شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م18:01 بتوقيت القدس

غرق منازل في غزة.. حلقات جديدة من عدوان إسرائيل

25 ديسمبر 2022 - 19:14

قطاع غزة:

"هذا ما كان ينقصنا" بهذه العبارة أخذ جميل حسن يعبر عن سخطه بما حل في منزله الغارق بمياه الأمطار، جراء فتح الاحتلال "عبارات" المياه صوب الأراضي الزراعية والمناطق المنخفضة شرقي ووسط قطاع غزة.

يقول إنه عاد منزله بعد يوم عمل شاق في مهنة الزراعة، جلس ليأخذ قسطاً من الراحة حتى شعر أن مياه نهر قد انفتحت عليه، لم يعرف من أين يبدأ، فالمياه تتسرب نحو أطفاله النائمين الذين استيقظوا مفزوعين من صراخه، يبكون دون إدراك لما يحدث.

ويضيف "جرت المياه كالنهر في منزلي، أخرجت أطفالي، وحاولت انتشال ما أستطيع من أغراض"، لكن المياه كانت تجرف كل ما يمر بطريقها كالتيار حتى أفسدت أثاث منزلهم المتهالك – وفق تعبيره -.

وفي محاولات الإنقاذ، قام الرجل بمساعدة جيرانه بوضع سواتر رملية لعلها تمنع دخول المياه أكثر، إلا أنها تجاوزتها وأغرقت بقية المنازل في المنطقة. 

بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، قالت إن المياه غمرت منازل في أحياء بمدينة غزة ومدينة دير البلح ومنطقة الزوايدة والبريج والنصيرات وسط القطاع، ومناطق شرق خان يونس، وشوارع رئيسية، وتكبّد العديد من المزارعين خسائر مادية كبيرة وإلحاق أضرار مباشرة في أراضيهم.

لا يكتفي الاحتلال بحصار قطاع غزة منذ 16 عاماً، بل إنه لا يتردد بقتل أي محاولة إنعاش لأوضاع الناس المرهقين بين "فكي كماشة"، محاصرون من شمال القطاع وجنوبه.

"أوضاعنا قاسية قبل الغرق، ما بالنا بعده؟" تتساءل سهام محمد وهي تحاول حبس دموعها أمام عدسات الكاميرات التي راحت ترصد الحدث.

تعيش سهام بمنزل مصنوعة جدرانه من "الإسبست"، متهالك ويشبه علبة الكبريت في فصل الصيف، و"الفريزر" في الشتاء، تسكنه هي وثمانية أشخاص من أفراد عائلتها، بإعالة من الشؤون الاجتماعية التي تصرف مساعدتهم كل ثلاثة أشهر. 

في كل شتاء تعاني سهام من تسرب مياه الأمطار إلى المنزل، يغرق أثاثها وتلعن الفقر والاحتلال وحصار غزة، تماماً كما اليوم.

تصف الشتاء بأنه "موسم الحزن والشقاء"، تخشى فيه أن يسقط المنزل فوق رؤوسهم متأثراً بالمنخفضات وإجراءات الاحتلال بإغراق الأراضي، وإن لم يسقط هكذا، بالتأكيد سيحدث بقصف ما! تزيد.

يتكرر المشهد في كل عام، يطلق الناس نداءات استغاثة تلبيها طواقم الدفاع المدني والبلدية، يزيلون ألواح "الزينكو" وينتشلون الأهالي من تحتها، لكن الخطر ما يزال قائماً، متى ينتهي حصار غزة؟ سؤال برسم الأمنيات. 

كاريكاتـــــير