شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 03 مايو 2024م13:51 بتوقيت القدس

في "سلالٍ من القش" رائحة الطبيعة.. وكدُّ نساء

09 يوليو 2023 - 13:56

شبكة نوى، فلسطينيات: في غرفةٍ جدرانها من سعف النخيل، تجتمع سيدات من أعمار مختلفة على طاولةٍ عريضة. كل واحدةٍ منهن غائبةٌ في شغف ما تصنع: سلة من القش، أو طبق!

تنشغل الموجودات اللاتي جمعتهن الرغبة في تعلم شيءٍ جديد، بعقد شرائط سعف النخيل الجاف لتشكيل هيكل المُنتَج. يشددن وثاق العقدة قبل أن يطعّمنها ببعض الخيوط الملونة، التي تضفي على العمل جمالًا من نوعٍ آخر.

وأمام محاولات التعلم والإنجاز تلك، كل واحدةٍ من المتدربات كان يحدوها طموحها إلى إتقان هذا الفن لعله يكون بداية الطريق لرزقٍ جديدٍ يسندها وعائلتها يومًا ما. تقول المدربة منى الشوا: "هذه الدورة تأتي في إطار تمكين  السيدات من صناعة مشغولات يدوية مختلفة، كالأطباق والسلال التي نفتقدها اليوم بشدة، في ظل طغيان الأواني المستوردة على السوق في قطاع غزة".

وأضافت: "كانت سلال القش حاضرةً في كل بيت فلسطيني، ومئات السيدات عملن في صناعة هذا الفن الذي كان أساسيًا في كل منزل، ويرتبط بالهوية الفلسطينية، وهذا ما جعلني أفكر في إعادة إحيائه عبر تمكين أكبر عدد من النساء من هذه الصناعة، التي تعتمد بشكل كلي على عناصر من الطبيعة، وتنتج أوانٍ صديقة للبيئة".

وترى الشوا أن هذه الدورة يمكن أن تساعد السيدات في قطاع غزة على إيجاد فرصة عمل لهن، في ظل البطالة المتفشية والفقر الذي ينعكس على واقعهن المعيشي، ومن جهة أخرى تعلمهن استثمار عناصر البيئة الطبيعية في صناعات مفيدة.

وتنصح الشوا بالعمل على إعادة تدوير المنتجات الطبيعية وتحويلها إلى منتجات قابلة للاستخدام، ملفتةً إلى أن السلال والأطباق يمكن أن تستخدم في تقديم الحلوى والكعك في الأعياد والمناسبات المختلفة، أو لتقديم الخبز وحناء العروس في حفلات السمر، منبهةً إلى شُح المنتجات المصنوعة من المواد الطبيعية في الأسواق المحلية، بالرغم من أهميتها في تشغيل عشرات الأيدي العاملة، وإحياء التراث القديم.

وأكدت أن الأعمال التراثية التي تعتمد على مواد طبيعية، تساعد في التخلص من الطاقة السلبية، والابتعاد عن ضغوطات الحياة اليومية، إلى جانب توفير فرصة اللقاءات الاجتماعية المفيدة.

بدوره، يقول المدرب سلمان المنايعة: "تمر عملية صناعة السلال من القش بعدة مراحل، تبدأ بوضع خوص النخل في ماء ساخن ليصبح طريًا، ثم تأتي مرحلة تنشيفه بقطعة من القماش قبل العمل به، للخروج بسلّة ذات طراز مميز، أو طبق بألوان ومقاسات وأشكال مختلفة، واستخدامات متعددة.

ورث المنايعة هذه المهنة من أجداده الذين كانوا يعملون بها، وحرص على توريثها لأبنائه لتبقى قائمة على مدار الأجيال القادمة، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني والتمسك به، كونه جزء من الهوية الفلسطينية الوطنية.

وتختلف أسعار المنتجات من القش، وفقًا لشكلها وحجمها، وتعد مرتفعةً بالعموم كونها مشغولة بشكل يدوي بالكامل، وتستغرق الكثير من الوقت والجهد حتى تُنجز.

كاريكاتـــــير