شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 03 مايو 2024م16:00 بتوقيت القدس

شهيد عمره 3 سنوات..

النبي صالح.. وداعٌ موجعٌ لـ"محمد" في "حضن أمه"

09 يونيو 2023 - 21:08

شبكة نوى، فلسطينيات: للمرة الأخيرة احتضنت مروى التميمي طفلها الشهيد محمد. حملته وطافت به في جنبات البيت تُقبل وجهه وجبينه، وكانت تقف عند كل زاويةٍ له فيها معها ذكرى "هنا كان يلعب، وهنا كان يقلب الدنيا بشغبه. هنا مشى أول خطوة، وهنا وقع وسقط قلبي من الخوف عليه، ومن هنا.. من عند هذا الباب رأيته غارقًا بدمه شهيدًا" تقول بأسى.

وتروي ما حدث بالقول: "كنا نستعد للخروج في زيارةٍ اجتماعية. سبقني زوجي ومحمد إلى السيارة، وما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت انطلاق عشرات الرصاصات. خرجتُ على الفور، ولمحت طفلي ملقىً في السيارة والدماء تخرجُ من رأسه. حينها أيقنتُ أن طفلي استشهد، بينما زوجي يصرخ من داخل السيارة حمودة.. حمودة راح".

تقول بينما هي تحت تأثير الصدمة: "ابني راح شهيد مظلوم، أنا حاولت أنقذه وأطلع من باب البيت، بس الجندي حكالي ارجعي بطخ".

 تؤكد الأم المكلومة على صغيرها الرضيع، أن ما تعرض له محمد وزوجها حادثة مقصودة، فقد أغرق الجنود السيارة بوابلٍ من الرصاص، دون أي مبرر، مطالبة بمحاسبة من اتخذ قرار إعدام طفلها وزوجها الذي نجا بأعجوبة بعد إصابته في الكتف والرقبة.

باستشهاد الطفل محمد التميمي في قرية النبي صالح برام الله، يرتفع عدد الشهداء الأطفال منذ مطلع العام إلى 28 طفلًا، بينهم 7 أطفال استشهدوا في العدوان الأخير على قطاع غزة.

وكان الطفل ووالده هيثم التميمي، البالغ من العمر 40 عامًا، أصيبا بالرصاص الحي أثناء تواجدهما أمام منزلهما المجاور لحاجز عسكري مقام عند مدخل قرية "النبي صالح"، إثر استهدافهما مساء الخميس الماضي.

ونقل التميمي الشهيد إلى مستشفى "تل هشومير" الإسرائيلي لخطورة وضعه الصحي، بعد إصابته برصاصةٍ في الرأس، لكن والدته تقول "طفلي فقد الحياة منذ اللحظة الأولى لإصابته، وما كان نقله لمستشفى إسرائيلي إلا ذرًا للرماد في العيون، ومحاولةً لامتصاص حالة الغضب إزاء استهداف طفل لم يبلغ الثالثة من عمره".

ونقلت مصادر صحفية رواية والد الطفل هيثم التميمي، الذي أكد أن الجريمة ارتكبت على يد أحد قناصة الاحتلال تجاه سيارته دون أي مبرر، ما أدى لإصابته بالكتف واليد فيما أصيب طفله محمد بالرأس إصابة مباشرة.

ووفق التميمي، ليست هذه المرة الأولى التي تنصبُ فيها قوات الاحتلال حاجزًا عسكريًا على مدخل البلدة، "بل أصبح من المعتاد سماع أصوات إطلاق النار وقنابل الغاز بالقرب من المنزل، من قبل قوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز العسكري".

الخميس الماضي كان الأمر مختلفًا، وقد شددت قوات الاحتلال إجراءاتها على الحاجز وأغلقته أمام حركة المرور. يضيف: "كنتُ حينها على باب المنزل برفقة محمد، وحاولت الابتعاد بالمركبة لحظة إطلاق النار، وما أن تحركت حتى أُمطرت سيارتي بوابل من الرصاص، وحين التفتُ للخلف وجدت طفلي مصابًا وملقىً على الكرسي الخلفي. لم أشعر حينها أنني أصبت من هول صدمتي بما حل بطفلي. لقد اخترقت الرصاصة رأسه من أعلى الأذن".

ونفى التميمي رواية الاحتلال الذي ادعى وجود مقاومين أطلقوا النار، مؤكدًا أن الاحتلال تعمد إطلاق النار على سيارته، وكان صوت رصاص الاحتلال الوحيد المسموع، ولم تكن آنذاك أي اشتباكات".

وتابع: "حملتُ طفلي وهرعت للجيران، فنُقلنا بمركبة خاصة لمدخل البلدة، وهناك لم يسمح الجنود بمرور المركبة إلا بعد أن تيقنوا من وجود مصابين".

وأكد عم الطفل الشهيد أن قوات الاحتلال تنفذ إعدامات يومية، "ويتم قتل المدنيين في بيوتهم تحت ذرائع واهية، وكل ما يجري من مبررات هو بالأصل سببه الاحتلال الجاثم على أراضينا منذ ما يزيد على 70 عامًا".

وأضاف: "محمد عاش ثلاث سنوات خطف خلالها قلوبنا، كان اجتماعيًا يُقبل على الجميع، ويا للأسف غاب عنا بطريقةٍ كرست قلوبنا وأوجعتها كثيرًا".

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير