شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م09:05 بتوقيت القدس

بين قتلى وجرحى وأسرى وعاطلين عن العمل..

شباب 2022م.. مجزرة "العُمْر" وأشلاء "الأمنيات"

05 يناير 2023 - 15:00

رام الله- غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

ساعاتٌ من البكاء والحسرة خيّمت على عائلة الشاب آدم شعث، من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، عندما تلقت عائلته خبر وفاته.

حدثَ ذلك في أكتوبر الماضي. كان آدم واحدًا من سبعة فلسطينيين "لم يحلموا بأكثر من حياةٍ عادية"، فحملوا أرواحهم على أكُفّهم بحثًا عن ملجأ لأحلامهم الضائعة وسط رماد الانقسام، وركبوا قارب هجرةٍ انطلق من تونس، وفي الطريق غابوا، ولم تنجُ الجثث.

والده في مقابلةٍ سابقةٍ مع "نوى"، بدا واجمًا. ينظر في عيون المواسين، وينتحب: "قبل أربع شهور طلع ابني من غزة. صار عمره 23 سنة وهو بيحلم يلاقي فرصة، طلع على أمل يعيش حياة أحسن، لكن بدل ما يعيش مات".

لا توجد إحصائياتٌ رسميةٌ فلسطينية، حول أعداد المهاجرين الشباب من قطاع غزة، لكن تقارير الصحافة تتحدث عن أكثر من 860 ألفًا، و632 شخصًا غادروا القطاع منذ عام 2007م حتى تاريخه، دونما عودة، ناهيكم عن أولئك الذين ابتلع البحر أحلامهم وأخبارهم وأجسادهم أيضًا، على مرأى ومسمع المسؤولين الفلسطينيين الذين يتابعون الأخبار في مكاتبهم المكيفة "أذن من طين وأخرى من عجين".

وبحسب رئيس المركز الأورومتوسطي لحقوق الإن سان رامي عبده فإن أكثر من 390 شاباً فلسطينيًا من قطاع غزة فارقوا الحياة غرقًا في رحلات الهجرة غير النظامية عبر البحر أو البر منذ عام 2010 وحتى نهاية 2022.

في فلسطين، هناك 1.17 مليون شاب وشابة، في الفئة العمرية بين 18 و29 سنة، وهم يشكلون أكثر من خُمس المجتمع الفلسطيني، بنسبة 22% حتى منتصف العام 2022م.

وفي العام 2022م، لم يخُن الأمل قلوب الشباب في غزة وحسب، بل كان "الأسوأ" -وفق توصيف شبانٍ وشابات من عموم فلسطين التقتهم "نوى"- على كافة الصعُد: الأمنية، والسياسية، والاقتصادية، وحتى على صعيد الحريات والحقوق! فيه استشرس الاحتلال، فَقَتَل وأصاب واعتقَلَ العشرات، في حين ارتفعت حالات الملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية ضد فئة الشباب، ومورس القمع عبر الفضاء الإلكتروني ضد كل من يدوّن عن القضية.. هذا العام بتفاصيله "المُرة" هنا، ضمن هذا التقرير:

بنيران "إسرائيل"

يقول المحلل السياسي عصمت منصور: "إن عام 2022م، هو الأسوأ بالنسبة للشباب الفلسطيني، إذ كانت هذه الفئة الأكثر استهدافًا من قبل سلطات الاحتلال"، مستطردًا: "لقد شهد تصاعدًا في حالات الاعتقال، التي طالت في معظمها الشباب، وبالأخص طلبة الجامعات، وهو ما ينعكس سلبًا على مستقبلهم".

ويعيد منصور هذه التطورات في الضفة الغربية، إلى الواقع السيء والضغط الذي يمارسه الاحتلال، وما يقابله من غيابٍ للدور الفصائلي، والسلطة الفلسطينية، وعدم وجود استراتيجية واضحة للنهوض بواقع الشباب في فلسطين، مؤكدًا أن هذا ما دفعهم للبحث عن صيغ تجمع بين الفردي والمنظم، "وهو ما ظهر في "كتيبة جنين" و"عرين الأسود" وغيرها، التي تجاوزت التنظيمات والجغرافيا، وحملت توجهات شريحة الشباب التي صاغت الواقع وفق قناعاتها".

ووفقاً للصورة الحالية، يتوقع منصور أن يفرض الشباب رموزًا، وأسماء، ولغة، ووسائل تواصل، وطرق تعبير، ضمن حالةٍ تؤثر على الوضع الفلسطيني، "وقد تنافس التنظيمات القائمة".

