شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 13 يناير 2025م01:56 بتوقيت القدس

حصلت عليها قبل أسبوعين..

سحبوا جائزة "مها".. حملات "إسرائيلية" لتكميم فم "الحقيقة"!

23 يونيو 2024 - 14:46

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

"لم يعد هناك حاجة لدلائل أكثر.. كل ما تسوقه المؤسسات الدولية المصنفة داعمة لحقوق المرأة وحقوق الإنسان وهم"، هذا ما أجمع عليه صحافيون فلسطينيون، تعليقًا على بيان المؤسسة الدولية الأمريكية لإعلام المرأة، سحب الجائزة التي قدمتها للصحافية الفلسطينية مها الحسيني نظير "جرأتها في كشف الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة".

ونشرت المؤسسة بيانها، تزامنًا مع حملةٍ إسرائيلية تقودها المنظمة الصهيونية "أونست ريبورتينغ"، التي انطلقت خصيصًا لمحاربة الصحافيين الفلسطينيين، والمطالبة بقتلهم واستهدافهم واعتقالهم، وجاء فيه: "اكتشفت المؤسسة أن بعض تغريدات الحسيني، تتعارض مع قيم المؤسسة التي تقوم على النزاهة (كما تصف نفسها)، ولها قررنا سحب الجائزة منها".

وتعرف المؤسسة نفسها، بأنها أمريكية نسوية تأسست في واشنطن عام 1990م، وهدفها خلق منصة إعلامية تكون أكثر تنوعًا وأمانًا للصحافيات، تكريمًا لقوتهن في العمل وقت الشدائد. "وهذا ما كرموني من أجله بالجائزة، عندما اطلعوا على تقريرٍ نشرتُه عن عمليات الجيش الإسرائيلي في الإعدام الميداني، واستخدمته جنوب أفريقيا كدليل أمام محكمة الجنايات الدولية، بالإضافة لتقارير أخرى" تقول مها الحسيني لـ"نوى".

وتضيف: "بعد عشرة أيام من الإعلان عن الجائزة، بدأت حملة للإعلام الإسرائيلي بمشاركة منظمة أمريكية معروفة بعدائيتها للفلسطينيين، واستمرت لمدة أقل من 24 ساعة مكثفة، حتى استيقظتُ صباحًا على خبر سحب الجائزة مني"، مبينةً أن المؤسسة المقدمة للجائزة، أوردت في بيانها عبارة إنها "لن تتسامح مع داعمي الإرهاب وحماس".

تؤكد مها، أن تغريداتها لم يكن فيها أي تطرف، "وكلها كانت تستهدف فضح جرائم الاحتلال، بشكلٍ موضوعي، لكن الضغط الكبير على المنظمة النسوية تسبب في هذا الإجراء، إذ لم تقاوم لأكثر من 24 ساعة حتى بلغتني بقرار سحب الجائزة" تتابع.

ولفتت الحسيني إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها لحملة تحريض، فقد حصلت في عام 2020م على جائزة من منظمة Rory Peck Trust البريطانية، وكانت أيضًا تتعلق بالصحافة، وأطلقت مؤسسات إعلامية إسرائيلية حملة ضدها واتهمتها بمعاداة السامية،  ولكن المنظمة لم تستجِب في ذلك الوقت للضغوطات الإسرائيلية.

تعمل مها الحسيني مع المرصد الأرو متوسطي لحقوق الإنسان، وما زالت تعيش مع عائلتها في غزة بعد تسعة أشهر على هذه الإبادة

تعمل مها الحسيني مع المرصد الأرو متوسطي لحقوق الإنسان، وما زالت تعيش مع عائلتها في غزة بعد تسعة أشهر على هذه الإبادة، وقد نزحت من منزلها ثلاث مرات ولم توافق على الخروج من قطاع غزة، وأصرّت على البقاء على رأس عملها حتى اللحظة.

تخبرنا: "نعدُّ أنفسنا من المحظوظين رغم الأوضاع الصحية السيئة التي نعاني منها، وتضررٍ كبيرٍ في المنزل، لكنني أعتقد حتى الآن أن خسارتي لا شيء أمام خسارات كبيرة عايشها أهل غزة، وأظن أن مليوني شخص عانوا جميعًا من ويلات النزوح".

وعانت الحسيني من صعوبات الحصول على مكانٍ للعمل والإقامة مع عائلتها، تزيد: "كان بإمكاني الخروج من غزة، لكنني رفضت ذلك بشكلٍ تام. أنا حزينة لأنني خرجت من بيتي شمالي الوادي نازحةً نحو الجنوب، فما بالكم لو تركت غزة وأهلها في هذا الأسى، ونجوتُ بنفسي".

وقتلت "إسرائيل" أكثر من 140 صحافيًا وعاملًا في المجال الإعلامي بغزة، منذ بدء عدوانها على القطاع، واعتقلت العشرات منهم.

قتلت "إسرائيل" أكثر من 140 صحافيًا وعاملًا في المجال الإعلامي بغزة، منذ بدء عدوانها على القطاع، واعتقلت العشرات.

وتقود المنظمة الصهيونية "أونست ريبورتينغ"، حملة كبيرة ضدهم، وقد استهدفت مكاتبهم ومقراتهم الإعلامية بذريعة العمل ضد السامية، وبأنها كانت على علم مسبق بعملية السابع من أكتوبر. وبرغم أنها (المنظمة) لا تحمل أي دلائل على اتهاماتها، إلا أنها بهذه الاتهامات دفعت مسؤولين إسرائيليين للمطالبة صراحةً باغتيال واعتقال الصحافيين العاملين على تغطية الإبادة الإسرائيلية في غزة.

كاريكاتـــــير