضية الفلسطينية"، قائلةً: "نحتاج إلى حرية صحافة حقيقية، حرية لا تؤذي ولا تتبع أجندات معينة، بل تعكس رأيًا مستقلًا يمثل الشعب والإنسان أولًا".

وفي ظل التحديات الكبيرة، تظل شروق العيلة مثالًا للصحافية التي تحمل رسالةً وطنية وإنسانية في قلبها، وتواصل العمل في أصعب الظروف لنقل الحقيقة للعالم.

كاريكاتـــــير