شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 04 مايو 2024م03:23 بتوقيت القدس

مستشفيات غزة ستتحول لـ "مقابر جماعية" للجرحى والمرضى

29 اكتوبر 2023 - 16:05

شبكة نوى، فلسطينيات: غزة – نوى / فلسطينيات

من بين أوصاف كثيرة استخدمتها وزارة الصحة في غزة لتشخيص الواقع المتردي الذي آلت المستشفيات، يبرز وصف "مقابر جماعية" للجرحى والمرضى، مع استمرار العدوان الإسرائيلي، للأسبوع الرابع على التوالي، مترافقاً بحصار مطبق، تمنع دولة الاحتلال بموجبه كل سبل الحياة عن قطاع غزة، بما في ذلك الوقود. ووصلت المستشفيات في غزة إلى حالة من الانهيار لم تعد معها قادرة على تقديم أبسط الخدمات سواء للمرضى، أو للأعداد المتزايدة لحظة بلحظة من شهداء وجرحى العدوان الإسرائيلي الدموي والمدمر، والمتواصل منذ السابع من الشهر الجاري. وجراء ذلك، خرجت 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة، سواء بفعل الاستهداف الإسرائيلي المباشر، وما لحق بها من أضرار، أو لعدم قدرتها على الاستمرار بالعمل جراء نفاد الوقود، بحسب بيانات رسمية صادرة عن وزارة الصحة في غزة. ووفقاً للناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة فإن "المنظومة الصحية وصلت إلى مرحلة هي الأسوأ في تاريخها"، وفي حديثه لـ "نوى" يؤكد أن "الاحتلال الصهيوني يتعمد إضعاف المنظومة الصحية بالاستهداف المباشر، وبالتهديد وإنذارات الاخلاء، وبمنع الوقود". ووثقت وزارة الصحة ومنظمات أهلية في غزة استشهاد 104 من أفراد الكادر صحي، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح متفاوتة، وتسببت هذه الخسارة البشرية في زيادة الضغط على المرافق الصحية، ورغم أن وزارة الصحة ضاعفت من القدرة السريرية نتيجة العدد الهائل من الجرحى جراء العدوان، إلا أن القدرة يقول إنه يتم التعامل مع هذه القدرة السريرية بكادر بشري لا يتجاوز 30% من الكادر الأصلي. وتقدر وزارة الصحة نسبة إشغال الأسرة في المستشفيات بأكثر من 150%، حيث اضطرت مستشفيات إلى إقامة خيام لاستيعاب ضحايا العدوان وأعدادهم المتزايدة لحظة بلحظة، ويفسر القدرة العجز الكبير في الكادر الطبي، باستهداف الاحتلال جزء كبير منه وتشريد جزء كبير آخر، الأمر الذي حال دون قدرة الكادر الطبي البشري على الوصول إلى المرافق الصحية"، وبرأيه فإن ما تواجهه المنظومة الصحية هو ضمن "سياسة ممنهجة للاحتلال"، وهو ما يعكس حجم الاستهداف الذي تسبب في إلحاق الضرر بأكثر من 57 مؤسسة صحية، وتدمير أكثر من 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة، إضافة إلى إشاعة أجواء غير آمنة في محيط المستشفيات بالقصف المكثف، تربك العمل وتجعله محفوفاً بمخاطر جمة. هذا الواقع المتردي دفع وزارة الصحة إلى مناشدة كوادرها المتقاعدة وخريجي كافة التخصصات الصحية إلى الالتحاق بالعمل في المستشفيات ووحدات الإسعاف، وكررت إطلاق "نداء استغاثة" لجمهورية مصر العربية بفتح معبر رفح البري بشكل مستمر ومستدام، وضرورة العمل على ضمان تدفق فوري للمساعدات الطبية والوقود لاستعادة العمل في الأقسام المنقذة للحياة، وتمكين الجرحى من السفر لتلقي العلاج اللازم. وترفض دولة الاحتلال بشكل مطلق السماح بدخول "لتر واحد من الوقود" إلى القطاع، منذ بدء العدوان، ما تسبب في توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل، وغرق