شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الثلاثاء 30 مايو 2023م07:06 بتوقيت القدس

أعراض مختلفة والتشخيص واحد

عودة إلى "الكمامة".. انفلونزا "متوحشة" تضرب غزة

21 ديسمبر 2022 - 13:24

شبكة نوى، فلسطينيات: "لم يسبق أن عانيت من مثل هذا الصداع، حتى عندما باغتتني كورونا لأكثر من مرة"، تتحدث هداية محمد عن حالتها لـ"نوى"، بعد إصابتها بإنفلونزا عادية -هكذا شخصها الأطباء- إلا أنها تؤكد صعوبة الأعراض هذه المرّة.

تقول: "أشعر بالكحة تخرج من صدري، وفي كل مرة أظن أن رأسي انقسم نصفين!  ويا ليت الأمر يتوقف هنا، فآلام المفاصل ألزمتني الفراش، لعدة أيام، رغم أنني حريصة على تناول الأعشاب الطبية المعروفة".

المفاجأة التي كانت تنتظرها، أنها وقبل أن تتعافى بالكامل، وبعد أيام من المعاناة، أصيب اثنان من أبنائها بالفايروس، "كانت الأعراض عندهما مختلفة. آلامٌ في البطن، وقيءٌ، وإسهال. ظننتُها في بداية الأمر نزلة معوية، لكن طبيب الاستقبال بالمستشفى أخبرنا أنها أحد أعراض الانفلونزا الموسمية، وها نحن أحدنا يسلم الأنفلونزا للآخر" تضيف.

أما زينب علي، التي تعمل مُدرسة، فقد سقطت مغشيًا عليها أثناء شرحها في الفصل، لتفاجأ بأن ما حدث معها هو أيضًا أحد أعراض الانفلونزا الموسمية، التي جاءت مصاحبة لصداع شديد وسعلة خفيفة.

تقول: "أعراض لم يسبق أن مررت بها، حتى أنني ظننت أنها كورونا، رغم أنها أشد ألمًا، واستمرت لأيام، وقبل أن أتعافى بالكامل عُدتُ بانتكاسةٍ أشدّ وأصعب، وها أنا قاربت على الأسبوعين منذ الإصابة الأولى ولم أتعافَ بعد".

"صداع شديد، لا يكاد يحتمل، وآلام تنخر العظام والمفاصل، وإحساسٌ بالغثيان بين الحين والآخر"،  أعراضٌ متباينة، وتبدو مختلفة وغير معتادة في مثل هذا الوقت من العام، وشكاوى كثيرة، تنتشر بين مواطني قطاع غزة، منذ بدء شهر كانون الأول/ ديسمبر الحالي، لكن وزارة الصحة خرجت لتؤكد أن "هذه الأعراض المختلفة، مجتمعة أو متفرقةـ إذا ظهرت على أي مواطن فهي عرض للأنفلونزا الموسمية ولا خوف منها".

عادت ضحى لارتداء الكمامة، وأخذ الاحتياطات اللازمة من تباعد جسدي وتعقيم مستمر، لكن تصرفاتها تلك تقابل بشيء من الاستغراب في محيط العمل، وحتى في المواصلات العامة.

تقول: "لا أعرف لماذا لم يتم دعوة المواطنين لارتداء الكمامة واتخاذ الإجراءات الوقائية، التي تمنع تفشي الفايروس؟ حتى لو كان مجرد انفلونزا، هي ليست مزحة، وأعراضها مؤلمة، لا سيما على كبار السن، وهذا هو السبب الرئيس لإسراعي إلى ارتداء الكمامة طوال الوقت، حرصًا على سلامة والديّ، وهما من كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة".

وفي تعقيب لوزارة الصحة أكد مدير وحدة سلامة المرضى ومكافحة العدوى بوزارة الصحة رامي العبادلة، أن أشد أعراض الانفلونزا الموسمية وأخطرها التي قد تحدث للمصاب، هو التهاب الشعب الهوائية في الرئتين، "وهذه الحالة تحتاج إلى متابعة خاصة في المستشفى"، ناصحًا بالإكثار من السوائل، وتناول الحمضيات، لأنها تعزز الجهاز المناعي.

وحذر العبادلة من اللجوء للمضادات الحيوية أثناء الإصابة بالأنفلونزا التي قد تحدث تأثير ونتائج عكسية، قد تضر بصحة المواطن.

وأكد العبادلة أن منظمة الصحة العالمية أشرفت على اللقاحات الخاصة بالأنفلونزا الموسمية. ملفتًا إلى أن قرار التطعيم باللقاح، يتم بناء على شدة خطورة الإنفلونزا، التي تستدعي الدخول للمستشفى، "وأخطر أعراضها صعوبة التنفس".

ودعا العبادلة المواطنين إلى ضرورة التوجه إلى المستشفى في حال الشعور بصعوبة في التنفس، منبهًا إلى أن المدة الطبيعية للتعافي من الأنفلونزا تحتاج ما بين أسبوع وأسبوعين.

ونوه إلى أن وزارة الصحة وفّرت 10 آلاف لقاح، وتم توزيعها على الأشخاص أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، وضعاف المناعة، ممن يحتاجون هذه اللقاحات، مشيرًا إلى أن جميع الفيروسات التنفسية تنتقل عبر الرذاذ، أو عبر ملامسة الأسطح الملوثة.

ونشرت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس الثلاثاء مجموعة من النصائح للمصابين بالانفلونزا الموسمية، مبينةً أنها قد تحدث مضاعفات لدى كبار السن وضعاف المناعة.

ودعت الوزارة المصابين إلى تناول خافض الحرارة حال ارتفاعها، والإكثار من شرب السوائل الدافئة، وتناول الحمضيات لتعزيز المناعة، وتجنب الاختلاط إلا للضرورة، مع المحافظة على النظافة الشخصية ونظافة الأيدي، وتغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال، ومراجعة المستشفى حال الشعور بضيق في التنفس، أو القيء، أو الإسهال المستمر.

كاريكاتـــــير