خلال عام 2022م، قَتَل جيش الاحتلال الإسرائيلي، 230 فلسطينيًا في مختلف مناطق الضفة الغربية، والقدس، وقطاع غزة، والأراضي المحتلة عام 48، غالبيتهم من الشباب.

وخلال عام 2022م، قَتَل جيش الاحتلال الإسرائيلي، 230 فلسطينيًا في مختلف مناطق الضفة الغربية، والقدس، وقطاع غزة، والأراضي المحتلة عام 48، غالبيتهم من الشباب.

في الضفة الغربية والقدس استشهد 171 شابًا، غالبيتهم خلال عمليةٍ أطلق عليها جيش الاحتلال اسم "كاسر الأمواج"، وتركّزت في مدينَتي جنين ونابلس، ضمن محاولةٍ للقضاء على التشكيلات الشبابية المسلحة التي تجاوزت حدود الفصائل والتنظيمات، وشكلت حالةً نوعيةً لجيلٍ جديد في المقاومة الفلسطينية، فيما اعتُقِلَ نحو 7 آلاف فلسطينيّ، غالبيتهم من فئة الشباب، في كل من الضفة الغربية والقدس.

"القمع الداخلي"

وفي الوقت الذي كانت فاطمة زلوم تتهيأ لوضع مولودها الأول، اعتُقل زوجها أحمد هريش على خلفية انفجار منجرةٍ في "بيتونيا"، وبقي في سجون الأجهزة الأمنية خمسة أشهر، كانت الأشد صعوبة.

ورغم أن "هريش" اعتُقل عدة مرات لدى الاحتلال، إلا أن اعتقاله هذه المرة، كان الأقصى على زوجته، عندما كان بيد أبناء جلدته.

ويرى مهند كراجة مدير مجموعة "محامون من أجل العدالة"، أن العام 2022م، كان الأسوأ على صعيد الحريات منذ مجيء السلطة الفلسطينية بعد عام الانقسام في 2007م بالنسبة للشباب، إذ شهد اعتقالات واستدعاءات لما يقارب 1500 شاب وناشط.

وأوضح أن انتهاكات 2022م، مرتبطة بأحداث العام الذي سبقه، الذي شهد الإعلان عن الانتخابات الفلسطينية ومن ثم إلغائها، "وهو الأمر الذي عده البعض مصيدة للنشطاء الشباب"، إذ أصدر الرئيس محمود عباس بعد إعلان الانتخابات مرسوم الحريات، الذي أعطى الطمأنينة للشباب، وفتح الباب أمامهم لاقتحام العمل السياسي، بحماية المرسوم الرئاسي.

وفقًا لكراجة، وحتى هذه اللحظة يجري التحقيق مع شبان انخرطوا في الانتخابات، وترشحوا ضمن قوائم منافسة للسلطة وحركة فتح، وتم اعتقالهم على خلفية نشاطهم الذي برز خلال فترة الانتخابات.

كراجة: "اعتقلت الأجهزة الأمنية في العام 2022م ما يزيد على 40 شخصًا خلال تنظيم مظاهرة "بدنا نعيش" على دوار بن رشد في الخليل، احتجاجًا على ارتفاع الأسعار بداية العام".

ومن الأمثلة الأخرى بحسب كراجة، ملاحقة الشبان الفلسطينيين المشاركين في المظاهرات السلمية التي أعقبت مقتل الناشط والمعارض السياسي نزار بنات في حزيران 2021م، حيث جرى اعتقال حوالي 90 شابًا، لم تتم محاكمتهم حتى هذه اللحظة، "كما اعتقلت الأجهزة الأمنية في العام 2022م ما يزيد على 40 شخصًا خلال تنظيم مظاهرة "بدنا نعيش" على دوار بن رشد في الخليل، احتجاجًا على ارتفاع الأسعار بداية العام" يضيف.

واستعرض كراجة حملة الاعتقالات على خلفية قضية "منجرة بيتونيا"، التي طالت نحو 20 شخصًا، بقي منهم 6 في الاعتقال لنحو 5 شهور، ولم يُفرج عنهم إلا بعد الإضراب عن الطعام.

وأردف: "الاعتقالات السياسية استهدف غالبًا الطلبة الجامعيين في الجامعات الفلسطينية، لاسيما في النجاح، وبيرزيت، وجامعات الخليل، كما استهدفت الأسرى المحررين ممن كانت لهم نشاطات سياسية خلال آخر عامَين، وتم اعتقال عدد كبير منهم احترازيًا على خلفية موعد انطلاقة حركة "حماس" في ديسمبر/ كانون أول الماضي، وتخوف الأمن من أن يكون هناك احتفالات، أو تنظيم لأي نشاطات تتزامن والانطلاقة".

"في الفضاء الإلكتروني"

لم تقتصر ملاحقة وقمع حرية الشبان الفلسطينيين في عام 2022 على الواقع وحسب، بل امتدَّ ذلك إلى تقييد نشاطهم وحرياتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تؤكد نداء بسومي المنسقة الإعلامية لمركز "صدى سوشال"، أن العام الماضي شهد انتهاكات لافتة جدًا في وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة خلال الفترة التي اغتيل فيها الشهيد إبراهيم النابلسي من قبل قوات الاحتلال، حيث وقعت "مجزرة رقمية" -وفق تعبيرها- سجل فيها أكثر من 350 انتهاكًا في ظرف أسبوع، وهذا الرقم لم يكن ليسجل في عدة أشهر عبر رصد المركز.

وبحسب بسومي فقد تنوعت الانتهاكات بين حذف للصفحات والحسابات، أو تقييدها، أو منع الوصول إليها، أو منع النشر فيها، أو منع استخدام خصائص معينة فيها مثل خاصية البث المباشر.

وهذه الانتهاكات جرت على مختلف القضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني ومقاومة الاحتلال، سواء بالنشر عن شخصيات وقادة، أو شهداء وأسرى، أو حتى شعارات ورموز لفصائل المقاومة، حيث أن جميع الشعارات المتعقلة بالفصائل العسكرية، وبمجرد نشر الصورة، تُقرأ من قبل خاصية الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل، ومن ثم حذف ما يعد مخالفًا، وتقييد الحساب.

والانتهاكات -وفق بسومي- تحدث إما من خلال رصد خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر تقديم بلاغات من قبل الاحتلال مباشرة إلى إدارة هذه المواقع.

وبيّنت أن الانتهاكات جرت في مختلف المواقع من فيسبوك وانستغرام وواتس آب، وحتى في التلجرام الذي كان يعدُّ مكانًا آمنًا للنشر، لولا أنه مع نهاية العام الماضي قام بحذف العديد من المنشورات.

غزة..

وقد أشارت بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2021م، إلى أن مستوى الرضا عن الحياة لدى الشباب الفلسطيني عمومًا (18-29 سنة) قد بلغ حوالي 63%، مع فروقات واضحة على مستوى المنطقة، إذ بلغت في الضفة الغربية 72%، مقابل 46% فقط في قطاع غزة.

ولعلَّ السمة الأبرز التي ترافق الشباب في غزة منذ بدء الحصار الإسرائيلي للقطاع عام 2007م، هي تلك المتعلقة بالوضع الاقتصادي المتردي، وحالة الإحباط واليأس التي طغت على أغلبهم، بسبب قلة فرص العمل، وضعف الدخل.

يقول محمد عبد الله: "تخرجتُ منذ أربع سنوات من تخصص الإدارة والاقتصاد، لكنني حتى هذا اليوم لم أجد فرصة عمل. فكرة الهجرة لا تفارقني، لكنني أخشى على أبي. لقد هاجر أخي من قبلي، وها هو يعمل في حقول التفاح ببلجيكا".

شقيق محمد الذي يبلغ من العمر (27 عامًا) خريج كلية الحقوق، لكن الوضع الاقتصادي في غزة، وقلة فرص العمل، دفعته للبحث عن واقعٍ أفضل في الخارج، "لكنه يعاني الأمرين هناك" يستدرك.

ويضيف: "الشركات، والمؤسسات، وحتى في الوظائف الحكومية، الجميع يطلب الخبرة لسنواتٍ عديدة"، متسائلًا بانفعال: "كيف سنحصل على الخبرة، بينما نحن لم نحصل على فرصةٍ أصلًا؟! الواقع سيء جدًا، ولا أمل يلوح في الأفق".

وبرغم إعلان سلطة النقد والجهاز المركزي للإحصاء الفسطيني، عن تعافٍ تدريجي في أداء الاقتصاد الفلسطيني خلال النصف الأول من عام 2022م، والارتفاع الذي سجل في عدد العاملين في معظم الأنشطة الاقتصادية، إلا أن معدل البطالة لا يزال مرتفعًا.

ويعود الارتفاع في معدل البطالة بحسب التقرير الأخير الصادر عن سلطة النقد وجهاز الإحصاء، إلى الارتفاع الكبير في معدلات البطالة في قطاع غزة.

ما يقارب نصف المشاركين في القوى العاملة (45%)، هم عاطلون عن العمل في قطاع غزة، مقارنةً مع حوالي (14%) في الضفة الغربية.

