شبكة نوى، فلسطينيات: "سكري من النوع الثاني"، عادت مريم ياسين بهذا التشخيص إلى بيتها، بعد عدة أيامٍ من التعب، والهزال. تقول لـ "نوى": "منذ بلغت الأربعين، أهملتُ نفسي، وبدأت الدهون تغزو جسمي، ويا للأسف تركزت كلها في منطقة البطن".
أخبر الطبيب مريم أن نسبة "الدهون الحشوية" لديها عالية جدًا، وهي مبدئيًا السبب الرئيس في إصابتها بالمرض! تضيف: "أخبرني بأن مشكلة هذه الدهون تكمن في كونها نشطة، إذ تعمل الخلايا الدهنية التي تتكون منها هذه الدهون على إنتاج مواد كيميائية وهرمونات، قد يكون لها تأثير خطير على الجسم".
والدهون الحشوية، هي دهون مخزنة في أعماق البطن، ملفوفة حول الأعضاء، بما في ذلك الكبد والأمعاء، إذ تشكل حوالي عُشر الدهون المخزنة في الجسم وفقًا لموقع "هيلث دايركت" الطبي.
وليس بالضرورة أن يكون أصحاب الجسد النحيل، في مأمنٍ من الخطر، فهذه الدهون تتراكم حول الأعضاء الداخلية في الجسم، ومن الصعب في بعض الأحيان ملاحظتها وتشخيصها إلا بعمل فحوصات وصور طبية خاصة، وفقًا لأخصائية التغذية منى أبو ربيع.
إن قياس نسبة الدهون الحشوية في الجسم بدقة، يتطلب إجراء صورةٍ طبقية، لكن من أكثر الطرق التي يمكن أن تعطي تصورًا تقريبيًا لكميتها وأماكن تواجدها، شكل الجسم، حيث إذا كان شكل الجسم أقرب لشكل جسم التفاحة (عند الرجال) أي رجلين نحيفتين مقابل جذع ممتلئ، فهذا قد يعني نسبة دهون حشوية مرتفعة، وفي المقابل إذا اتخذ شكل جسم المرأة شكل "الكمثرى" فهذا يعني أن الدهون تتركز في الحوض والفخذين.
يخبرنا أبو أحمد (الذي اكتفى بذكر كنيته)، أن الحديث عن معاناته مع الدهون الحشوية يطول، فهي السبب الأول في إصابته بمشاكل حديثة في القلب.
يقول الرجل الذي يبلغ وزنه (98 كيلو جرامًا) مقابل طول (165 سم): "لم أكن أعرف أن هذا الكرش سيكون سبب مأساتي"، ويكمل وهو يضحك: "تربينا على أن كرش الرجل هيبة".
ووفقًا لأخصائية التغذية منى أبو ربيع، فالدهون الحشوية، هي دهون داخلية تتواجد في منطقة البطن وتتواجد في عمق التجويف البطني
وتشكل هذه الدهون في الحالات الطبيعية ما نسبته 10% من نسبة الدهون الكلية في الجسم
وتعد هذه الدهون أحد أنواع الدهون الخطيرة، خاصة إذا ما ارتفعت نسبتها في الجسم عن الحد الطبيعي فقد تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة، إذ قد يرفع هذا النوع من الدهون من فرص الإصابة بالعديد من الأمراض مثل أمراض القلب، ومنها الربو، والفصال العظمي، وأمراض الكبد، والنقرس، وأمراض المرارة، وقد يتخطى ذلك لتهيئة الجسم ليصاب بالسرطان!
وتنصح للوقاية من هذا النوع من الدهون، ممارسة التمارين الرياضية، تقول: "لا تقلقوا إذا لم يحدث تغيير سريع في شكل الجسم، فالحركة المنتظمة لها دور كبير في التقليل من نسبة هذه الدهون، مثل المشي، واستخدام السلالم بدل المصعد" تردف.
وتوصي بحمية صحية "حديدية"، حيث تشير بعض الدراسات إلى احتمال وجود علاقة عكسية بين نسبة الكالسيوم، وفيتامين د بالجسم، وبين تراكم هذه الدهون، "فحصول الجسم على حصته الكافية من الكالسيوم وفيتامين د، قد يقلل وبشكل ملحوظ من قابلية هذه الدهون للتراكم"، ولذلك يفضل التركيز على تناول مصادر الكالسيوم وفيتامين د، مثل: اللبن، والأجبان، والحليب، والسبانخ، والسردين، والإكثار من تناول الالياف ، والنوم الجيد والابتعاد عن التوتر ،تناول وجبة الفطور وعدم إهمالها، وتجنب الوجبات السريعة
وتشدد أبو ربيع على ضرورة الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والسكريات، لدورها في رفع فرص تراكم هذه الدهون، "كالأطعمة المقلية، واللحوم المدهنة، والحلويات المختلفة".
كما قد يكون للدهون المشبعة والسكريات دور في رفع فرص تراكم هذه الدهون، لذا يفضل تجنب مصادر هذا النوع من الدهون قدر الإمكان، مثل: الأطعمة المقلية، واللحوم الغنية بالدهون، والسكاكر، منبهةً إلى أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم يوميًا، والإقلاع عن التدخين للمدخنين من المرضى.