قطاع غزة:
بصوتٍ قويٍ كما لو أنها ترد على معلمتها "الصباح" في بداية اليوم الدراسي، كانت جودي عليّان تهتف: "لازم نحميهن".
الطفلة التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، أجابت صحفيًا سألها عن سبب مشاركتها في فعاليات حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة بقولها: "أشارك لأنني قوية، وأؤمن بالرسالة". إجابةٌ مبهرة لا تشبه عمرها، لكنها تعبّر بقوةٍ عن واقعٍ تراه "طفلة"، أو تسمع عنه بين قريناتها في الصف، أو الحي، أو المنزل.
ارتدت جودي وشاحًا برتقاليًا، وحملت بالونًا بنفس اللون. سألتها "نوى" عما إذا كانت تعرف سبب اختيار اللون البرتقالي تحديدًا، كرمزٍ لهذه الحملة، فأجابت: "لعله يشبه البرتقال، وهو فاكهة لذيذة يحبها الجميع". تضحكُ وتكمل: لا أعرف إذا كانت الإجابة صحيحةً أو لا، لكنني بالنهاية أحب البرتقال وهذا المهم"، هكذا بعفويةٍ تامة استمرت بحديثها.
لكن، "لماذا اللون البرتقالي؟" سؤالٌ جديرٌ بالتمعن! ردّت امرأة ثانية كانت تقف بالقرب من جودي: "ربما لأن لونه قريب من النار، وهذا يدل على نيران العنف التي تتعرض لها بعض النساء".
في السياق، تقول المرأة التي تعمل ربة منزل بأنها لا تظن أن هناك فتاة أو امرأة لم تتعرض للعنف بحياتها، بطريقة مقصودة أو غير مقصودة، مشيرةً إلى أنها -وبدون قصد- تبدأ بممارسته على بناتها حين يخطئ.
تفاجئنا السيدة بقولها: "لو تتم توعية النساء بهذا الخصوص، فأنا على سبيل المثال ليس لدي أصدقاء على "فيسبوك" يتحدثون بهذه الأمور، ولا أعرف جهة يمكن أن تدعوني لحضور جلسات توعية".
في تفسيرٍ ثالثٍ لاستخدام اللون البرتقالي، تُخمّن سهام بركة أنه اختير "لعدم استخدامه في أعلام الدول". تنسحب خطوةً إلى الوراء، ثم تستدرك بصيغة الاستفهام: "ربما لأنه يرمز للون الشمس؟".
في الحقيقة نعم، اختير اللون البرتقالي بحسب الأمم المتحدة التي أقرت اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، بلون الشمس، لتمثيل مستقبلٍ أكثر إشراقًا، وخالٍ من العنف ضدّ المرأة والفتاة.
وتهدف هذه الحملة، التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة منذ عام 2008م، إلى منع العنف ضد النساء والفتيات، والقضاء عليه في جميع أنحاء العالم.
وقد شارك في الحملة منذ انطلاقتها ما يزيد على خمسة آلاف وأربعمئةٍ وثمانٍ وسبعين منظمة، وحكومة، ووكالات تابعة للأمم المتحدة، من مئة واثنين وسبعين بلدًا، بالإضافة إلى عدد كبير من الأفراد، من أكثر من مئة وثمانين دولة من دول العالم.