شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م05:23 بتوقيت القدس

مبادرة لحماية الأدب الفلسطيني..

في غزة.. "نافذةٌ" تطل على أقلامٍ من ذهب

21 مارس 2021 - 09:12

شبكة نوى | قطاع غزة:

"الضجة التي تصنعها روايات الكُتّاب الكبار، من كافة أنحاء العالم، تُغطّي بوشاحٍ أسود، كل ما يمكن أن يبهرنا من أقلامٍ وإصداراتٍ أدبية وثقافية، تنتمي إلينا هنا داخل فلسطين"، تقول الشابة ياسمين الدرة لـ "نوى" بنبرة أسف.

"حال المبدعين الفلسطينيين يُرثى له" تُكمل، "فلا مسؤول مهتم –إلا من رحم الله- ولا الإمكانيات تسمح للصعود الشخصي، ولا حتى الشباب عادوا قرّاءً كما قبل عشر سنواتٍ مثلًا"، وهذا ما يجعلها تتساءل بحرقة: "لماذا يمكن أن أكتب رواية، تحرق دمي وأعصابي ووقتي، ولا تجد قارئًا في النهاية يقول لصاحبها شكرًا، ولا حتى ينتقدها خيرًا أو شرًا؟". تصمتُ قليلًا ثم تعقب: "وحتى على المستوى المحلي".

ما تقدّمت به ياسمين، التي تصنف نفسها "قارئةً من الطراز العريق"، هو ذاته ما أكّده محمد فرحات، وهو هاوٍ لقراءة القصص البوليسية، والروايات الملحمية التي تلخّص تاريخ العرب بصورةٍ أقرب إلى الدراما.

يقول: "كل ما قرأته حتى الآن من الروايات التي أخبرتكم عنها، هي لكُتّاب عرب وأجانب، لكن كثيرًا ما أسأل نفسي: أليس لدينا كتاب في فلسطين، غزة على وجه القرب، قادرين على الكتابة بنفس الأسلوب؟ أليس لدينا مبدعين قادرين على جذبنا بنفس المحتوى وشكل التقديم؟".

هذه الأسئلة، ذاتها، يتناقلها كثيرون من محبي القراءة، والكتّاب المبتدئين، والمغرومين بالأدب والثقافة في قطاع غزة، لكن هل تتوقع –صديقنا القارئ- أن تجد هذه المرة إجابة؟  "نوى" تقول لك نعم.

فنحو ثقافةٍ عالية المستوى، متعددة المفاهيم والأنماط، شاملة لكل فئات المجتمع، أطلق مبادرون فلسطينيون من قطاع غزّة، ناديًا ثقافيًا يحمل اسم "نافذة"، قد يكون حلًا لحالة التهميش الثقافية، التي يعاني منها الأدباء والمثقفون الجدد هنا، على صعيد الانتشار والتواصل.

"نافذة" هي لبنةٌ لحراكٍ ثقافي فعال وخلّاق، من غزة، إلى أبنائها، ومن أبنائها –كهدية- إليها، وفق معايير أخلاقية وحضارية واضحة، نابعة من مفاهيم سامية.

وهي –تبعًا لصاحبها إبراهيم جرغون- بدأت بتجمع شبابي يضم قراءً وكُتابًا من القطاع، لهم مجموعة من الإصدارات الأدبية، في محاولةٍ لرأب الصدع، في الوسط الأدبي "المهمّش" ومحاولة توجيه بوصلة الكتابات الأدبية للشباب في قطاع غزّة.

بشكل دوري، ينظّم القائمون على "نافذة" أمسيات مختلفة تقوم بالتشبيك بين المشاركين فيها، فلا تقتصر على الشباب، بل تضم فئة كبار السن وبعض الأطفال أيضًا، وتربطهم بالمؤسسات الثقافية، للعمل على إثراء المشهد الثقافي الفلسطيني.

ويسعى المبادرون بحسب "جرغون" في هذه الأمسيات، إلى مناقشة الإصدارت الأدبية الفلسطينية، والتركيز على شخصيات وكتاب، غابوا عن الحياة، "لكن نتاجهم لا بد أن يظل "خالدًا" خاصة لدى الجيل الجديد" يقول.

لكن، ماذا عن تأثير "كورونا" على تجمع الشباب في "نافذة" وجاهيًا؟ يجيب صاحب المبادرة بقوله: "أوقفنا أنشطتنا لفترة اتباعًا للإجراءات الوقائية، لكننا اليوم، نحاول التغلب على الأمر باتخاذ تدابير أخرى ودقيقة، في اختيار الأماكن، والاهتمام بالتباعد الجسدي، من أجل ضمان عودة آمنة لتنظيم الأمسيات الثقافية مرة أخرى".

"أمسية تحيي ذكرى محمود درويش" كانت آخر أنشطتهم، هذه التي يوضح جرغون أهميتها بالقول: "أعدنا البوصلة نحو الأدباء والكتاب الفلسطينيين، أولئك الذين انحرف الإعلام عن إظهارهم وسط زحمة الأحداث السياسية والميدانية وغيرها"، مردفًا بالقول: "لماذا قد يقرأ الشباب الفلسطيني لكتاب وشعراء أجانب –وهذا ممتاز- في حين أنه لا يعرف شيئًا عن كُتاب بلاده، الذين انتصروا لقضيته وحقه بالكلمة، أو الفن، أو الرسم أو غير ذلك".

ولا يتوقف دور نادي "نافذة" عند مناقشة الإصدارات، والكتب الجديدة، وتداول أسماء الكتاب من أصحاب الإصدارات المميزة، أو حتى تسليط الضوء على إنجازات الجيل الشاب، بل (والحديث للرجل)، فإنه يحاول توجيه الشباب إلى تاريخهم وماضيهم، ولفت النظر إلى ضرورة التوثيق من خلال الكتابة، التي ستكون بديلًا ومرجعًا للقراء –من أجيال قادمة- في أزمان أخرى.

كاريكاتـــــير