شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 04 مايو 2024م04:05 بتوقيت القدس

الأولى من نوعها في فلسطين..

مكتبة رصيف بـ"سلفيت".. (خذ كتابًا وضَع غيره)

26 سبتمبر 2023 - 12:19

شبكة نوى، فلسطينيات: لن تضطر "نورهان" الطالبة في جامعة القدس المفتوحة بسلفيت، أن تتجه إلى المكتبة العامة في المدينة بعد الآن، وأن تتبع الإجراءات الروتينية المعقدة من أجل استعارة كتاب. لقد أقامت بلدية المدينة مكتبةً على الرصيف المقابل "وكأنها وُجدت من أجلي" تقول وتضحك.

وأعلنت بلدية سلفيت، إقامة مكتبة رصيف، متاحة لجميع المواطنين وعلى مدار الساعة، دون أي إجراءات أو تعقيدات، للتشجيع على القراءة، وإقرارًا لقيمة الكتاب الورقي.

تضيف نورهان: "الفكرة ممتازة. أتمنى أن يقدرها المواطنون، وأن يشعروا بانتمائهم لهذه المكتبة، وأن يحافظوا على محتوياتها من الكتب".

تقوم فكرة المكتبة على إمكانية استعارة الكتب، وإرجاعها بشرط الحفاظ عليها، بالإضافة إلى إمكانية وضع الكتب الفائضة فيها، ليستفيد منها آخرون. تنوي نورهان التي تمتلك عددًا من الكتب الفائضة في مكتبة منزلها أن تضع بعضًا منها، "وهنا يمكن أن أساهم في تعزيز ثقافة المطالعة. الكتب ليست ترفًا على الجميع أن يفهم ذلك" تزيد.

الفكرة الأولى من نوعها في فلسطين تبعًا لتصريحات رئيس البلدية عبد الكريم الزبيدي، تأتي -وفقًا له- في إطار وعي البلدية بدورها ومسؤوليتها الثقافية في المدينة، التي تؤمن أن القراءة والمطالعة ضرورة واحتياج يجب العمل على تعزيزه كثقافة لدى المواطن الفلسطيني.

وقال: "الفكرة موجودة في كثير من دول العالم، وتعتمد على أن يكون كل مواطن أمينًا للمكتبة، يستعير ما يشاء من الكتب دون أي رقابة من البلدية، وبعيدًا عن الإجراءات التقليدية من تسجيل للبيانات وموعد الاسترداد ومدة الاستعارة، فيأخذ الكتب ويعيدها سليمة، ويضع الفائض الموجود لديه كدعمٍ للمكتبة".

واختارت بلدية سلفيت ثلاثة مواضع لمكتبة الرصيف: أمام جامعة القدس المفتوحة، وفي حديقة مستشفى الشهيد ياسر عرفات، وفي البلدة القديمة.

ووفقًا للزبيدي فإن اختيار الأماكن جاء بعد دراسة، لا سيما وأن حديقة المستشفى تتيح الفرصة للكثير من المواطنين المراجعين ومرافقي المرضى والمرضى أنفسهم، من استعارة الكتب وقراءاتها، وكذلك الأمر بالنسبة للموقع الثاني أمام الجامعة المفتوحة، الذي يعزز ويسهل وصول الطلبة للمكتبة، وينمي ويعزز ثقافة القراءة، وكذلك الحال بالنسبة للبلدة القديمة.

وضعت البلدية في كل مكتبة نحو مئتي كتاب، ويعمل موظفو المكتبة العامة في البلدية على تزويدها يوميًا بالكتب المتنوعة للكبار، بالإضافة إلى كتبٍ خاصةٍ بالأطفال، كما تضم مختلف أنواع الكتب، التاريخية والعلمية والروايات والقصص، فضلًا عن أنها تستقبل كتبًا متنوعة من رواد المكتبة.

وأكد رئيس البلدية أن الدعوة مفتوحة أمام جميع مواطني سلفيت؛ للتبرع بكتبٍ من أجل ضمان استمرارية عمل المكتبة، والمساهمة في تطبيق الفكرة في كل شوارع سلفيت، معربًا عن أمله في نجاح التجربة، ومحافظة المواطنين على هذا الإنجاز من خلال حمايتهم للممتلكات العامة وإثرائها.

(اختر كتابًا وضع كتابًا بديلًا) همسةٌ وُضعت على جانبَي المكتبة في دعوةٍ واضحةٍ للمواطنين، بأن يكونوا جزءًا من المبادرة، بمسؤوليةٍ ذاتية، لضمان نجاح التجربة واستمراريتها المبنية على ثقةٍ بالمواطن، فهل يكون المواطن على قدر المسؤولية؟ التجربة ستجيب.

كاريكاتـــــير