شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 03 مايو 2024م20:33 بتوقيت القدس

وأضيفوا لتبعات التغيُّر المناخي "أمراض الجلد"!

24 اعسطس 2023 - 12:31

شبكة نوى، فلسطينيات: غزة :

تتفقد السيدة زينب محسن جسدها الذي غزته بثور صغيرة حمراء فجأة. وكأن نارًا أُضرمت في صدرها وبطنها تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة.

تقول: "جربتُ كل المراهم الطبية دون فائدة، ووخزات الحساسية كانت تصير أكثر شراسةً. استجرتُ بالبحر كوسيلة متعارف عليها للتشافي في طب الجدات لكن للأسف. زاد وضعي سوءًا بسبب تلوث المنطقة البحرية التي سبحتُ فيها".

بعد ما يقارب شهرًا  من المعاناة، قررت السيدة الخمسينية حسم الأمر، والذهاب لطبيب أمراضٍ جلديةٍ مختص؛ لكنها لم تكن تتوقع ما شاهدته. تضيف: "لقد كان طابورًا طويلًا مكتظًا بحالات مصابة بأمراضٍ جلدية مختلفة. دار بيني وبين إحداهن حديث فأخبرتني بأن الحرارة العالية هذا الصيف حفزت الأمراض الجلدية لدى كافة الفئات العمرية".

وهذا ما أكده لها الطبيب المعالج، الذي وصف الدواء الأنسب لحالتها، تردف: "كنت أحتاج لعلاج بسيط، ولكن تأجيلي للجوء إلى المختص كان سبب معاناةٍ ونفور من المحيطين بي خشية أن يكون المرض معديًا".

ولا ينكر محمد عياد ضيقه من البقع البيضاء التي غزت وجه طفله الرضيع بعد يومٍ طويلٍ قضاه في أحد الشاليهات الخاصة، ليتبين بعد الكشف الدقيق أنه أصيب بما يسمى "النخالة البيضاء"، وهو التهاب شائع في الجلد يصيب الأطفال، ويظهر على شكل بقع بيضاء مسطحة تنتشر في الوجه والذراعين والجذع العلوي، إثر التعرض لحرارة الشمس مدة طويلة، وهذا ما حدث معه بالفعل.

من جانبها، دخلت الشابة "حنين"، التي فضلت أن تشاركنا تجربتها "باسم مستعار" في موجة اكتئاب عارمة؛ فبعد أن شارفت على الشفاء من مرض البهاق، واختفت تلك الدوائر البيضاء عن أماكن شاسعة في جسدها رجعت لنقطة الصفر، ذلك بسبب حياتها المرتبطة بالعمل الميداني وتعرضها لأشعة الشمس، لفترات طويلة.

تبكي الشابة العشرينية وهي تلقي اللوم على نفسها. تقول والدموع تغرق عينيها: "لم أتمكن من حماية نفسي بالشكل الكافي، وتركت أشعة الشمس تخترق خلايا جلدي متناسيةً وضع واقي الشمس على جسدي بالكامل، لتصبح النتيجة بعد عام متواصل من زيارة طبيب الجلدية، واستعمال عشرات الأنواع من الحبوب والمراهم والتركيبات الحارقة، العودة لنقطة البداية".

ويخبرنا إبراهيم حبوب، استشاري الأمراض الجلدية والعناية بالبشرة، أن هناك الكثير من الأمراض التي ترتبط بالتغير المناخي، وتتصل مع درجات الحرارة، سواءً كانت المرتفعة أو المنخفضة، فخلال فصل الشتاء وفي البرد الشديد، تحفز عدة أمراض، منها حساسية الأطراف حيث تنتفخ أطابع اليدين والقدمين لدرجة قد تصل إلى التقرحات وانتفاخ القدمين، إضافةً إلى انتشار عدوى الجرب، والحساسية بنوعيها، التهيجية والتأتبية.

وتزيد -وفقًا له- في الصيف الإصابة بالأمراض الجلدية بنسبة 50%، "فنتيجة العمل الزائد للغدد العرقية، يصبح هناك احتباس مما يؤدي إلى ظهور حبوب حمراء صغيرة تسمى طفح الصيف، ينتج عنها حكة مستمرة نتيجة الوخزات التي تسببها للجلد"، مستنكرًا علاجها بماء البحر الذي ترتفع على شاطئه درجة الرطوبة، المسبب الأساسي لظهورها، وتستحم في مياهه الحيوانات خلال بعض الأحيان.

ويقول: "أكثر المعرضين للإصابة خلال فصل الصيف، العاملين تحت درجات حرارة مرتفعة كالمخابز ومحلات تنظيف الملابس وربات البيوت، والأطفال الذين يصبحون أكثر عرضة للالتهاب البكتيري، خاصةً إذا ما اجتمعت مع لدغات البعوض أو الحشرات بشكل عام، التي تحفز من ظهور علامات على الجلد"، مشيرًا إلى أن البثور الناتجة عن "لطعات الشمس" بسبب الحرارة الشديدة ونشاط الأشعة فوق البنفسجية العالي، يمكنها أن تكون مؤشر خطر للإصابة بسرطانات الجلد، وأمراض صعبة كالنخالة البيضاء "وهو أحد أنواع الأكزيما، المعالجة بمضاد الفطريات، والذي يعاود الظهور مع كل موسم، إضافة إلى التهاب بصيلات الشعر الناتجة عن الرطوبة وزيادة التعرق، وانتشار داء الثنيات أو المذح  "الصمات"، وهي أكثر أمراض الصيف شيوعًا.

وأكد أن جميع الأمراض الجلدية سابقة الذكر يمكن علاجها، خاصة إذا ما تم تشخيصها بشكل مناسب، واتُبعت بخصوصها التعليمات، "لكن التغيرات المناخية هي من تحفزها"، منوهًا لأهمية ارتداء الملابس القطنية خلال فصل الصيف، والحرص على عدم التعرق بشكل زائد كونه السبب الأساسي لظهور العديد من الأمراض، وتقديم النظافة الشخصية كأولوية في كافة أوقات النهار.

 

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير