شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاحد 06 اكتوبر 2024م16:11 بتوقيت القدس

استشهد أبناؤها وبناتها فصارت معيلتهن الوحيدة!

13 حفيدة في رقبة "جدةٍ" مريضة!

22 سبتمبر 2024 - 19:08

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

لو لم تكن حربٌ لجدنا منازل الجدّات دافئة، حتى في ساعات البرد القارس، يكفي أن يلتئم شمل أبنائها وبناتها والأحفاد معًا.. حولها، تغني لهم وتحكي قصة "البلاد"، وتتغنى ببرتقال يافا، وعنب الخليل، وتين غزة. يفرح الصغار ويستمعون بشغف لقصةٍ سيخبرون بها أصدقاءهم في يوم غد.

تكون الجلسة في ساحة المنزل ربما، أمام شجر البرتقال والزيتون وموقد النار المشتعل ليبعث الدفء في قلوب المطمئنين.. تحت سماءٍ أسهل ما يمكن أن تلتهب بصواريخ الاحتلال، لكن "الوناسة" هنا رحمة! بطعم منقوشة زعتر أو حتى فلفل أحمر، المهم أن الجميع موجود.

في حرب الإبادة الإسرائيلية ضد سكان القطاع، انقلب كل شيء. لم يعد للجدات منازل، لم تعد واحدةٌ منهن تروي قصص "البلاد والنكبة"، صار الصغار يعيشون أسوأ ما تخيلوه من قبل! لم يعد الفرح موجودًا ولا حتى الشغف للحياة. لم يعد الآباء موجودين ولا الأمهات! وفي قصة الجدة أم محمد أبو خاطر نموذج للمأساة.

تخبرنا أن روايتها عن الأحداث، لم تعد قصة تحكيها لأحفادها. "صاروا هم القصة" التي تبثها الشاشات مباشرة. صارت هي الحدث بعينه بعد أن فقدت زوجها وكل أبناءها، قيل فيها "ناجية"، لتجد نفسها فجأةً معيلةً متعبةً لـ13 حفيدة!

تقول: "لا أعرف كيف ولماذا صرت أنا المعيلة الوحيدة لحفيداتي الـ13، جميعهن أيتام. ليس لهم آباء، وبعضهن فقدن أمهاتهن أيضًا! وحيدات لولا وجودي".

عندما تكبر الجدات تورِّثُ مهام التربية والاعتناء بالصغار لأبنائها وبناتها، هكذا فعلت أم محمد، لكن الكرّة عادت إليها من جديد حيث أضحت من دونهم، من دون بنات ولا أولاد. أمًا جديدة لحفيداتها، ولا تعرف حتى الآن ما إذا كان هذا حلمًا أو حقيقة!

تتساءل: "كيف سأوفر احتياجاتهن؟"، ثم تجيب نفسها: "أنا كبيرة وعاجزة، ليس لي أي ولد يستطيع مساعدتي، أو بنت كبيرة أعتمد عليها. جميع حفيداتي صغيرات، لا أعرف كيف سأوفر أبسط حقوقهن، كيف سأطبب آلام فقدانهن آبائهن؟ كيف إذا ما مرضَت إحداهن سأعالجها تحت الجحيم الذي نعيشه؟".

"أسوأ ما أفكر فيه إن كُتِبَ علينا النزوح مجددًا، هل سأستطيع الركض؟ من سأحمل منهن أو هن من سيحملنني؟".

تتوه الجدة -دون مبالغة- بين حفيداتها. تعاني الهزال والضعف وتحاول انتزاع القوة من أجلهن. تصف حالتها بـ"المزرية"، وتزيد: "أسوأ ما أفكر فيه إن كُتِبَ علينا النزوح مجددًا، هل سأستطيع الركض؟ من سأحمل منهن أو هن من سيحملنني؟".

تدور في ذهنها أسئلة كثيرة تشارك العالم بها، العالم الذي يتابع إبادة قطاع غزة في بث مباشر، حيّ وملوّن منذ السابع من أكتوبر لعام 2023م، من دون أي مساعٍ حقيقة لوقف شلال الدم النازف. من دون إجابات تقنعها أنها إنسانة، ذات قيمة، وليست رقمًا ضمن مسلسل المجازر المستمر بحق الأهالي، هنا، في غزة.

كاريكاتـــــير