غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:
يعيش سكان مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة أزمة متفاقمة منذ أكثر من أسبوعين؛ بسبب توقف خدمات البلدية الأساسية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي والنظافة.
ويعود السبب الرئيس لهذه الأزمة، إلى استمرار منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود اللازم لتشغيل مضخات المياه والصرف الصحي وآليات جمع النفايات، إذ بات أكثر من (1.200.000) نسمة يواجهون خطر التلوث وانتشار الأمراض المعدية، حيث يعيش غالبيتهم ضمن (318) مركز إيواء وتجمعٍ للنازحين، بحسب تقديرات أممية.
ويؤكد المتحدث الإعلامي باسم بلدية المدينة الجنوبية، صائب لقان، أن خانيونس والقاطنين فيها، بصدد مواجهة تدهور بيئي حاد، بسبب عدم مقدرة البلدية على تشغيل مضخات المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى تعطل عمليات جمع وترحيل النفايات، ما يزيد من المخاطر الصحية وانتشار الأمراض والأوبئة المعدية.
وقال في مقابلةٍ خاصة أجرتها معه "نوى": ""على الرغم من الجهود المستمرة التي بذلتها البلدية لترشيد استخدام الوقود المتبقي لديها، إلا أن التعنت الإسرائيلي في منع إدخاله يعرقل كل محاولاتنا، ويضع المدينة أمام تحديات بيئية وصحية كبيرة في ظل غياب الحلول الفورية"، مبينًا أن أكثر من 250 ألف طن من النفايات باتت متراكمة في الشوارع، الأمر الذي سيزيد من انتشار الأمراض، لا سيما في المناطق التي تضم أعدادًا كبيرة من العائلات النازحة.
وأدى توقّف خدمات البلدية إلى تعطيل المشاريع الأساسية، بما فيها مشاريع الصرف الصحي والمياه التي كانت قيد التنفيذ، وتتولى مصلحة مياه بلديات الساحل تنفيذها، هذا بالإضافة إلى المشاريع التي قامت البلدية بتوقيع العقود الخاصة بها، وعلى رأسها مشاريع نقل الركام، وتحسين وصول المياه للسكان، وإجراء المعالجات الأولية لمشكلة طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع.
ووفقًا للقان، فإن الاحتلال الإسرائيلي دمّر ما يقارب (80) ألف متر طولي من خطوط وشبكات الصرف الصحي في المدينة، وأكثر من (34) كيلو مترًا من خطوط تصريف مياه الأمطار، وأخرج (7) مضخات للصرف الصحي عن الخدمة.
ويتابع: "الاحتلال أقدم على تجريف ما يزيد على (120) كيلو متر من شبكات الطرق، وتدمير (300) كيلو متر طوليًا من شبكات المياه، كما أخرج (40) بئر مياه من أصل (44) عن الخدمة".
ويتوقع أن يعاني أكثر من 1.2 مليون نسمة من العطش وتفشي الأمراض بسبب عدم توفر المياه والنظافة، خلال الفترة المقبلة، ما لم تستجب دولة الاحتلال لمطالبات البلديات بإدخال الوقود، خاصة في ظل العوامل البيئية السيئة، التي أدت إلى طفح الصرف الصحي في الشوارع، وعدم قدرة البلدية على تشغيل آلياتها، منوهًا لوجود أكثر من (60) نقطة ساخنة في خان يونس (مناطق منخفضة) تحدث بها مشاكل طفح الصرف الصحي، "وقد تغرق خلال فصل الشتاء الذي يحل على مدينة خان يونس للعام الثاني على التوالي في ظل انعدام شبكات الطرق، وتعذر تشغيل آليات البلدية نتيجة شح الوقود أو خروجها عن الخدمة، حيث دمر الاحتلال (24) آلية مختلفة الأحجام، خاصة بأعمال فتح الشوارع والنظافة والخدمات المختلفة" يقول.
ودعا لقان عبر "نوى" المواطنين، إلى ترشيد استهلاك المياه قدر الإمكان، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري والسريع للسماح بإدخال الوقود، من أجل إنقاذ حياة المواطنين في خان يونس.
وبدوره، أكّد حازم سبع العيش، مدير مخيم الكرامة بمدينة خان يونس، والذي يضم ما يقارب (800) نازح من مختلف مناطق القطاع، أن المخيم بحاجة ماسة لخدمات البلدية، كإزالة النفايات في بعض المناطق التي تعاني من تراكمها بشكل خطير، الأمر الذي حولها لملاجئ للحيوانات الضالة، وتجمعات للبعوض والحشرات والقوارض.
"النفايات صارت تشكل خطرًا على الحياة اليومية للنازحين، لا سيما الأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة والأمراض المزمنة".
وأضاف: "المشكلة لا تقتصر على النفايات فقط، بل تشمل أيضًا قضايا أخرى مهمة مثل الصرف الصحي، الذي يشكل تهديدًا مباشرًا على صحة وسلامة السكان".
وأشار إلى أن النفايات صارت تشكل خطرًا على الحياة اليومية للنازحين، لا سيما الأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة والأمراض المزمنة، موضحًا أن الأزمة البيئية تتجاوز قدرة الإدارة المحلية على معالجتها، "فهي قائمة منذ أكثر من سبعة أشهر، وازدادت تعقيدًا بعدما أعلنت البلدية توقف خدماتها بسبب نقص الوقود" يتابع.
وأشار سبع العيش، إلى أن المخيم الذي يعد الوحيد في منطقة وسط خانيونس، يعاني بشكل خاص بسبب موقعه وارتفاع عدد نازحيه من السكان، لا سيما بعد اجتياح مدينة رفح الجنوبية في السابع من مايو/ أيار الماضي، ملفتًا إلى أن توقف خدمات البلدية، أثّر حتى على النسيج الاجتماعي داخل المخيم، حيث فاقم من مشاعر الاستياء، ورفع من حدة المشكلات بين الجيران في الخيام، بسبب تراكم النفايات، وطفح مياه الصرف الصحي، "ناهيكم عن زيادة الأمراض الجلدية لدى عشرات الأطفال، وكبار السن، والمرضى، بالإضافة إلى النزلات المعوية" يردف.