شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 28 ابريل 2025م11:30 بتوقيت القدس

ردًا على منشورات الإخلاء شمالي غزة..

#مش طالعين.. رسائل من قاع القهر والجوع

11 يوليو 2024 - 12:50

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

"من نازحٍ متعب إلى ثابتٍ متعبٍ أكثر بغزة، أقولها همسة في أذنك، إياك أن تخرج. لا تكرروا خطأنا، ولا تكرروا ندمنا. تركتُ غزة بدموع العين ودم أخي الشهيد على ملابسي لم يجف بعد، حينها اضطررتُ للخروج، لا بعد يومٍ ولا بعد أسبوعٍ ولا بعد شهر، بل بعد "دم".. مجبرة، لكنني اليوم نادمة، نادمةٌ حقًا".

لم تكن هذه الرسالة عابرة، بل بُثت بدموع كادت أن تسقط من شاشة الهاتف على أصابع كل من مرَّ على المقطع، قالتها الشابة هداية حسنين وهي التي نزحت من مدينة غزة نحو جنوبي القطاع، تحت وطأة الغارات الجنونية التي شنتها طائرات الاحتلال، وقتلت شقيقها أمام أعين أهله.

فيديو هداية، جاء تعليقًا على وسم #مش_طالعين، الذي جمع مئات المنشورات منذ اللحظة الأولى التي ألقى فيها الاحتلال بيانات، تطالب سكان مدينة غزة بالإخلاء نحو الجنوب، عبر ما يدّعي أنها "ممرات آمنة"، في محاولةٍ لإفراغ الشمال من أهله.

تحكي الشابة إنها في هذا "النزوح التّعيس"، تخبرُ أهل الشمال وتدعوهم من قعر قهرها لرفض دعوات الاحتلال، وهي تتابع كل ما يحدث في غزة، مستهزئةً بالقول: "يحاول الاحتلال أن يغريهم بالمناطق الآمنة، حيث دير البلح والزوايدة"، وتتساءل: "كيف آمنة؟ وهو يقتلنا فيها في كل آن!".

وتضيف: "خرجتُ من ممر العذاب الذي يقولون إنه آمن، أقول للناس لا تخرجوا. نعاني يوميًا من بعدنا عن غزة. لا تكرروا خطأنا. أقول وأنا لدي أهلٌ في غزة، يقهرني جدًا ما يحدث لهم من جوعٍ ومجاعة، ولكن لا تكرروا مزيدًا من القهر ببعدكم عن غزة، هذه رسالة من نادمة، لا تكرروا خطأنا أبدًا".

بالانتقال إلى سكان شمال القطاع، قال الكاتب يسري الغول عبر نفس الوسم: "أود تذكير الجميع بما جرى إبان غزوة الخندق، في الوقت الذي كان يربط فيه الرسول والصحابة الحجارة على بطونهم، ولا يجدون سوى الرعب والخوف حيث بلغت القلوب الحناجر، وعندما كانوا يحفرون النفق، واجهتهم صخرة، فجاء رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، وضرب الصخرة وهو يقول: الله أكبر، أُعطيت الشام (أي أنه سيفتح الشام)، ثم مرة أخرى وهو يكبر ويقول فتحت رومية".

ووفق رسالته هذه، فالشاهد من الحديث حسب قوله: "إنه رغم كل هذا الدمار، نحن نرى التحرير قريبًا بإذن الله، وما يجري إنما النزع الأخير للمحتل. ربما سيقول قائل: إنه هذيان ومرحلة صدمة، ولكن ما نؤمن به أنه الإيمان واليقين بالحق والوعد".

كذلك وجّه الشاب هاني البساينة على وسم #مش_طالعين رسالته قائلًا: "على أرواحنا مش طالعين، لم نصبر كل هذه الفترة تحت الموت والإبادة والتجويع لنخرج منها، نحن حراس الشمال، ونحن الأمل بعودة أهالينا وأحبابنا".

وبالعودة إلى هداية التي تصف نفسها نازحة نادمة، ترسل إلى ثابتٍ باقٍ مقهور يعاني الموت والجوع وأكثر، تقول على نفس الوسم: "إليكم يا بقية الأمل.. لا تبرحوا غزة والتصقوا بتراب الأرض، لا تكرروا خطأنا.. نحن نادمون حد السماء".

وتختم: "نزحنا في الجنوب مرات عديدة، لم نأت هنا لنستريح، متنا ونموت كل يوم ونحن ننظر إلى حقائبنا التي نريد أن نلقيها على ظهورنا ونعود بها إلى غزة".

كاريكاتـــــير