القطاع في الظلام الدامس، إضافة إلى انهيار في كافة المرافق والخدمات الحيوية، وباستثناء ذلك سمحت بموجب اتفاق ثلاثي مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية، بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات، تتضمن مياه للشرب، وأغذية معلبة، وكمية شحيحة من الأدوية والمستهلكات الطبية، يقول رئيس "المكتب الإعلامي الحكومي" إن كل هذه الشاحنات لا تكفي لمركز إيواء واحد من المراكز المنتشرة على امتداد القطاع ولجأ إليها مئات آلاف من النازحين. وفي حديثه لـ "نوى" أكد معروف أن قوافل المساعدات التي دخلت القطاع حتى اللحظة هي "أقل بكثير من حاجة قطاع غزة في الأوضاع الطبيعية، حيث كان يدخل القطاع يومياً أكثر من 500 شاحنة محملة بمختلف الاحتياجات، من بينها 45 شاحنة وقود"، ويقول: "لن تستطيع هذه المساعدات تغيير الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع، خاصة مع استمرار منع توريد الوقود، حيث الأوضاع مأساوية في مختلف مناحي الحياة". وبحسب ناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى في المحافظة الوسطى فإن ما حصلت عليه المستشفى من مساعدات طبية لا تتعدى ما نسبته 2% من احتياجات وأولويات المستشفى للتعاطي مع المرضى، ومجاراة الأعداد الهائلة من ضحايا العدوان. وقال القدرة "أولوياتنا الفورية تتركز حالياً على إدخال الوقود والاحتياجات الدوائية الطارئة للمستشفيات لتمكين الطواقم الطبية من تقديم خدماتها للجرحى والمرضى، إضافة إلى الحاجة الماسة والعاجلة لتوفير وحدات دم من خارج القطاع، لمجاراة الأعداد الهائلة من جرحى العدوان. وللدلالة على عمق الكارثة الصحية، أوضح المسؤول الصحي نفسه أن بقاء أبواب المستشفيات مفتوحة لا يعني بالضرورة أنها تقدم الخدمات العلاجية وخدمات الرعاية الطبية المنوطة بها للجرحى والمرضى، وأكد أن الكادر الطبي يكافح بكل ما يمتلك من طاقة من أجل استمرار التعامل مع الواقع الطارئ الناجم عن العدوان. وقال القدرة إن ادخال المساعدات سيكون مهماً لو تضمنت "الوقود واحتياجاتنا الملحة في أقسام الطوارئ والعنايات المركزية وغرف العمليات لكافة مستشفيات قطاع غزة". ومن شأن التأخر في الاستجابة للمناشدات ونداءات الاستغاثة المتكررة من وزارة الصحة ومنظمات محلية ودولية، وفقاً للقدرة: "وقوع كارثة صحية وإنسانية وخيمة، ستلحق أعداداً كبيرة من الجرحى بقافلة الشهداء، وتهدد حياة 140 جريح ومريض حياتهم مرتبطة بأجهزة التنفس الصناعي، و1100 مريض بالفشل الكلوي بينهم 38 طفلاً، و130 طفل حديث الولادة في أقسام الأطفال الخدج بالمستشفيات". ورأى رئيس "المكتب الإعلامي الحكومي" في إنذارات الإخلاء وسياسة الإرهاب الإسرائيلية الممارسة ضد المستشفيات، خاصة تلك الواقعة في مدن ومناطق شمال القطاع، "جريمة حرب"، تزيد من الضغط على القطاع الصحي. ورغم أجواء الإرهاب والسياسة العدائية إلا أن إدارات المستشفيات المستهدفة ترفض أوامر وإنذارات الإخلاء وتتمسك بالصمود ومواصلة تأدية الطواقم الطبية لرسالتها الإنسانية وتقديم الخدمات العلاجية ولو بالحد الأدنى ووفق الإمكانيات المتاحة والمتوفرة، وقال معروف: إن "حياة آلاف الجرحى والمرضى على المحك، ولم يتبق لدى المنظومة الصحية أي خيارات".

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير