شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م12:38 بتوقيت القدس

"صوتِك مسموع".. مبادرة لدعم حق ذوات الإعاقة في العمل

30 مارس 2021 - 17:05

شبكة نوى، فلسطينيات: جاء صوتها مفعمًا بالأمل، وهي تتحدث خلال فيلمٍ قصير، أعدّته جمعية "نجوم الأمل"، ضمن مشروع "كياني" لتمكين النساء ذوات الإعاقة، بالتعاون مع منظمة "كير" العالمية في فلسطين.

قالت سناء العمصي: "واجهتُ الرفض والإقصاء مرارًا، نظرًا لحالة التقزُّم التي وُلدت عليها، لكنني لم أفقد الأمل، شعرتُ أنني سأجد يومًا المؤسسة التي يمكنها أن تقدر إمكانياتي بغض النظر عن حالة الإعاقة التي أعاني منها". ابتسمت برضا، قبل أن تكمل: "وها هو قد حدث".

وليست سناء –التي تسكن قطاع غزة- وحدها التي ولجت حلقة الرعاية "العملية"، التي توفرها جمعية "نجوم الأمل" لذوات الإعاقة، فـ هبة أيضاً تحدثت عن تجربتها خلال الفيلم.

الشهادة الجامعية، التي حصلت عليها الشابة، بشق النَفَس، لم تشفع لها في سوق العمل، "ففي كل مرة كنتُ أُقابل بالرفض، بحجة عدم موائمة المكان الذي قدمتُ فيه أوراقي لوضعي الحركي الصعب" تقول.

لا تنكر "هبة" أنها مرّت بفتراتٍ، شعرت خلالها بأحلامها كلها تتحطّم فوق صخرة الواقع، "موائمة الأماكن كانت ذريعة، لكن الحقيقة، أن أرباب العمل لا يقتنعون أصلًا، بأن ذوات الإعاقة يمتلكن القدرة على العمل والإنجاز مثلهن مثل السليمات أصلًا" تضيف.

بعد حلقاتٍ متصلة من عذاب البحث، وجدت "هبة" أخيرًا، فرصة عمل في إذاعة محلية تعنى بذوي الإعاقة، وهو ما عدّته تجربةً رائدة، مكنتها من صقل قدراتها ومنحها الخبرة العملية.

تتوقف هنا قليلًا، ثم تبتلع غصّتها: "كما كل شيئ، لا يستمر الحال ورديًا طوال العمر، أغلقت الإذاعة أبوابها قبل عام، وعدتُ لذات المعاناة التي ازدادت حدتها مع استمرار الحصار، وتفشي جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على سوق العمل في قطاع غزة".

اليوم، تحلم هبة فقط، في أن تحصل على فرصة عمل، تجعل حياتها مستقرةً ماديًا ونفسيًا، وحتى على الصعيد الاجتماعي حيث التواصل والاندماج.

تقول صفية العلي، رئيسة مجلس إدارة "نجوم الأمل": "الجمعية وُجِدت بشكلٍ أساسي لتغيير الصورة النمطية للنساء ذوات الإعاقة في المجتمع الفلسطيني، اللواتي يعشن واقعًا اجتماعيًا صعبًا، ويعانين التهميش على خلفية إعاقاتهن الجسدية".

وتحدثت العلي، خلال ورشة عمل، ضمن أنشطة مبادرة "صوتِك مسموع" للمبادرين باسم حجازي، وعبد العزيز اكريم، عن قضية "النساء ذوات الإعاقة ما بين التقبل الاجتماعي وسوق العمل".

في الورشة، استعرض المبادر باسم حجازي مسح الجهاز المركزي للإحصاء عام 2019، الذي كشف عن فجوةٍ كبيرة بين تمثيل النساء ذوات الإعاقة في التوظيف، بنسبة (4%)، مقابل تمثيل الرجال (ذوي الإعاقة) الذي وصل إلى 24%.

وأظهر المسح -وفقًا لـ حجازي- أن 13% من ذوي الإعاقة، لم يحصلوا على فرصة عمل لائقة، بالإضافة إلى وجود صعوبة في البحث عن عمل، بنسبة 14% في الضفة، و19% في غزة.

بدوره، طرح عبد العزيز اكريم، ما أسماه "آليات التدخل" لضمان حصول النساء ذوات الإعاقة على حقهن في العمل، وعلى رأسها: العمل على توفير فرص عمل مناسبة لذوات الاعاقة، ما يضمن لهن العيش باستقرارٍ نفسيٍ ومادي، "وهذا يتطلب أولًا تضافر جهود المؤسسات جميعها".

وشدد اكريم على دور المؤسسات في تنفيذ برامج للتأهيل المهني للنساء ذوات الإعاقة، لإكسابهن المهارات والقدرات العالية في العمل المهني، الأمر الذي قد يساعدهن في إيجاد فرص عمل حقيقية بالاعتماد على قدراتهن.

كما أكد اكريم، على أهمية تبني سياسة توظيف جامعة في إطار التنوع، من مبدأ تعزيز تكافؤ الفرص في العمل، بما يضمن عدم المفاضلة بينهن وبين الآخرين رجالًا أو نساء.

كاريكاتـــــير