شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 30 ابريل 2024م20:50 بتوقيت القدس

على الأهل والبيوت والذكريات..

ضجيج "الخوف" في قلوب النازحين "صاخب"!

19 نوفمبر 2023 - 13:34

شبكة نوى، فلسطينيات: خانيونس/اسلام الاسطل

ما أن تسمع عن استهدافٍ لمنطقة تل الزعتر أو الفالوجة شمالي قطاع غزة، حتى يكاد قلبها ينخلع خوفًا "هناك شقيقاتي وأشقائي باقون في منازلهم. لقد كانوا يرفضون الخروج من شمال القطاع طوال الفترة الماضية رغم كل التحذيرات.

"في كل مرةٍ كانوا يتساءلون: إلى أين نذهب؟ لا نعرف أحدًا خارج حدود جباليا. كيف نترك بيوتنا ونهجرها إلى المجهول؟" تقول وفاء السقا لـ"نوى".

لساعاتٍ طويلة، تجلس وعقلها وروحها هناك، بعد أن نزحت إلى خان يونس جنوبي القطاع عند بعض أقارب زوجها، بعد أن تعرضت البناية التي تسكن فيها للقصف.

تضيف بألم: "لا أعرف كيف يمكن أن يخرجوا اليوم بعد أن ضاقت بهم جميع السبل، حتى أن الطريق إلى الجنوب ليس بآمن، لا سيما بعدما سمعنا الكثير عن إعداماتٍ فورية للنازحين"، متابعةً: "حتى من يصل إلى جنوب القطاع بسلام، لا يعرف إلى أين يمكنه أن يتجه بعدما اكتظت المدارس بالنازحين، وما يزيد حالة الخوف والقلق أن القصف لا يتوقف في مدينة غزة وشمال القطاع، ما يعني أن الموت قادمٌ لا محالة".

زهرة عطالله هي الأخرى، طفلةٌ من شمال القطاع، كانت تقطن أبراج الشيخ زايد التي قالت "إنها أزيلت بالكامل"، وتروي تجربتها مع النزوح إلى مدينة خان يونس جنوبي القطاع، التي وصلتها قبل يومين بعدما تعرضت المدرسة التي أوت إليها برفقة عائلتها، لحمم الصواريخ والقصف المباشر.

تقول: "في البداية قُصِفَ منزلُنا الكائن في تجمع الأبراج، فنزحنا إلى مدرسة تابعة للأونروا، وكنا نظن أننا هناك في أمان، لكن الحقيقة أن القصف لم يتوقف في محيط المدرسة، وفي كل مكان. لا أعرف كيف لا زلنا على قيد الحياة! استيقظنا قبل يومين على قصفٍ تحذيري في منتصف المدرسة، وحينها خرجنا جميعًا نحو الجنوب، وتركنا خلفنا كل حياتنا. كنا نسير جماعات، وكان النازحون بالآلاف. مشهدٌ مروعٌ والله. رأيت جثث شهداء على الطريق، ومن هول الصدمة سقطت من يدي الحقيبة التي تحوي ملابسي، فلما نزلت لألتقطها أمي جذبتني ومنعنتي من ذلك، خوفًا على حياتي".

وتتابع: "مررنا عبر كرفانات حديدية تأخذ بصمة العين، قبل أن نخرج منها ونرى الآليات العسكرية تحيط بنا من كل جانب.  رأيتُ بعيني أحد النازحين وقد ناداه جنديٌ كي يتوقف، وما أن وقف حتى باغتتهُ رصاصة، سقط ولم يستطع أحد النظر إليه، واستمر الجميع في المشي خشية أن ينالوا نفس المصير". ورغم مرور ثلاثة أيامٍ على اجتياز زهرة ممر الموت ذاك، إلا أنها تعيش حالة اللحظة حالة إعياء بسبب ما مرت به من مشاهد على مدار ساعات المشي إلى رحلة النجاة، نحو الجنوب.

وتخشى أم تامر المغربي التي نزحت من مدينة غزة، على ذويها الذين آثروا البقاء هناك. تقول: "والدي مريض قلب، وقد أجرى عملية قلب مفتوح ولا يحتمل السير لمسافاتٍ طويلة، حتى أنه اضطر لوقف علاج السيولة خشية تعرضه لإي إصابة".

وتضيف: "عائلتي نزحت من شارع صلاح الدين إلى عسقولة حيث عائلة والدتي، ويمكث في البيت ما يزيد على مئة شخص معظمهم من النازحين، وجميعهم معرضون للخطر، لكنهم يخشون من التحرك أيضًا خوفًا من التعرض لإطلاق النار كما حدث مع كثيرين في الطريق نحو الجنوب".

ورغم أن ما يقارب المليون و800 ألف مواطن نزحوا إلى جنوبي قطاع غزة، إلا أن آلاف المواطنين ما زالوا يتمسكون بالبقاء في مدينة غزة وشمال القطاع -وفق السكان هناك- حيث هناك منازلهم وحياتهم، وقناعتهم بأن لا مكان آمن في قطاع غزة، في ظل الأخبار المتواترة عن استهدافاتٍ في كل المدن والمحافظات، لا سيما وأن جيش الاحتلال في تصريحاته الأخيرة، لم يستثنِ جنوبي القطاع من هجماته، بعد مدينة غزة وشمالها.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير