شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 19 مارس 2024م04:19 بتوقيت القدس

"تركواز هوستيل".. "إنعاشٌ" للتاريخ في نابلس

04 يونيو 2023 - 15:17

شبكة نوى، فلسطينيات: أن تنفض الغبار عن زوايا المنازل القديمة المهجورة، وتعيد ترميمها، محتفظًا بكل تفاصيلها المعمارية التراثية  القديمة، فهذا صعب إلا على من وضع نصب عينيه هدفًا "تأمين تاريخ بلاده". هذا هو باسل كتانة، الذي بدأ العمل قبل ما يقارب أربع سنوات بإمكانات بسيطة ضمن مشروع "يلا".

في البلدة القديمة بنابلس، يعد "تركواز هوستيل" أحد مخرجات هذا المشروع، إذ تحول إلى نزل لاستقبال السياح الأجانب، الذين تولى باسل (وهو أسيرٌ محرر) مهمة تعريفهم بالتراث الفلسطيني القديم بأدق تفاصيله.

يقول لـ"نوى": "مشروع (يلا)، تمكن من إعادة الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للبلدة لقديمة بالمدينة، وإعادة القيمة العريقة لحواريها وبيوتها المعمرة. أحاول قدر المستطاع الحفاظ على المعالم الفلسطينية القديمة التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي سرقَتَها والسيطرة عليها".

ويضيف: "هوستيل تركواز ليس ربحيًا، فأي عائد مادي يحققه النُزُل يستخدم في تطويره وسد احتياجاته لضمان استمراريته وبقائه. وضعنا مع بداية انطلاقتنا شرطًا مهمًا هو أن العائد المالي يُستخدم في تطوير المكان، وإعادة ترميم أماكن قديمة أخرى".

ويوضح أنه تمكن خلال الثلاث سنوات الأخيرة، من إعادة إحياء ثلاثة مباني قديمة، ضمن المشروع ذاته، ومع فريقٍ مفعمٍ بالمحبة والشغف.

ويرى كتانة أن ترميم البيوت القديمة وتحويلها إلى مرافق اجتماعية وثقافية غاية في الأهمية، من أجل دعم ومساندة المجموعات الشبابية التي قد لا تجد لها مكانًا للانطلاق، "وقد يشغل هذا الشغف حاضنة للمواهب والقدرات القوية" يعقب.

وعن اسم المشروع (يلا) يقول كتانة: "لأننا نمضي مع أي فكرة أو مشروع يمكن أن يصب في صالح إعادة إحياء البلدة القديمة دون أي تردد، وبسرعة نقول: امشي يلا، حتى أن اللوجو الخاص بنا عبارة عن مجموعة من الأشخاص يحاولون تجميع عدد من النقاط عبر خيوط".

يعتمد تركواز هوستيل نظام الخدمة الذاتية، ويرى كتانة أن هذه فرصة لإتاحة التنقل والتعرف على كافة التفاصيل بالبلدة القديمة.

لجأ كتانة في تجهيز وتأثيث هوستيل لإعادة تدوير النفايات، وذلك في خطوة يراها مهمة للحفاظ على البيئة من خلال خفض نسبة النفايات، "والنتيجة مبهرة" يقول، ولتكتمل الصورة التراثية، اعتمد على زراعة الخضروات بالطريقة العضوية مستخدمًا أحواضًا خشبية، ما يمنح الزوار حالةً من السكينة والراحة النفسية.

وتعد البلدة القديمة في نابلس الجزء التاريخي القديم للمدينة، بطابعها المعماري ذي الأنماط المختلفة باختلاف الحضارات التي تعاقبت عليها، مثل الحضارة الرومانية، والبيزنطية، والإسلامية، والعثمانية، وغيرها.

ومن أهم أنماط البناء السائدة في البلدة القديمة حاليًا، الطراز المعماري الإسلامي، وخاصةً الطراز المملوكي الذي ما زالت بعض معالمه بارزة حتى الآن في عددٍ من البنايات والمساجد بالبلدة القديمة، مثل النقوش المملوكية على البوابة الشمالية للجامع الصلاحي الكبير، وجامع الساطون، وبعض الأبنية السكنية التاريخية الأخرى.

كاريكاتـــــير