شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م04:32 بتوقيت القدس

في انتظار الرواتب..

على أعتاب رمضان.. ضجيجٌ "خافتٌ" في أسواق غزة

29 مارس 2022 - 14:10

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

ينتظر أبو أحمد بفارغ الصبر يوم الحادي والثلاثين من مارس/آذار الجاري، حيث موعدُ صرف رواتب حكومة غزة، بنسبةٍ يُرجّح أن تصل إلى 60%.

الإعلان الذي جاء على لسان عصام الدعاليس رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي بغزة، وما لحقه من إعلان اقتراب موعد صرف رواتب السلطة الفلسطينية التي صرحت "مصادر خاصة" للعديد من وسائل الإعلام أنها ستكون بنسبةٍ كاملة، دفعا بالتجار نحو التحرك لعرض كمياتٍ كبيرة من منتجات الشهر ومستلزماته المختلفة.

يقول أبو أحمد لـ "نوى": "استعدادات الأسواق لرمضان مبهجة، يعرضون كل شيء للبيع لكن الموظفين أمثالي ينتظرون صرف الرواتب"، موضحًا أنه -على المستوى الشخصي- سيجلب مستلزمات الطعام والشراب وحسب، بينما سيكتفي بتزيين بيته بحبل إضاءة كان اشتراه قبل ثلاثة أعوام، ويعيد استخدامه كل مرة.

ويعكف الغزّيون حاليًا على تزيين الشوارع والميادين العامة بالفوانيس الكبيرة وأشرطة الزينة، فيما بدأ الباعة في الأسواق ومحلات الحلويات بتحضير مستلزمات رمضان من مخللات، وتمور، وحلوى، يعرضونها على أمل أن "يجبر الله كسر جيوبهم مع موعد رواتب الموظفين" حسب تعبير محمد البنا، وهو بائعٌ في سوق مخيم جباليا الشعبي.

وتعج الأسواق العامة بالمواطنين الذين يتبضّعون تحضيرًا لاستقبال الشهر الكريم، الزاوية، وفراس، وامتداده في شارع فهمي بيك، وسوق جباليا، ومعسكر الشاطئ، وسوق الشجاعية، والشيخ رضوان، بالإضافة إلى الأسواق المتنقلة، كسوق الخميس، وسوق الأحد، وغيرهما، فيما ينتشر الباعة المتجولون بشكلٍ كثيف في مفترقات الشوارع الرئيسية، ويتراصّون بالقرب من باعة المخللات، والقطائف، والكنافة، وباعة البقدونس، والجرجير، لعل رزقهم يتعثر بهم هناك؟

أحد تجار محلات العطارة في سوق الزاوية الشعبي ممدوح زين الدين، بدأ بترتيب محله الصغير بالتمور والفواكه المجفّفة والبقوليات والبهارات، يقول: "أحاول استثمار موسم رمضان بما أستطيعه، لدي 4 أطفال، واحتياجاتهم تزيد كلما كبروا"، ملفتًا إلى أن الجائحة أثرت على الموسم الماضي، بالإضافة إلى العدوان الإسرائيلي، الذي أرقد الناس على همومٍ وديونٍ لم يحدث أن أصابتهم من قبل.

بالقرب منه، يقف بائع فوانيس الأطفال، الذي تدخل قائلًا: "نتمنى أن تدخل الفرحة كل بيت، نبيع هنا الفوانيس بأسعار تتراوح بين 2 من الشواقل، و30 شيقلًا"، منبهًأ إلى أن الكميات التي يعرضها هذا الموسم هي 10% من الكميات التي كانت تعرض للبيع استقبالًا للشهر الكريم، قبل الحصار على غزة".

ويؤكد الرجل ما قاله زميله حول الجائحة، وتأثيرها على أرزاق الباعة البسطاء، لا سيما وأنها أفقدت الكثير من المواطنين مصادر رزقهم، لا سيما عمال اليومية، ما أدى إلى تراجع قدرتهم الشرائية. يعقب بعد أن رفع يديه إلى السماء: "نسأل الله أن يحفظنا من الجائحة، وأن لا نشهد عدوانًا... من أجل رزق أطفالنا على الأقل".

ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، لا يستطيع سالم خليل التملص من واجباته تجاه أسرته، خاصة وأن معدلات الاستهلاك خلاله تزيد عن المعدل الطبيعي للاستهلاك في الشهور الأخرى.

يقول لـ"نوى": "الأمر لا يقتصر على شراء الأطعمة والمشروبات فقط، هناك ضرورة لشراء ملابس العيد مع اقتراب انتهاء الشهر، ناهيكم عن توفير العيديات وغير ذلك، هذا بعد أن أكون قد استنزفت راتبي الذي لا يزيد على 1200 شيقلًا في هدايا وصل الرحم، وولائم الشهر للعائلة".

على نفس النسق تحدث نضال خليل عن ارتفاع الأسعار، مبينًا أنه اضطر للاستدانة قبل عدة أيام، لتوفير احتياجات الشهر، خشية أن يتم تأخير الرواتب "ففي الحقيقية، إن صرف الراتب قبل المناسبات التي تحتاج للإنفاق بيوم أو يومين ليس حكيمًا، بالذات وأننا في قطاع غزة ندفع ثمن الماء الذي نشربه".

كاريكاتـــــير