شبكة نوى، فلسطينيات: أكثر من نصف عامٍ مُضربًا عن الطعام. قصةٌ ليست من الخيال، بل نموذجٌ لعشرات "الأساطير" الحقيقية في فلسطين المحتلة. اسمه هذه المرة خليل العواودة، بطلٌ يقاتل ظلم "إسرائيل" بأمعائه الخاوية، ويطلب حقه في "الحرية" بعد اعتقالٍ إداري بلغ عدد أيامه 172 حتى تاريخ نشر هذا التقرير.
#الحرية_لخليل_العواودة، و#لا_للاعتقال_الإداري، وسمان ناصَرَ ناشطون بواسطتهما قضية خليل، مطالبين بالإفراج عنه تزامنًا مع قرار الاحتلال تجميد اعتقاله، في حين كانت أكثر العبارات تداولًا، هي تلك التي قالتها ابنته في اتصال "فيديو" جرى بينه وبين عائلته مؤخرًا: "بحبك يا بابا".
الناشطة آمال الكرد، علّقت على العبارة بقولها: "صوتك يدق برأسي منذ شاهدت مقطع الفيديو، لا تحزني يا صغيرتي. هذه ضريبة العيش تحت الاحتلال".
فيما عقّب أيهم معمر بقوله: "سامحنا على تقصيرنا يا خليل. أو ربما ظروفنا التي تزيد من عجزنا أمام مساعدتك في ظرفك هذا".
وقرار "التجميد" وفق نادي الأسير، لا يعني إنهاء اعتقاله الإداريّ، "بل يُشكّل أحد أخطر الاختراعات التي خرجت بها المحكمة العليا للاحتلال منذ عام 2015م، كأداةٍ للالتفاف على إضرابات المعتقلين الإداريين، وبالتالي ترسيخ الاعتقال الإداري، وخلق مخرج لما يسمى بأجهزة أمن الاحتلال، لإخلاء مسؤوليتها عن مصير المعتقل".
وفي بيانه عن قرار الاحتلال، أشار نادي الأسير إلى أن التجميد جاء استنادًا إلى معطيات وتقارير طبية من المستشفى، تشير إلى وجود خطورة على حياة خليل، "إلا أنه وفي حال تحسّن وضعه الصحي، وقرر المعتقل الخروج من المستشفى سيتم تفعيل اعتقاله الإداري من جديد فورًا".
أيام عصيبة تمر على أسرة العواودة التي فوجئت بشكله حين أفرج الاحتلال عن مقطع فيديو له في المستشفى. جسده هزيل ونحيل. ممددٌ على السرير لا يقوى الحركة، وبالكاد استطاع التفوه بكلمات قليلة كان مفادها إنه لن يفك إضرابه حتى نيل حريته بشكل كامل، فهو لا يثق بإسرائيل ولا "بوعودها الكاذبة".
تقول زوجته: "صُدمتُ حين لم يتذكر أسماء بناته الأربعة، ولا أعمارهن". تصف شكله بتأثر: "كانت عيناه بارزة، ولا ملامح لشكله"، هذه التي تحفظ أدق تفاصيل وجهه الجميل عن ظهر غيب.
وتضيف: "زوجي صار باهتًا وحزينًا، التصق جلده بعظامه. منطقة الرقبة ممتلئة بالترهلات، ورجلاه عظمتان مغطيتان بالجلد، هذا غير وزنه الذي أصبح 38 كيلوغرامًا بعد أن كان 86 كيلو قبل اعتقاله. يعاني من صداع شديد وهبوط بالضغط، كما يعاني من ضعف التركيز والتفكير".
يشار إلى أنّ الأسير خليل عواودة (40 عامًا) من بلدة "إذنا" غربي الخليل، جنوبي الضفة الغربية، استأنف إضرابه في الثاني من يوليو/تموز الماضي، بعدما علّقه في وقت سابق بعد 111 يومًا من الإضراب، استنادًا إلى وعود بالإفراج عنه، إلا أنّ الاحتلال نكث بوعده، وأصدر بحقّه أمر اعتقال إداريّ جديد لمدة أربعة أشهر.
وعواودة معتقل منذ 27 ديسمبر/كانون الأول لعام 2021، حيث أصدر الاحتلال بحقّه أمر اعتقال إداريّ مدته ستة أشهر، وتم تجديد أمر اعتقاله للمرة الثانية لمدة أربعة أشهر، وهو متزوج وأب لأربع طفلات، وأسير سابق أمضى سنوات في سجون الاحتلال.