ووفق الإحصائيات، فإن ما يقارب نصف المشاركين في القوى العاملة (45%)، هم عاطلون عن العمل في قطاع غزة، مقارنةً مع حوالي (14%) في الضفة الغربية.

الواقع الاقتصادي

ويبين الصحفي المختص في الشأن الاقتصادي محمد خبيصة، أن انخفاض البطالة في الضفة الغربية، في العام 2022م، يرجع إلى دخول عمالة فلسطينية أكبر إلى "إسرائيل"، وليس بفضل سياسات حكومية.

وأوضح خبيصة، أنه في العام 2019م، كان عدد العمال الفلسطينيين في "إسرائيل" والمستعمرات 127 ألفًا، بينما اليوم يبلغ عددهم 197 ألف عامل.

في الربع الثالث من العام 2022م، بلغ معدل البطالة بين الشباب (19-29) سنة، الخريجين من حملة شهادة الدبلوم المتوسط فأعلى حوالي 50%، بواقع 32% في الضفة الغربية مقابل 75% في قطاع غزة.

وفي الربع الثالث من العام 2022م، بلغ معدل البطالة بين الشباب (19-29) سنة، الخريجين من حملة شهادة الدبلوم المتوسط فأعلى حوالي 50%، بواقع 32% في الضفة الغربية مقابل 75% في قطاع غزة.

ومن بين التداعيات الاقتصادية الهامة التي شهدها العام 2022 وانعكست على واقع الشبان الفلسطينيين، هو الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها الحكومة الفلسطينية، واستمرار صرفها لرواتب منقوصة للموظفين العموميين، وهو ما أثّر سلبًا على الوضع المعيشي، الذي ترافق مع استمرار ارتفاع عدد من السلع الأساسية.

أما على صعيد عدد الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي، فقد بلغ للعام الدراسي 2021/2022 في فلسطين 225,975 طالبًا وطالبة، (منهم 86,992 ذكرًا و138,983 أنثى)، بواقع 138,754 طالبًا وطالبة في الضفة الغربية، (منهم49,069 ذكرًا و89,685 أنثى) و87,221 طالبًا وطالبة في قطاع غزة (منهم 37,923  ذكرًا، و49,298 أنثى).

أرقام عامة..

ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد الشباب (18-29 سنة) العاملين في القطاع غير المنظم لعام 2021م في فلسطين، 155,000، منهم 145,200 ذكر مقابل 9,800 أنثى.

وتمثل نسبة الشباب العاملين في هذا القطاع نحو 29% من إجمالي الشباب العاملين في فلسطين، مع العلم أن نسبة الشباب العاملين "عمالة غير منظمة" في فلسطين (بمعنى الشباب العاملين في القطاع غير المنظم، بالإضافة إلى المستخدمين بأجر في القطاع المنظم، والذين لا يحصلون على أي من الحقوق في سوق العمل سواء مكافأة نهاية الخدمة/تقاعد، أو إجازة سنوية مدفوعة الأجر، أو إجازة مرضية مدفوعة الأجر) قد بلغت 46% من مجمل الشباب العاملين منهم (53% من الذكور و17% من الإناث)، وبواقع 56% في الضفة الغربية و29% في قطاع غزة.

7% من الأسر، يرأسها شاب/شابة في فلسطين، بواقع 13% للذكور و0.2% للإناث، وتساوت هذه النسبة على مستوى المنطقة بواقع 7% لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتشير البيانات للعام 2022م، إلى أن 7% من الأسر، يرأسها شاب/شابة في فلسطين، بواقع 13% للذكور و0.2% للإناث، وتساوت هذه النسبة على مستوى المنطقة بواقع 7% لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتعرف الأمم المتحدة الشباب، بأنهم الأفراد ضمن الفئة العمرية (15-24 سنة)، مع إتاحة المجال للدول لتحديد فئة الشباب وفق خصوصية وحاجة كل دولة، ولغايات هذا البيان فقد اعتمد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الفئة العمرية (18-29 سنة) لتعبر عن فئة الشباب فلسطينيًا.

عامٌ من الخيبات مرّ به الشباب الفلسطيني عام 2022م. من جديد ظنّوا، وكان الظنُّ "حلمًا"، وبدأوا عامهم على قيد الأمل، بينما خانتهم الأمنيات، ليمضي بهم العمر كما مضى في أعوامٍ غادرتهم تباعًا، وهم على ما هُم... تفيضُ قلوبهم بالحلم، بينما الواقع كرجلٍ أرعن، يقود القارب بهم نحو النهاية.. لا هي حياة، ولا هو موتٌ ولا حتى انتحار!

كاريكاتـــــير