شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م09:59 بتوقيت القدس

ذوات إعاقة يطالبن بملعبٍ في محافظتهن..

شغفُ الكرة في رفح.. والسلّة في خانيونس!

17 اعسطس 2020 - 09:33

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

تستيقظ صباحًا لممارسة رياضتها المفضلة، ترتدي ملابسها الرياضية، وتنطلق متجهة إلى الملعب بكرسيِّها المتحرك، متحديةً الكثير من عقبات الطريق التي لا تقتصر على بُعد المساحة، إذ تمتد لتشمل نظرة المجتمع السلبية تجاهها وزميلاتها اللاعبات من ذوات الإعاقة.

في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، لا توجد ملاعب يمكن أن تقصدها حنان برهوم، الفتاة الطموحة التي تمردت على إعاقتها، ورفضت نظرة المجتمع السلبية لها، فقررت أن تكون لاعبةً متميزةً في كرة السلة.

تبدو حنان سعيدةً وهي تمارس رياضتها، تدير كرسيَّها المتحرك ببراعة، وتنتقل بخفةٍ ومهارة من أقصى الملعب إلى أدناه.

تبدو حنان سعيدةً وهي تمارس رياضتها، تدير كرسيَّها المتحرك ببراعة، وتنتقل بخفةٍ ومهارة من أقصى الملعب إلى أدناه، تصرخ بصوتٍ عالٍ على زميلاتها كي يناولنها الكرة، وترتسم الضحكة على وجهها البريء حين يحقق فريقها نقطةً جديدةً، أو نصرًا على الفريق الخصم.

برهوم التي تلعب لصالح نادي الهلال بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، تواصل حديثها عن الصعوبات التي تواجها أثناء التنقل من محافظةٍ إلى أخرى، بسبب البُعدِ المكاني للنادي، ما يجعلها غير قادرةٍ على الذهاب بشكلٍ منتظم، وممارسة التدريبات اليومية، بالإضافة إلى عدم تهيئة النادي من حيث توفير غرف تبديل الملابس، أو مرحاض مخصص للأشخاص من ذوي الإعاقة.

وتوضح برهوم، أن ما يُقارب ثماني لاعبات كرة سلة من صاحبات الكراسي المتحركة برفح، جُلهن يلعبن لصالح أندية في محافظات أخرى، مطالبةً بتشكيل نادٍ وملعب خاصين في محافظتهن، "بدلًا من أن تذهب جهودهن لأندية أخرى" تقول.

معاناة مستمرة

تشاطرها الرأي زميلتها فاتن شقفة، في ضرورة إنهاء معاناتهن في الحركة والتنقل من خلال إيجاد ملعبٍ خاصٍ بهن في رفح، بدلًا من تضييع الوقت في المواصلات غير المريحة، ناهيك عن الوقت الذي يأخذه تجمع الفريق عند نقطةٍ معينة أيضًا.

تقول شقفة: "عندما بدأتُ بممارسة رياضة كرة السلة، واجهتُ تحدياتٍ كثيرة، سواءً على مستوى العائلة أو المجتمع، فالعائلة رفضَت رفضًا قاطعًا الفكرة، بسبب قلقهم من نظرة المجتمع لي، كوني من ذوات الإعاقة".

عشرات المرات، حاولت شقفة إقناع عائلتها بممارسة رياضتها المفضلة، حتى وافقوا أخيرًا بعد ما لقوه من إصرار وشغف، فالتحقت بصفوف نادي الهلال الأحمر بمحافظة خان يونس قبل عام، وكان ذلك بمثابة فرصةٍ لها، لتثبت للجميع أنها قادرة على تحقيق ما رآه البعض مستحيلًا، حتى حققت وفريقها خلال فترةٍ وجيزة ثلاث بطولات محلية على مستوى قطاع غزة.

وأضافت شقفة: "أشعر بأنني بتُّ أكثر تعلقًا بهذه الرياضة، وأطمح بأن أحقق المزيد من البطولات، وأن أمثل فلسطين في المحافل الدولية"، مطالبةً وزميلاتها اللاعبات، الجهات المعنية، بتوفير صالة رياضية تكون موائمة لهن، "فالانقطاع المستمر عن ممارسة التمرينات اليومية، تقلل من فرص إحراز الفوز".

