شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 04 مايو 2024م03:28 بتوقيت القدس

"من المنطرة للمعصرة".. حصاد صيفٍ من الإبداع في "القطان"

24 اعسطس 2023 - 13:56

شبكة نوى، فلسطينيات: لم تتوقف الطالبة آية هتهت (13 عامًا) عن الإجابة على تساؤلات الزوار حول اللوحة التي تقف أمامها. لوحةٌ على طول الجدار، وأسفلها نصٌ أدبيٌ كتبته الفتاة بعد سلسلة تدريباتٍ طويلة تلقّتها طوال فصل الصيف ضمن فعاليات صيف 2023م، التي ينظمها مركز القطان في كل عام.

هذا العام، حملت الفعاليات عنوان (من المنطرة إلى المعصرة، خمسون يومًا مقدرة)، واستهدفت ما يزيد على 28 ألف مستفيد، وتنوعت ما بين نادي العلوم، ونادي الكتابة الإبداعية، ونادي التكنولوجيا والتصميم، في حين ضم نادي الكتابة الإبداعية ما يزيد على 60 نصًا أنتجها أطفال، عبر محاكاة تجاربهم مع اللوحات الفلسطينية، والتعبير عنها نصًا.

تقول آية لـ "نوى" وهي تشير للوحة تجسد عددًا من الأطفال، وأحدهم يمسك بحجر: "تحكي هذه اللوحة قصة أطفال في زمن النكبة، لكنني لم ألتزم بتفاصيل القصة، وتركت العنان لخيالي، وكتبت قصة الطفل، من وحي ما تعلمته خلال انضمامي لنادي الكتابة الإبداعية".

تزيد: "تعلمنا أن أي جزء في اللوحة يمكن أن يشكل انطلاقةً لقصّة، فقد يكون الحجر هنا بطل قصتي. تخيلت الطفل يمسك الحجر ويتذكر أيام زمان، كيف كان يأكل الكعك أمام مخبز جده، أو دكان عمه، هي فكرة جديدة ورؤية مختلفة" تقول.

بينما كان الطالب عمر الحداد، يقف أمام مشروعه (الفلتر الذكي)، الذي فكر به نتيجة ما يلحظه من إهدارٍ للمياه، بسبب استهلاك الفرد الكبير، "فالفرد يستهلك ما يقارب لترًا إلى لترين في حالة غسل الأيدي، بينما يحتاج لما يقارب 50 لترًا عند الاستحمام، وهو ما ينعكس سلبًا على المياه الجوفية، التي قد يصيبها الجفاف، أو الملوحة".

يقول لـ "نوى": "تقوم فكرة الفلتر الذكي على عددٍ من الفلاتر، التي يقوم أحدها بتنقية الجزئيات الكبيرة للمياه، ليبدأ بعدها الفلتر الثاني الكربوني بعملية تنقية المركبات العضوية في المياه، فيما يزيد الثالث من نسبة التعقيم والتقطير للمياه".

بدوره، أشار مدير مركز القطان في غزة، إبراهيم الشطلي، إلى أن شعار المعرض "من المنطرة إلى المعصرة، خمسون يوماً مقدرة" جاء تجسيدًا لفكرة الصيف لدى الإنسان الفلسطيني الذي يهتم بأرضه وشجره حتى نضوج الثمر، وينتظر طوال العام موسم الحصاد، قائلًا: "وها نحن اليوم أيضًا نقوم بحصاد ما زرعناه طوال الصيف، عبر استهداف أطفال في مجالات متنوعة ما بين نادي العلوم، ونادي الكتابة الإبداعية، ونادي التكنولوجيا والتصميم، إذ قدم نادي العلوم ثقافة الحياة البرية والعلوم بحلة جديدة، وربط الإنسان الفلسطيني بأرضه ومنتجاته عبر مشاريع ريادية خضراء، تعزز فكرة الحفاظ على البيئة والمياه التي تتعرض للعدوان المستمر.

ويتابع: "أما في نادي التكنولوجيا والتصميم، فقدمنا ما يزيد على 30 مشروعًا يعالج قضايا ومشاكل مجتمعية، ووظفناها في خدمة المجتمع الفلسطيني باستخدام التكنولوجيا، وأهمها تقنية نقل الإنترنت عبر الضوء، الذي بدأ العالم يفكر بها حديثًا".

وعبر شطليه عن فخره بأطفال المركز الذين يواكبون كل التطورات التكنولوجية في العالم، ويحاولون توظيف تقنيات أخرى لتقنين المياه عبر مستشعرات لضرورة إشعار المستخدم بضرورة وقف استخدام الصنبور؛ للحفاظ على المياه، ملفتًا إلى أن هذه النماذج تجسد أفكارًا، وتسعى لتوظيفها في حماية المقدرات الفلسطينية.

كما قدم نادي الفنون البصرية ما يقارب 200 مشروع فني؛ لتعزيز الهوية الفلسطينية والتراث الفلسطيني، ما يثبت أن الإنسان الفلسطيني مصر على الحياة، ويسعى لتوظيف قدراته وتقديم خلاصة تجربته من أجل حماية الهوية الفلسطينية من الاحتلال، الذي يحاول بشتى الطرق سرقتها وتشويهها.

كاريكاتـــــير