شبكة نوى، فلسطينيات: ستة وثلاثون لوحة تعبر عن حقوق مختلفة للإنسان، أغلبها منتهكة في فلسطين، كالحق في العيش بأمان، حق التنقل و الحركة، حق بغذاء سليم، حق التعليم، زواج القاصرات، أبطالها أطفال من طلبة المدارس بجميع مراحلها في قطاع غزة، فازت من بين خمسة آلاف رسمة مشاركة في المسابقة التي ينظمها سنوياً مركز الميزان لحقوق الإنسان.
تقف جنى الدلو 7 أعوام أمام لوحتها وتشرح لـ نوى:" قبل شهر من اليوم شاهدت عشرات الأطفال يحاولون الوصول لمدارسهم لكن مياه الأمطار التي أغرقت الشوارع حالت دون وصولهم، وقد بللتهم مياه الأمطار بالكامل، كانت مشاهد مؤلمة، وأردت من خلال رسمتي تلك أن أعبر عن حق الأطفال في الوصول الآمن للمدرسة، وأتمنى أن يلتفت المسؤولين ويسارعوا لتأمين طرق ممهدة لا تغرقها المياه تسهل وصول الأطفال للمدرسة بشكل آمن".
وقد فازت رسمة جنى بالمركز الأول لطلبة الصف الثاني على مستوى مدارس قطاع غزة.
بفخر تقف هيام الأخرس تلتقط لابنتها همسة صور مع رسمتها التي تعبر عن حقوق مختلفة للأطفال في قطاع غزة، تقول لـ نوى:" همسة تمتلك موهبة الرسم منذ صغرها، وتعتمد على ذاتها في تطوير موهبتها، من خلال متابعة اليوتيوب، واليوم تحصد همسة نتاج موهبتها".
همسة الأسطل فازت بالمركز الثالث على مستوى طلاب الصف الثامن، برسمة تناولت فيها حقوق الطفل الفلسطيني المسلوبة المختلفة، تقول:" رسمت طفل في مواقف مختلفة، أحدهم طفلة ممسكة بكتب ممزقة، وآخر يمسك طفله وخلفه علم فلسطين، وامرأة بحضنها طفل ملفوف بعلم فلسطين، وآخر خائف من القصف الإسرائيلي، وعلم فلسطين ومنه تنزل يد بها حجر، وعلم إسرائيل ويد تلقي صواريخ قاتلة، وكلها تعبر عن حقوقنا كأطفال فلسطين التي يسلبها الاحتلال الإسرائيلي"
تضيف:" الاحتلال الإسرائيلي يسلبنا حقوقنا ومن المهم أن يعمل المجتمع الدولي من أجل حقوقنا كأطفال، مهم أن يرى العالم واقعنا كأطفال في غزة، وأنا حاولت أن أوصل رسالة عن حقنا في أن نعيش بأمان وأن نتعلم ونتلقى غذاء سليم، وأن تعاد لنا كل حقوقنا المسلوبة كأطفال".
وقال مركز الميزان لحقوق الانسان أن هذه المسابقة التي تنفذ سنوياً تمنح لـ 36 متسابق، تفوز كل مرحلة دراسية بثلاث جوائز ليرتفع بذلك عدد الفائزين إلى (379) طالب/ة، حصلوا على جوائز تشجيعية مالية وعينية، خلال 12 عام من عمر المسابقة، تقوم لجنة فنية متخصصة باختيار الرسمات الفائزة دون اعتبار للمنطقة أو المدرسة. وبالإضافة للأبعاد الفنية للتقييم فهناك أبعاد تتعلق بالأفكار بما يعكس نظرة المشاركات والمشاركين لحقوق الطفل، ومخاوفهم وآمالهم في ظل ما يعانيه قطاع غزة من واقع مؤلم واستمرار الحصار وتواصل الانتهاكات المنظمة والجسيمة لقوات الاحتلال الإسرائيلي
وأكد عصام يونس مدير عام مركز الميزان لحقوق الإنسان في كلمته على أهمية هذه المسابقة كونها تمنح الأطفال فرصة للتعبير عن أنفسهم وإيصال رسائلهم المختلفة إلى العالم، لافتاً أن المشاركين من الأطفال عكسوا الواقع بما فيه من تحديات وما يعايشوه من انتهاكات متواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهي تظهر في الوقت نفسه تشبثهم بالأمل والحلم بأن يحيوا حياة طبيعية.
وأشار يونس إلى أهمية هذه الفعالية ودورها في تحفيز الطلبة والطالبات وإخراجهم ولو جزئياً من الواقع الصعب وبالغ القسوة، الذي يعانيه السكان في قطاع غزة. ولفت إلى أهمية الجائزة ولا سيما وأنها تأتي في ظل حصار متواصل منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاماً، وعدوان حصد أرواح الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ وأصاب المئات بجراح وإعاقات دائمة ودمر منازل سكنية وطال البشر والبنية والتحتية والمرافق العامة وأوجه الخدمات الأساسية. ودعا يونس الأطفال الفائزين أن يواصلوا الحلم والتشبث بالأمل الذي لا بد أن يتحقق وينتزع الفلسطيني حقه في العيش بحرية وكرامة أسوة ببني البشر حول العالم.