"حقنا نلعب"

جمعية الأصدقاء لذوي الإعاقة برفح، أطلقت مع بداية تموز/ يوليو الماضي، حملةً إعلاميةً تحت وسم #حقنا_نلعب، ضمن مبادرةٍ تنفذها الجمعية بعنوان: "فلسطين بنا أجمل" ضمن مشروع تعزيز ثقافة اللاعنف في المجتمع، بهدف تسليط الضوء على قضية عدم موائمة الأماكن الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة، مما يعززُ من ثقافة العنف تجاههم.

سامي برهوم، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية قال لـ "نوى": "نسعى من وراء المبادرة إلى تعزيز ثقافة اللاعنف، ونشر ثقافة التسامح والعدالة الاجتماعية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، عن طريق ممارسة الرياضة التي تساعدهم على الاستغلال الأمثل للوقت بعيدًا عن التفكير السلبي، الذي يشجع على العنف"، مطالبًا بضرورة موائمة التشريعات الفلسطينية بما يتلاءم مع احتياجاتهم أسوة بغيرهم، وكذلك تغيير الثقافة السائدة التي تشجع على عدم تقبلهم في أي مكانٍ سوى البيت، وإزالة كافة المعيقات التي تحول دون إعاقتهم، بشكل يضمن موائمة المرافق التي لا تقتصر فقط على توفير (رمبة).

الجمعية نظمت مؤخراً، يومًا رياضيًا خاصًا بلاعبات كرة السلة للكراسي المتحركة، جمَعَ بين فريقَي الفارسات والجزيرة، وكانت المرة الأولى التي تقام فيها مباراة من هذا النوع برفح، لافتقارها موائمة صالات وأندية رياضية خاصة بهم.

وأوضح بأن الجمعية نظمت مؤخراً، يومًا رياضيًا خاصًا بلاعبات كرة السلة للكراسي المتحركة، جمَعَ بين فريقَي الفارسات والجزيرة، وكانت المرة الأولى التي تقام فيها مباراة من هذا النوع برفح، لافتقارها موائمة صالات وأندية رياضية خاصة بهم، في حين أن الصالة الوحيدة المغطاة تقع تحت إدارة نادي خدمات رفح لغير ذوي الإعاقة، الذين يمارسون أنشطتهم الرياضية فيه معظم الوقت (أي غير متفرغة)، ما يجعلنا أمام عائق مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في ممارسة حقهم في اللعب.

وبحسب القانون رقم (4) لسنة 1999م بشأن حقوق المعوقين، فإن المادة "10" تنص على توفير فرص الرياضة والترويح للمعوقين، وذلك بمواءمة الملاعب والقاعات والمخيمات والنوادي ومرافقها لحالة المعوق، وتزويدها بالأدوات والمستلزمات الضرورية، ودعم مشاركة المعوقين في برامج رياضية وطنية ودولية.

استجابة

ومن جهته، أوضح د.أنور الشاعر "رئيس بلدية رفح " أن البلدية تُبدي عنايةً خاصةً بالأشخاص من ذوي الإعاقة، كونهم يمتلكون مهارات، وإرادة، وإصرار، يفتقدها حتى الأشخاص الأصحاء، "ومن هنا، فإن جميع مرافق البلدية تحت تصرفهم، ووفقًا لاستيعاب قدراتهم حسب طبيعة الإعاقة".

وقال الشاعر: "الأشخاص من ذوي الإعاقة، سبق وأن طالبوا بموائمة أماكن خاصة بهم على شاطئ البحر، وعلى إثر ذلك، راسلت البلدية جهاتٍ خارجية من أجل الحصول على تمويل، وبعد جهود حثيثة، بدأنا بالفعل بإنشاء مرافق خاصة بهم بالقرب من الشاطئ حتى تتاح لهم فرصة ممارسة حياتهم الطبيعية كالأشخاص الأخرين، على أن يُنفذ المشروع العام المقبل 2021م".

وأضاف الشاعر في حوار خاص بـ "شبكة نوى": "على ضوء مطالب لاعبات كرة السلة للكراسي المتحركة، والمؤسسات ذات العلاقة بتوفير ملعب خاص، استجابت بلدية رفح لهذا المطلب، وهي الآن بصدد إنشاء نادي رياضي كبير في منطقة خربة العدس –منطقة الحي الإداري- وسط محافظة رفح، وبتمويلٍ ألماني".

وقد خُصِّصت مساحة من أرض النادي للأشخاص ذوي الإعاقة، من كلا الجنسين، لممارسة رياضتي كرة السلة والطائرة، "إذ أنه من باب أولى، أن تمثل هذه الفئة محافظة رفح في المشاركات الرياضية" يختم الشاعر.

كاريكاتـــــير