شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م12:31 بتوقيت القدس

كتب على الرصيف وصاحب ينادي: "قل للزمان إرجع يا زمان"

01 ديسمبر 2022 - 14:24

قطاع غزة:

"الحنين الفطري للقراءة" تُسمع هذه الجملة عند بسطة كتب فردت بين ثلاث جامعات غربي مدينة غزة، ابتكرت من صاحبها الذي يعد نفسه "حبيب الكتب وصاحبها الأمين" الذي صار بائع لمستحقيها من الطلاب والطالبات والمارين من هناك، اسمه محمد ماضي. 

لساعات طويلة يجلس أمام كتبه، يتناول إحداها ولا يمل من القراءة، يا ليت هناك صاحب آخر يقدّر هذه البسطة – يحكي لنفسه – ويتنهد قائلاً "قل للزمان إرجع يا زمان، مرت علينا أيام اهترأت فيها أقدامنا لأجل البحث عن الكتب، اليوم هي تبحث عن قراءها ولا تجد من ينصفها".

واختيار المهنة هذه "بيع الكتب" لم يأت من باب كسب الرزق، بل من أجل نشر ثقافة القراءة التي يعزّ عليه ضعف الإقبال عليها تحديداً من فئة الشباب. 

بدأت قصّة ماضي عام 1975م، بعد زيارته لإحدى المكتبات لقراءة الكتب لكنه وجد نفسه محاطاً بكنز اكتشفه عن طريق الصدفة، لتمر ساعات دون أن يشعر بالوقت بين الكتب التي انتزعت كل حواسه وراح يمضي فيها ساعات لم يدركها إلا بتنبيه أحدهم. 


ما سر جملة "الحنين الفطري للقراءة"؟ يخبرنا ماضي أنه يظن نفسه مصاب بهذا "المرض"، فكلما قرر تقليل ساعات القراءة وجد نفسه يغرق فيها أكثر فأكثر حتى صار "أسلوب حياة" يعيش عليه.

وعن بسطته، يردف أنه يبيع كتباً بمجالات متنوعة منها الثقافية والسياسية والاجتماعية بأسعار بسيطة لتشجيع الطلاب على القراءة ونشر الوعي في المجتمع، لكنه يشكو بنفس ذات الوقت ضعف الإقبال عليها.

يحزن ماضي ويتحدث متأثراً "أتأمل وجوه العابرين أمام البسطة، ينظرون إلى الكتب دون تقدير لقيمتها، بل نادر ما أجد مهتم حقيقي" ولا يدري تفسيراً لتراجع قيمة الكتب في هذا الزمن، هل بسبب ما يفعله الاحتلال من تضييق وحصار وعدوانات وأزمات؟ أم أن العالم الافتراضي استحوذ على اهتمام الشباب الذين يهربون هناك! يتساءل.

يمتلك الرجل ما بين 10 إلى 20 ألف كتاب، يعرضهم للبيع، بأسعار أقل من تلك الموجودة في المكتبات مستدركاً أن لديه مكتبة خاصة لا يفرّط فيها تخصّه وتعني له الكثير، كالنفس له، فهي كنزه العظيم الذي لا يعوّضه هذا العالم.
 

كاريكاتـــــير