شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 21 مايو 2025م01:57 بتوقيت القدس

أُعلنت نتائج الثانوية العامة..

غزة.. حسرةٌ في قلب "متفوقة" تعيش "الإبادة"!

29 يوليو 2024 - 11:53

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

لو لم تكن الحرب، لكانت غزّة تحتفل اليوم. لحصلت ضحى على معدل امتياز! ولَخَطَتْ بقدميها عتبة حلم انتظرته منذ الطفولة. كانت ستصبح مهندسة ديكور، ترسم منازل الآمنين تحت سماء مدينتهم، وإن كانت تعكّرها طائرات "إسرائيل".

هذا ما قالته طالبة الثانوية العامة ضحى سويدان، ابنة مدينة غزة، التي حرمتها الحرب من الدراسة وصنعت شرخًا كبيرًا بين قلبها وأي حلم.

"تبدلت أحلامنا اليوم، صار أقصاها أن نبقى على قيد الحياة. وأن نجد حطبًا لتسخين الماء، وأن لا ننقطع من الاتصالات. أما التعليم  فأصبح كماليات".

تخبرنا: "خطّطت كثيرًا في كل يوم كنت أقترب فيه من عام التوجيهي. نظمتُ وقتي منذ بداية العام، ورحت أرى نفسي بطلةً حصَلَت على معدلٍ مرتفع، كما فعلتُ في كل السنوات الماضية، إذ لم ينخفض معدلي عن 95 بالمئة".

وتضيف: "تبدلت أحلامنا اليوم، صار أقصاها أن نبقى على قيد الحياة. وأن نجد حطبًا لتسخين الماء، وأن لا ننقطع من الاتصالات. أما التعليم وما مضى، أصبح كماليات ورفاهية لمن يستطيع اللحاق بها تحت هذه الإبادة".

تحكي الفتاة أن كل ما مرت به منذ اليوم الأول لشن "إسرائيل" حربها على قطاع غزة قبل 10 أشهر كان مأساويًا، تعرضت خلاله للكثير من اللحظات المرعبة، التي ظنّت أنها لن تنجو منها. حزِنَت كثيرًا، استشهد خالها وهو الأقرب إلى قلبها من بين كل الأحباب، وغدَت وحدها لا تدري إذا ما كان سيطلع عليها نهارٌ جديدٌ أم لا.

ولم تقف المأساة هنا، بل امتدت لتحصد أرواح الكثيرات من زميلاتها اللاتي حلمن بحياة طبيعية! "حتى الحياة في هذه البلاد صارت أمنيةً للمطحونين تحت نيران القصف والتدمير الإسرائيلية" كما تعبر.

تزيد عن يوم إعلان نتائج الثانوية العامة: "على مدار 11 عامًا من عمري، كنت فيها طالبة، حلمت بهذا اليوم، وتخيلت تفاصيله. كيف كنت سأتوّج تعبي، كيف ستفرح أسرتي بي وأنا الأولى التي أتقدم للتوجيهي، كيف كنت سأزين منزلي وأدعو الجميع إلى حفلةٍ متواضعة، أرتب تفاصيلها في ذهني منذ زمن".

كانت ضحى تفكر بأن تسافر إلى الخارج لو لم تكن الحرب قائمة، ولو كانت تفوقت بالثانوية العامة، فهي تحب التعرف إلى ثقافات البلدان الأخرى، وتحب أيضًا أن يتعرف العالم على ثقافة بلادها بعيدًا عن الموت.

في مناسبات الفرح والنجاح والتفوق، كانت سترسم لفلسطين، وستريهم غزة من منظورها، بهندستها وخيالها الواسع! لكن "إسرائيل" رسمت خلاف ذلك حقًا.

تناشد الطالبة بصوت قهرها: "أوقفوا الحرب التي دمرت مستقبل كل فلسطيني لا يزال حيًا تحت المقتلة الجارية. توجيهي كان خطًا أحمر؛ حتى في الحروب وكورونا كنا نتجاوزه، لكن العام الجاري مختلف تمامًا، عامٌ مثقلٌ بالموت والحسرة".

وتختم: "أحسد زملائنا الطلبة في الشق الآخر من الوطن، وأتمنى لهم التوفيق حقًا. أملي أن تكون هذه غمة، نرى بعدها الشمس جلية، فوق أرضنا الحرة التي يرفرف عليها علم فلسطين".

وأعلنت وزارة التربية والتعليم، اليوم الاثنين، نتائج الدورة الأولى من امتحانات الثانوية العامة للعام 2024م.

وانطلقت امتحانات "التوجيهي" في فلسطين لهذا العام لأول مرة دون قطاع غزة، حيث توقف العملية التعليمية بكافة مراحلها في القطاع، بعد إعلان "إسرائيل" الحرب على سكان القطاع، وتحول المدارس إلى مراكز إيواء للنازحين من المناطق كافة.

وتبعًا للوزارة، فإن 39 ألف طالب ثانوية عامة من قطاع غزة لم يتقدّموا للامتحانات هذا العام، واستشهد منهم 10 آلاف، بالإضافة لـ400 معلم، مؤكدةً أن لا نسبة عامة للنجاح، لأن أعداد الطلبة لم تكتمل.

كاريكاتـــــير