شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الثلاثاء 30 مايو 2023م07:22 بتوقيت القدس

ماذا يعني أن تقتني "كلبًا" بغزة؟ "خبّاب" يجيب بشغف

02 فبراير 2023 - 12:20

قطاع غزة:

القصة بدأت عام 2015م. حينها عرف "خبّاب" ماذا يعني أن تقتني "كلبًا"، فيصبح صديقك في أوقات السمر، وبيت سرّك حين تعجز عن البوح بما يجيش في صدرك من أهوالٍ للبشر.

"زاد تعلقي بهذه الكائنات، وبدأتُ أبحث في طرق التعامل معها. صارت شغفًا بالنسبة لي، وكنتُ كلما اقتربتُ أكثر، زدتُ حبًا، ورغبةً في معرفة المزيد عنهم، ولما قررتُ أن أصبح مربيًا لها، أطبق الحصار آنذاك خناقه على غزة" يقول لـ"نوى".

خبّاب السحلوب، صاحب "أكاديمية تدريب الكلاب في غزة"، أو بالأحرى صاحب الحلم الذي تحوّل إلى واقعٍ بمجهوده الفردي الذي أضناه العمل به على مدار سنوات، تحدّث عن تحدّيه الحصار الذي منع دخول الكلاب عبر الحواجز في عام 2015م بصورةٍ مباشرة، ولجوئه إلى "الأنفاق التجارية" لاستيراد أعدادٍ بسيطة منها بمبالغ خيالية!

ابن الـ (34 عامًا)، أحب الكلاب منذ كان صغيرًا، وتطور حبه لها لشغفٍ في التعامل معها، ومعرفة خبايا عالمها، حتى أذهله تجاوبها! إنه يصف الأمر بـ"الممتع". "ممتعٌ أن تتعامل مع حيوان يفهمك، ويستجيب لمبادئ أساسية بتربيته. تشعر أنك صنعت إنجازًا من نقطة الصفر" يضيف.

ومن أنواع الكلاب التي يربيها خباب "جيرمان شيبرد، والمالينو (كلاب الجيش) أو البلجيكي، وكلاب التيبيك الصينية"، التي استوردها من الداخل الفلسطيني المحتل، مؤكدًا أن الأمر ليس سهلًا، فيمكن أن تموت مجموعة من الكلاب خلال نقلهم إلى غزة بسبب سوء النقل، "لا سيما لو جاءوا مع مجموعةٍ من العجول مثلًا" يعقب.

تحول الشغف إلى مهنة، يعمل معهم بمهارات عالية تجعلهم يستجيبون بسهولة للأوامر التي تُلقى عليهم، وما دفعه للاستمرار، هو تأسيس أكاديمية خاصة لتدريب الكلاب بمختلف أنواعها، ثم عرضها للبيع "مدربة جاهزة"، عبر صفحات مخصصة أنشأها في مواقع التواصل الاجتماعي.

ويضيف: "الأكاديمية كانت بالنسبة لي حلمًا، فكرت فيها لتغيير أفكار الناس تجاه الكلاب، ولتخليصهم من خوفهم منها، تحديدًا بعد تغيير سلوكهم حيث يتحولون من حيوانات مفترسة إلى أليفة".

وبحسب السحلوب، فإنه يروّج لبيع الكلاب على "فيسبوك" بسعر يتراوح بين 400 و500 دولار للجرو الواحد، كما ينشر مقاطع لتغير سلوكيات الكلاب حتى تصبح مطيعة لصاحبها، وتساعد في العديد من الأعمال، "خاصةً وأنها تخضع لتدريبات علمية وليست عشوائية".

ومن أنواع التدريبات هذه، تدريب بعض الكلاب على مساعدة الأشخاص فاقدي البصر في الحركة والتنقل، مبينًا أن التدريب يمر بمراحل تدريجية، تبدأ بعملية الجلوس والوقوف، أو الخروج من المكان، تليها عملية الجري بسرعة لتقوية العضلات، والسباحة لعدة أميال تصل إلى 200 كم، لإنقاذ الغرقى أيضًا.

ويتعامل السحلوب مع الكلاب باللغة الإنجليزية منعاً لتشتتهم عندما يتلقون أوامر من الآخرين، متابعًا: "تعد كلاب الحراسة من أخطر الأنواع، وأسس التعامل معها تختلف عن غيرها".

الملفت في هذه القصة، أن حصار غزة الذي يفرضه الاحتلال لا يمنع دخول الكلاب فقط، بل يمنع كذلك بعض المستلزمات لعلاجهم منذ عام 2006م! المدرب الهُمام "خباب" نبه كذلك إلى منع الاحتلال لتوريد سلالات مختلفة من الكلاب، "وهذا ما يمنع زيادة رقعة التنوع في وجودهم داخل قطاع غزة" يختم بأسف.

كاريكاتـــــير