شبكة نوى، فلسطينيات: "كن ملهمًا واترك أثرًا"، رفعت الشابة شهد المدلل هذا الشعار، وانطلقت نحو مشروع إنتاج المطبوعات الورقية غير التقليدية، لا سيما تلك الخاصة بتنظيم الوقت وإدارته.
بدأت الحكاية مع بدء الدراسة الجامعية للتخصص الذي تدرسه (اللغة الإنجليزية)، عندما واجهتها عقبة ترتيب الوقت، وتنظيم المهام، وهنا كان لا بد من حل، فبحثت عن طرقٍ مختلفة، ووجدت أجملها هو ما تصنعه بنفسها، يناسب مهام الدراسة الكثيرة، ويوازن بين العملية والجمال الفني.
تقول: "طبعتُ أجندتي الخاصة، بتصميمي الخاص، وبعض العبارات التشجيعية، وبدأت في استخدامها، ثم شاركتها عبر صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لم يخطر ببالي أبدًا أن تلاقي هذه الأجندة هذا القبول".
إقبالٌ اسعٌ من الطلبة وجدته شهد من الطلبة في قسمها، وأقسام أخرى كثيرة لنفس الأجندة، وهنا قررت: لماذا لا أبدأ مشروعي الخاص "تنظيم الوقت.. كملهمة لا كبائعة ومشترية".
ويختص مشروع شهد الذي حمل اسم "ملهم"، بالمنتجات الورقية المختلفة، لا سيما تلك المختصة بتنظيم الوقت وإدارته، باعتبار أن الهدف الأساسي من المشروع تعزيز فكرة تنظيم الوقت بطريقة فنية، يمكن أن تعد أحد أنواع التفريغ النفسي.
بدأ المشروع بفكرة، وفريق لا يتجاوز عدد أفراده ثلاثة، في غرفة داخل المنزل، وصفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتسويق المنتجات عن بعد.
"ذاع صيت منتجات ملهم، وبدأ الطلب يتزايد عليها، وكبر الحلم، وتطورت الأفكار، وهنا كان لا بد أن نتخذ القرار بالانتقال إلى أرض الواقع" تقول شهد، وتضيف: "بالفعل عندما عرضنا منتجاتنا المختلفة، بدأت أفكارنا تكبُر، ومنتجاتنا تتوسع، وأصبحنا قادرين على عرض تلك المنتجات بطريقة شيقة، تمنحنا القوة، وتزيد من فرص انتشارنا ونجاحنا، وقد كان".
تتابع: "بدأنا بثلاثة أشخاص، لكننا اليوم ثمانية نعمل في ورشة، ولكل منا عمله وتخصصه، ما بين التصميم، وتجهيز المنتجات، والأعمال الفنية اليدوية، والتسويق".
وتتعدد منتجات "ملهم" ما بين دفاتر الملاحظات، والأجندة، وتدوين الأمنيات والأهداف، والفواصل، إلى جانب مختلف الملصقات الإرشادية والتحفيزية، بينما يمكن أن يستقبل "ملهم" طلبات الزبائن المختلفة، فيستطيع الشخص تحديد التصميم الذي يرغب به، ليتم تنفيذه بشكل دقيق، من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة من الورقيات.
وكما كل مشروع في قطاع غزة المحاصر، واجه "ملهم" تحديات وصعوبات -وفق شهد- ربما أكبرها، "الطموح بأن تصل منتجاتنا إلى جميع أنحاء العالم، لا سيما وأن الكثير من الطلبات الخارجية تصلنا بخصوص ذلك، لكن إجراءات الاحتلال وارتفاع تكاليف الشحن تقف عائقًا أمام وصول منتجاتنا لكثيرٍ من الدول".
تضيف: "نحاول التحايل على تلك العقبات، وأن نصل بمنتجاتنا إلى كل مكان، وبالفعل استطعنا أن نصل لعدد من الدول مثل تونس والكويت وأمريكا".
وتلفت المدلل إلى أن منتجات قطاع غزة، تلقى تشجيعًا من المقيمين خارج الوطن، أو حتى في الضفة والداخل المحتل، ما يجعل الطلب يتضاعف على تلك المنتجات، "ومحاولة إيصالها بشتى الطرق".
تزيد: "لـ "مُلهم" نقاط بيع في الضفة الغربية "نابلس وجنين"، إلى جانب وجود نقطة للبيع في القدس، ونسعى إلى إيصالها للداخل المحتل وكل مكان في فلسطين".
وللاسم حكاية أخرى، "ربما كانت نابعة من كون فريق العمل، جميعهم من الطلبة الذين يحملون فكر الإفادة، فأردنا أن نلهم غيرنا بإمكانية النجاح بالتفكير خارج الصندوق، والبحث عن بقعة ضوء في داخل النفق".
هذا ما لمسه الفريق بالفعل، فنجاح المشروع دفع العديد من الشباب للبحث عن أفكارٍ مختلفة وريادية، "بل إن الناس أصبحوا ينظرون إلينا بالفعل على أننا ملهمين، بقدرتنا على تنظيم أوقاتنا، وتحديد أهدافنا، وتحقيقها" تستدرك.
ويطمح فريق "ملهم" إلى أن تصل منتجاته لجميع أنحاء العالم، نظرًا للتفاعل الكبير معها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكثرة الطلب من قبل الأشخاص المقيمين في الخارج.