شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 19 مارس 2024م04:15 بتوقيت القدس

تجولٌ افتراضي.. الجسد بغزة والقلب في القدس

01 يونيو 2023 - 17:03

شبكة نوى، فلسطينيات: ما أن سمعت ميساء موسى، من قطاع غزة المحاصر منذ 17 عامًا، عن تقنيةٍ تمكّنها من الوصول إلى القدس، حتى انتابها إحساسٌ بالانتصار لم تشعر بمثله من قبل! انتصارٌ على الحواجز، وعلى بنادق الجنود، وانتصارٌ على الشوق لسيدة المدائن.

تقول السيدة الثلاثينية لـ"نوى": "لم أغادر غزة في حياتي، ولم أطأ يومًا أرض القدس. هذا يبعث في قلبي غصة كلما فكرت بالأمر، لكنني اليوم متفائلة، فقد تجوّلت في القدس برفقة أطفالي من داخل بيتي، ورغم أنف المحتل، وطبعتُ قبلةً على رأس قبة الصخرة، ودعوت الله أن يحيل هذا الواقع الافتراضي حقيقة".

ليست ميساء وحدها التي تمكنت من زيارة القدس، ومدن فلسطين التاريخية مؤخرًا، فقد أصبح بإمكان أي شخصٍ في العالم، التجول داخل مواقع أثرية وتاريخية مختلفة في فلسطين، من خلال مشروعٍ للتجول الافتراضي أطلقه فريقٌ شبابي، يهدف إلى تذويب الحواجز، ومدّ الأفق أمام الفلسطينيين للتنقل بحرية في بلادهم المحتلة، بعيدًا عن قيود "إسرائيل".

صاحبة المشروع سجى أبو دلال، أكدت أن المشروع نفذ بجهدٍ وتمويلٍ ذاتيين، واعتمد تقنيات ثلاثية الأبعاد للتعريف بالمناطق السياحية والأثرية في قطاع غزة.

الفريق الشبابي المكون من مصور ومونتير ومعلق صوتي وكاتبة محتوى، يستخدم تقنيات الواقع الافتراضي من خلال التصوير بزاوية 360 درجة، ذلك لإبراز المكان والمحيط من جميع الاتجاهات، "وهنا تبدأ مرحلة إضافة التعليق الصوتي على مقاطع الفيديو المختلفة، لسرد قصص وتاريخ الأماكن المستهدفة" تقول سجى.

وتضيف: "إن توفير كاميرا بهذه المميزات أهم مرحلة في تحقيق الهدف من المشروع، لا سيما وأنه يعتمد على تصوير الموقع من كافة الجوانب، ليوحي بأنك تتجول بالفعل داخل المكان"، مشيرةً إلى أن الفكرة نبعت من حاجة أهالي القطاع، في ظل الحصار القاهر الذي يعيشون فيه منذ أكثر من عقد ونصف من الزمان، للخروج خلف الحدود والحواجز العسكرية الإسرائيلية، ورؤية ما تضمه من جمالٍ مسلوب، "وكذلك الأمر بالعكس بالنسبة لأهل القدس والضفة الغربية، فالمشروع أيضًا يعرف من هم هناك على البلدة القديمة في غزة، وبعض المواقع الأثرية الأخرى فيه".

تزيد: "يمكن وصف المشروع بجواز سفر افتراضي، يأخذ المواطنين غير القادرين على التجول بحرية لرؤية عاصمة دولتهم، ومدينتهم المحتلة القدس، وزيارة أسواقها القديمة، وشوارعها وحواريها، وفي المقابل ينقل شباب مدينة الخليل مثلًا إلى قصر الباشا، وميناء غزة وغيرهما".

وتلفت سجى إلى وجود فريقٍ آخر في القدس يعمل بذات التقنية (من التصوير إلى التعليق على الفيديو وغير ذلك)، في القدس، ويقوم بتصوير معالمها ليكون بالإمكان ربط كافة المعالم في الضفة والقطاع ببعضها البعض.

تتمنى أبو دلال أن يستطيع الفريق زيارة وتصوير كافة المدن الفلسطينية المحتلة، لإبراز المعالم الأثرية فيها، "وليصل هذا العمل إلى كل شخص يحلم بزيارة فلسطين المحتلة" تعقب، مبينةً حجم ردود الأفعال الداعمة التي تلقاها الفريق، لا سيما في ظل عراقيل الحصار، وضعف الإمكانيات داخل قطاع غزة، وعدم توفر المعدات وارتفاع أسعارها بشكلٍ كبير.

وتطمح أبو دلال وفريق العمل معها، إلى أن تصل أعمالهم إلى جميع أنحاء العالم بعد ترجمتها للغات متعددة، ذلك ليصبح بإمكان الأشخاص من جميع الجنسيات، الوصول إلى تفاصيل القضية الفلسطينية بشكلٍ أكبر، والتعرف إلى أهم المعالم التاريخية الفلسطينية، وتاريخها العظيم، الذي سلبته وحرّفته "إسرائيل".

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير