غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:
"المشهد أخبرنا كيف ستكون الصورة الكبيرة بعد أقل من شهر، أمام عواصف الشتاء، وتحت زخات المطر في مخيمات النزوح" يقول مؤيد وشاح لـ"نوى"، في إشارةٍ منه إلى ما حدث بخيام النازحين التي غرقت مع أول مرةٍ يهطل فيها المطر على غزة، خلال سبتمبر/ أيلول المنصرم.
من هنا، قرر أنه لن يقف مكتوف اليدين، واجتمع بصديقه علي شريم على الفور، ليطلقا -على عاتقيهما- حملةً إغاثية، هدفها ترميم خيام النازحين وسط وجنوبي قطاع غزة، حملت عنوان (فائض ما عندكم).
يصف وشاح الأمر بالكارثي، "وهو ما جعلنا نأخذ الأمر من البداية على عاتقنا الشخصي" يضيف، مردفًا: "بدأنا فعلًا بترميم خيام النازحين من أموالنا الخاصة؛ لنشكّل النواة الأولى للتبرعات، ونشجع الآخرين على المساهمة ولو بأقل القليل".
من هنا جاء اسم الحملة (فائض ما عندكم)، فالأمر لا يتطلب أن تتبرع بمبلغ كبير، ولكن ما تراه فائضًا عن حاجتك، ويمكنك المساهمة به لستر أسرة نازحة في قطاع غزة.
وبرغم أن الحملة ما زالت حديثة العهد، إلا أن الفريق تمكن من ترميم ما يقارب 80 خيمة! "هذا مرتبط بقيمة التبرعات التي تصل للفريق" يزيد.
ينشغل أفراد الفريق الذين وصل عددهم إلى ستة، بمتابعة كافة المراحل، بدءًا من تحديد الخيام الأكثر احتياجًا في التجمعات التي يقصدونها، ثم البدء بعملية صيانتها، حاملين معهم أدوات ومعدات وشوادر وأخشاب وبلاستيك، لعمل كل ما يمكن من أجل ضمان صمودها في وجه الرياح والأمطار الشديدة.
وضع فريق وشاح، نصب عينيه هدف ترميم 1000 خيمة، "لكننا نطمح للاستمرار وتوسيع الفريق، رغم أن الأمر مرتبط بما يصل من تبرعات" يخبرنا.
تحديات عديدة تواجه فريق (فائض ما عندكم)، لعل أبرزها "أزمة الثقة بين المتبرعين وأصحاب المبادرات"، وهو ما يجعله حريصًا على نشر أسماء المتبرعين وقيمة التبرعات وشكل الصرف الذي قام به الفريق بشكل يومي، واسم الأسرة المستفيدة من عملية الترميم، من باب الشفافية.
يوضح وشاح أن هناك إشكالية أخرى كبيرة مع بعض الجهات الداعمة، تكمن في اشتراطها تصوير العائلات المستفيدة، وهو ما يرفضه فريق الحملة على اعتبار أنه يشكل امتهانًا لكرامة الإنسان، ملفتًا إلى أن هناك طرقًا كثيرة لضمان الشفافية بعيدًا عن إذلال النازحين.
يسعى القائمون على حملة (فائض ما عندكم) لتكوين أكثر من فريق ميداني لإغاثة وتأهيل أكبر قدر ممكن من الخيام قبل قدوم فصل الشتاء، "مع العلم أن عددًا كبيرًا من خيام النازحين في قطاع غزة مُقامة على شاطئ البحر، وغير مؤهّلة لفصل الشتاء، وأغلبها مصنوع من البطانيّات والأقمشة".
ويرى وشاح أن حملته ربما لا تغطي إلا جزءًا بسيطًا من النازحين، لكنه يؤكد أن المطلوب أن تعمل كل الجهات في الوقت الحالي بشكل متكامل من أجل الوصول لكافة النازحين قبل قدوم فصل الشتاء.
الارتفاع المتواصل في الأسعار وتغيرها من يوم لآخر، تحدٍ من النوع الصعب يواجهه الفريق في غزة، "لأن بعض الخيام المهترئة تكون بحاجة لأخشاب داعمة، ناهيك عن الشوادر التي تمنع تسرب المياه"، يردف وشاح: "تصلنا مناشدات كبيرة، لكننا نفعل ما في وسعنا. كل ما نتمناه أن نكون قادرين على مد يد العون لأكبر عدد ممكن من الناس".
هذه المبادرة، وإن كانت لا تلبي احتياجات كل النازحين بترميم خيامهم، أو استبدالها نظرًا لاهترائها تحت شمس الصيف، إلا أنها بمثابة حجر يحرك المياه الراكدة، وفق وصف القائمين عليها، "وهي دعوة لتضافر كل الجهود، والإمساك بزمام المبادرة، بهدف خدمة المواطنين، وتجنيبهم ويلات شتاءٍ قاسٍ قادم" يختم.